ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين ببرج البراجنة، حذّر فيها من "مشاريع إقليمية ودولية تستهدف لبنان في جوهر كيانه ووحدته الوطنية"، مشيراً إلى أنّ البلاد تواجه "حرائق إعلامية ومالية وسياسية خطيرة تهدد السلم الأهلي وتدفع نحو الفتنة".
وانتقد قبلان بشدة أداء الدولة، معتبراً أنّها "تتعامل مع العدوان الإسرائيلي وما يتعرض له الجنوب والبقاع والضاحية وكأن أبناء هذه المناطق ليسوا لبنانيين"، واصفاً إياها بأنها "دولة متواطئة أو منتقمة، تتعاطى بعداوة مقصودة مع طائفة أساسية قدّمت للبنان تضحيات جسيمة".
ورأى أنّ الإعلام الدولي والإقليمي والمحلي "يوقد نار الفتنة تحت نظر الحكومة ومباركتها"، فيما تغرق البلاد في "عناد سياسي وفساد مالي وإداري، وبطالة متزايدة وانهيار اقتصادي وغياب أي رؤية إنقاذية".
وشدّد على أنّ "لبنان بلد شراكة وميثاقية، والطوائف تشكّل عائلة وطنية واحدة، وأي إخلال بهذا النظام يهدّد صميم تكوينه"، مؤكداً أنّ "الوحدة الوطنية والسياسية هي الضمانة الوحيدة لاستقراره، في مواجهة سياسات الانتقام التي تنتهجها الحكومة الحالية".
وتوقف قبلان عند ما وصفه بـ"مسرحية أكياس الخيش في مخيم برج البراجنة"، واعتبرها "فضيحة مدوية كانت كفيلة بإسقاط أي حكومة في بلد ديمقراطي"، لافتاً إلى أنّ "هذه الحملة تستهدف سلاح المقاومة الذي يشكّل الضامن الأكبر للبنان منذ نصف قرن".
وختم بالدعوة إلى "إعداد استراتيجية دفاعية وطنية تحمي لبنان"، مؤكداً أنّ هذا الأمر يُمنع بفعل ضغوط دولية وإقليمية "ترمي إلى إضعاف لبنان وجرّه نحو صراعات طائفية تهدد وحدته الوطنية".