رياضيو ألعاب الروبوتات في الصين سقطوا مراراً
رياضيو ألعاب الروبوتات في الصين سقطوا مراراً
Monday, 25-Aug-2025 07:11

أبرزت ألعاب الروبوتات البشرية في بكين، التي تضمّنت الركض والملاكمة والكرة، التقدّم في مجال الروبوتات، وكذلك حدوده.

هناك قلق حقيقي من أنّ الروبوتات قد تجعل في النهاية بعض وظائفنا غير ضرورية. لكن في مسابقة رياضية مخصّصة فقط للروبوتات في الصين، كان القلق المباشر هو احتمال سقوطها أو اصطدامها ببعضها البعض.

 

شهدت ألعاب الروبوتات البشرية، وهو حدث استمر 3 أيام في بكين وانتهى في منتصف آب، مشاركة أكثر من 280 فريقاً من جامعات وشركات خاصة من 16 دولة. نجحت بعض الروبوتات في أداء قفزات خلفية والمرور بمسارات مليئة بالعوائق والتضاريس الوعرة.

 

في حالات أخرى، تركت القدرات الرياضية للروبوتات الكثير ممّا هو مرغوب فيه.

 

خلال مباريات كرة القدم، تعثرت الروبوتات الصغيرة بحجم الأطفال فوق بعضها البعض، لتسقط كما لو كانت قطع دومينو. أحد روبوتات حراسة المرمى وقف بلا حراك بينما كان خصمه يركل الكرة نحو ساقَيه عدة مرّات قبل أن يتمكن أخيراً من تسجيل هدف.

 

أحد الروبوتات التابعة لشركة Unitree Robotics الصينية اندفع نحو أحد أعضاء الطاقم البشري أثناء سباق المضمار، وطرحه أرضاً.

 

في مباريات الملاكمة، كافحت الروبوتات المرتدية قفازات ملوّنة وخُوَذ رأس لتوجيه اللكمات.

 

وأشار أحد المعلّقين في البث الرسمي المباشر للحدث: «بصراحة، نسبة الإصابة منخفضة قليلاً. إنّهم يلكمون الهواء».

 

بعد دقائق من اللكمات والركلات العشوائية، أعلن الحكم فوز أحد الروبوتات. رفع يدَيه المغطّيتَين بالقفازات ولوّح بهما في الهواء على وقع تصفيق المتفرّجين، بينما تمدّد خصمه أرضاً في ما بدا كإظهار للهزيمة.

 

كان الحدث أحدث عرض صيني بارز في مجال الروبوتات. خلال حفل ليلة رأس السنة القمرية في الصين، الذي يشاهده مئات الملايين من الأشخاص، أدّت الروبوتات البشرية رقصات فولكلورية. وفي نيسان، نظّمت حكومة بكين المحلية نصف ماراثون شارك فيه 12 ألف عدّاء و20 روبوتاً بشرياً.

 

تحاول الصين إحراز تقدّم سريع في مجال الروبوتات، مدفوعةً بتوجيهات حكومية واستثمارات ضخمة.

 

أحدثت الروبوتات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بالفعل ثورة في التصنيع في البلاد. وقد ساهم ذلك في خفض تكاليف التشغيل، وساعد بعض الشركات في التكيّف مع الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

 

واعتبر مسؤولون في بكين أنّ ألعاب الروبوتات البشرية كانت اختباراً للتقدّم التكنولوجي المتطوّر في مجال الروبوتات. وقد كشف الاختبار عن قيود، لكنّه أظهر أيضاً إمكانيات. وأوضح كين غولدبرغ، أستاذ الروبوتات في جامعة كاليفورنيا، بيركلي: «على رغم من السقطات، يُحرَز تقدّم كبير في مجال حركة الروبوتات وتوازنها، بما في ذلك القفزات الخلفية، القفزات الجانبية، وغيرها من الحركات البهلوانية وفنون القتال».

 

فاز أحد الروبوتات من Unitree Robotics بالميدالية الذهبية في سباق المضمار الداخلي لمسافة 1500 متر بزمن 6 دقائق و34.40 ثانية. وقد اعتُبر ذلك إنجازاً سريعاً، بحسب البروفيسور غولدبرغ.

 

وعلى رغم من أنّ الروبوت كان أبطأ بكثير من الإنسان صاحب الرقم القياسي في هذا السباق (النروجي جايكوب إنغبريغتسن، بزمن 3:29.63)، فإنّه كان أسرع من العديد من العدائين الهواة.

 

بعض روّاد الأعمال يعتقدون أنّ الروبوتات البشرية ستقوم يوماً ما بالعديد من المهام الجسدية التي يؤدّيها البشر حالياً، بما في ذلك الأعمال المنزلية، وظائف المستودعات، والعمل في المصانع. لكن حتى الآن، فإنّ مهام بسيطة مثل تحميل غسالة الصحون لا تزال بعيدة عن البساطة بالنسبة لها.

 

ورأى آلان فيرن، أستاذ الروبوتات في جامعة ولاية أوريغون، أنّ ألعاب الروبوتات البشرية ساعدت في «إعطاء الجمهور انطباعاً واقعياً عمّا هو موجود بالفعل».

 

وأوضح فيرن أنّ الألعاب أظهرت التقدّم السريع في هذا المجال. أحد أوجه التقدّم هو أنّ تصنيع الروبوتات البشرية بات متطوّراً بما يكفي، فلم يَعُد الباحثون مضطرّين لدفع مبالغ باهظة لشرائها، أو لبناء نسخهم الخاصة كما كانوا يفعلون قبل عام أو عامَين فقط.

 

كما أنّ التقدّم في مجال الذكاء الاصطناعي بات يسمح للآلات بأداء نطاق أوسع من المهام الأساسية. قبل 5 سنوات، «كان من النادر رؤية روبوت بشري يستطيع المشي بشكل موثوق، ناهيك عن الركض أو القفز أو التعامل مع تضاريس وعرة»، على حدّ قوله.

 

لكنّ فيرن أضاف أنّ الروبوتات التي استُخدمت في الألعاب، «ما زالت غبية» وليست مجهّزة عموماً للوظائف الأعلى مثل التخطيط أو التفكير، وغالباً ما تحتاج إلى مشغّل بشري يساعد في توجيهها.

theme::common.loader_icon