سبعة وأربعون ربيعاً...
نصف العمر وأكثر...
لم يجفّ حبر الشَوق، ولم ينتهِ كلام الوجد.
كيف؟ ما سرّ غيابك الحاضر أبداً؟
لا ننسى كلمة... ولا موقف... ولا نظرة. أجيال لم تَرَك تحمل رسالتك إلى المستقبل... تنقل عبارات المحبة والإنفتاح والحوار ومعرفة الآخر، تُصرّ على مبدئية الموقف، وتصويب المسارات.
سيدي الإمام الصدر:
أدمت سياط آب ظهورنا، رششنا الملح على الجرح، بقي مفتوحاً على شاطئ الإنتظار، ننتظر عودة... ونحلم بلقاء.
سيدي الإمام الصدر:
كنت تنحت في عين العاصفة صخرة وطن لم يأتِ بعد، أردته وطناً للعدالة الإجتماعية والمساواة، نشرتَ على مدى الطوائف معنى الدين الذي هو لله، دائماً كنت ترسم خدمة الإنسان في أساس العبادة والعلاقة بين البشر، تحفر في وجدان الناس متسعاً لوطن نهائي لجميع أبنائه. لم تشِح الوجه عن فكرةٍ لخصم، ولم تمنع النظر إلى عقيدة لطرف. تصالحت مع الكل على رغم من الجفاء والبُعد الذي حاول البعض محاربتك به.
ميّزت «الحركة» برفض الإصطفاف والتمييز، قلت: هي حركة اللبناني نحو الأفضل.
تعلّمنا منك النذر اليسير، ولم نكتفِ من نهل المزيد حتى بعد التغييب. أصرّينا على أن نكون، كما أردتنا، حراس هذه الأرض المقدّسة، ندافع عنها بالمهج والأوراح... وبالسلاح مهما كان متواضعاً، حدّدنا بوضوح العدو والصديق.
وحفظنا أنّ التعامل مع الشرّ المطلق حرام.
لم نُضيّع البوصلة ولا الاتجاه... لأنّك أوكلت الأمانة إلى ربّان حكيم
حَمِل وتحمّل الكثير.. لم يتأفّف، ولا تراجع، ولا تَعِب... حمل همّ وطن تعصف به رياح سوداء، كشح الضَيم والغَيم، سار واثقاً ملكاً نحو الغد، ثابر على مبادئك ونهجك كصلاة وابتهال ودعاء، بقيَ حكيماً في أصعب المراحل، لم يغضب لنفسه يوماً، بل للحق وللوطن، علّمنا أنّ المسيرة ليس ترفاً وأنّ مَن يتّبع الإمام الصدر، عليه بالجهد والسهر على صون وطن حتى يتعافى.
وطنٌ هو بأمسّ الحاجة إلى قاموسك في كل العناوين:
العيش المشترك والوحدة الوطنية، وتعزيز كل عناصر قوة لبنان، ليكون الرسالة التي طمحت إلى إرساء مفاهيمها بالحوار بين الأطياف والمكوّنات،
لتنصهر في بوتقة وطنية واحدة موحّدة.
سيدي الإمام الصدر:
نحن لا نكتب عنك
بل نكتب إليك... إن عدّ إلينا،
لأنّ نهاراتنا في غيابك ليل لا ينتهي
فلا تؤجّل بزوغ الفجر
على العهد والوعد أبداً، سنبقى.