لفت المراقبين أمس، تطوّر بارز على خط «الثنائي الشيعي»، تجلّى في ما بدا انّه تصعيد في الشارع ولكن مع وقف التنفيذ.
وجاء هذا الامر على مرحلتين، بدأت الأولى قبل الظهر بدعوة عاجلة وجّهتها حركة «أمل» و«حزب الله» إلى تجمّع حاشد في ساحة رياض الصلح عند الخامسة والنصف بعد ظهر غد الاربعاء، «استنكاراً للقرارين الصادرين عن الحكومة بتاريخ 5 و7 آب 2025، اللذين يتعارضان مع المصلحة الوطنية العليا ووثيقة الوفاق الوطني وصيغة العيش المشترك، وتأكيداً لحق لبنان في الحفاظ على سيادته، وحق شعبه ومقاومته في الدفاع عن أرضه وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، وإيماناً بقدسية المقاومة وسلاحها الشريف الذي يدافع عن الوطن، وحرصاً على تحصين القرار الرسمي اللبناني من أي ضغوط خارجية، وتحت شعار «هيهات منّا الذلّة».
الّا انّه في فترة بعد الظهر، انتقلت الحركة والحزب إلى مرحلة ثانية، حيث صدر عنهما بيان مشترك أعلنا فيه عن «تأجيل الوقفة الإحتجاجية، انطلاقاً من المسؤولية الوطنية التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتلبية لتمنيات المرجعيات الوطنية الحريصة على وحدة الموقف وصون الاستقرار، وإفساحاً في المجال امام حوار معمّق وبنّاء حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا».
وأوضح الثنائي «انّ هذا القرار الذي ينبع من إدراك عميق لمقتضيات الحكمة والشجاعة، يهدف إلى تحصين الموقف الرسمي وتثبيت السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي محاولة لزعزعة الاستقرار، مؤكّدين انّ قضيتنا لم تتأجّل، وانّ عزمنا على الدفاع عن سيادة لبنان وكرامته ومقاومته وسلاحها لم يلن، وستبقى صرختنا الوطنية حاضرة كلما اقتضت الضرورة ذلك».
إلى ذلك، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أكّد مصدر رفيع في «الثنائي» أنّ «اتصالات سياسية وغير سياسية مكثفة تحرّكت في اتجاهنا على مدى النهار (أمس)، وشاركت فيها مراجع رسمية وسياسية وروحية ومستويات وزارية وأمنية مختلفة، تمنّت صرف النظر عن الوقفة الإحتجاجية، مع إبداء الاستعداد من قبل الجهات المعنيّة للمعالجة الهادئة لكلّ الأمور الخلافية».
ولفت المصدر إلى «اننا أكثر الحريصين على السلم الأهلي، ولسنا من هواة النزول إلى الشارع، ولكن كان لا بدّ لنا من هذا الإجراء لكي نوصل رسالة إلى من يعنيهم الأمر في «فريق القرارين» بأنّ الطريق الذي يسلكونه هو طريق خراب البلد».