في الدراما التاريخية الجديدة لرون هاوارد، التي تدور أحداثها في جزر غالاباغوس، هناك الكثير من المغامرات الإيروتيكية وأعمال عنف مروّعة.
يُجسّد جود لو شخصية طبيب فيلسوفي يضع طقماً للأسنان في فيلم Eden، وهو دراما تاريخية تتأرجح بين الإثارة والكآبة والعبث. شخصيّته، فريدريش ريتر، مدفوعة برغبة في «إنقاذ الإنسانية من نفسها»، ومدعومة بجرعة كبيرة من نيتشه غير المهضوم جيداً، وقد فرّ من ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى ليبني حياة على جزيرة فلوريانا في أرخبيل غالاباغوس. هو وزوجته دوريه (فانيسا كيربي)، المصابة بالتصلّب المتعدد، يعيشان بأسلوب بدائي يعتمد على زراعة الخضروات السهلة المضغ.
يُرسل ريتر مقالات نثرية عن أسلوب حياته إلى صحيفة ألمانية، لكنّ ذلك لا يكون فكرة جيدة على الإطلاق، لأنّه مع بداية الفيلم تتعرّض عزلته إلى الإختراق بوصول معجب حالم يُدعى هاينز (دانيال برول) وزوجته الهادئة مارغريت (سيدني سويني). وإذا كان فريدريش ودوريه لا يبدوان متحمّسَين كثيراً لمخطّطات هاينز، فإنّ عدد سكان الجزيرة المتزايد يتعرّض إلى اهتزاز أكبر مع وصول امرأة تصف نفسها بـ«البارونة»، تؤدّي دورها آنا دي أرماس بأقصى درجات التأنق والغرور، برفقة بعض الشبان الذين لا يُجيدون شيئاً تقريباً. لكنّ لكنتها الألمانية المبالغ فيها تبدو أحياناً أشبه بلكنة مادلين كاهن في فيلم Blazing Saddles.
تتصاعد الأحداث بين مغامرات إيروتيكية وفيرة، ومع تصاعد التوتر، أعمال عنف مروّعة. ومن المفاجئ قليلاً أن يقود هذه الحبكة المخرج رون هاوارد، إذ إنّ هذا الموضوع أكثر انحرافاً ممّا اعتاد أن يطرحه في أعماله السابقة. غير أنّ الممثلين كانوا على قدر التحدّي. دي أرماس كانت متميّزة بشكل خاص؛ فقد أمسكت جيداً بخبث شخصيّتها، وفي الوقت عينه استمتعت بعبثيّتها.