مع حلول الذكرى السابعة والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، شدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على أنّ لبنان بأمسّ الحاجة إلى حكمته ومواقفه الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة. وذكّر بأنّ الإمام الصدر لم يكن مجرّد رجل دين، بل رمزًا للوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية، مؤكّدًا أنّ مقولته “لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه” أصبحت ركيزة في الميثاق الوطني. وأشار إلى أنّ تغييب الإمام يبقى جرحًا نازفًا وقضية عدالة لم تُحسم بعد، داعيًا إلى الوفاء له بالسير على نهجه في بناء دولة عادلة وموحّدة، وصون لبنان الرسالة والحضارة.
وفي السياق الداخلي، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، الذي شدّد على أنّ إعادة بناء الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها هو التزام ثابت، رغم التحديات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. وأكد أنّ الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى لعبور المرحلة. من جهته، نوّه المفتي دريان بجهود سلام ومساعيه على المستويين المحلي والدولي لتذليل العقبات ودعم الحكومة في مسارها الإصلاحي.
بدوره، أشار نائب رئيس الحكومة طارق متري إلى أنّ قرار حصر السلاح بيد الدولة ثابت ولن يتم التراجع عنه، لافتًا إلى أنّ حزب الله والجيش والحكومة متفقون على تجنّب المواجهة الداخلية. وأوضح أنّ الحوار داخل المؤسسات الدستورية هو السبيل الأمثل لحلّ الخلافات، مشددًا على ضرورة إبقاء جلسات البرلمان في مناخ هادئ وحواري.
كما عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسته برئاسة المفتي دريان وبحضور رئيس الحكومة، وأكد في بيانه على ضرورة تغليب خطاب الوحدة والاعتدال ونبذ الانقسام والتخوين، مشيدًا بقرار مجلس الوزراء حصر السلاح بيد الدولة باعتباره خطوة أساسية لتعزيز السيادة وردع العدوان الإسرائيلي. ودعا اللبنانيين إلى الالتفاف حول الحكومة ورئيسها والعمل على تطبيق وثيقة الطائف نصًا وروحًا، مشيدًا بدور الجيش في حماية الحدود ومواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، ومطالبًا بحلول عاجلة للأزمات المعيشية والاقتصادية والملفات القضائية العالقة.
وفي موازاة ذلك، واصل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل جولته في جزين، حيث دافع عن مشروع سد بسري واعتبر أنّ إيقاف العمل به كان قرارًا سياسياً أضرّ بمصالح اللبنانيين المائية، متهمًا خصومه بهدر الموارد وتعطيل مشاريع إنمائية استراتيجية، ومؤكدًا أنّ التيار سيواصل معركته في هذا المجال.
إقليميًا، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن حملة أمنية في طرطوس استهدفت أوكارًا لخلايا إرهابية مسؤولة عن هجمات ضد قوى الأمن الداخلي، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية في الساحل السوري. أما في غزة، فكشفت مصادر إسرائيلية عن نية تل أبيب تقليص المساعدات الإنسانية تمهيدًا لإطلاق عملية عسكرية واسعة (“عربات جدعون 2”) للسيطرة على مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وازدياد المجاعة في القطاع.
وفي اليمن، أعلنت جماعة الحوثي مقتل رئيس وزرائها أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء في غارات إسرائيلية استهدفت ورشة عمل حكومية، مؤكدة استمرار عمل المؤسسات الرسمية ومواصلة دعمها للمقاومة في غزة.
أما في إيران، فأعلن الحرس الثوري اعتقال خلية مؤلفة من ثمانية أشخاص مرتبطة بالموساد الإسرائيلي، كانت تخطط لاستهداف شخصيات ومراكز حساسة في مشهد، وضبط بحوزتها مواد متفجرة وتجهيزات عسكرية.
دوليًا، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة وأوروبا والعالم لاتخاذ خطوات عملية ضد روسيا لوقف غزوها، مشددًا على أنّ البيانات السياسية وحدها غير كافية، وأنّ العقوبات يجب أن تستهدف بشكل مباشر قطاعات البنوك والطاقة الروسية.