الجنوب على حافة ساعة حاسمة. في دهاليز نيويورك تُكتب عبارات غامضة ستقرّر إن كان لبنان يدخل مرحلة تثبيتٍ مؤقت أو فوضى مفتوحة. واشنطن تدفع بشروط دقيقة، باريس تلوّح بصياغة براغماتية، فيما الجيش يُحضّر خطته لحصر السلاح تحت غطاء سياسي هش. وفي الأفق، تصعيد إسرائيلي متدرّج من غزة إلى السويداء، يضغط على لبنان كحلقة أضعف في لعبة إقليمية تتجاوز حدوده. كل المؤشرات تقول: الأيام المقبلة ليست مجرد دبلوماسية… إنها اختبار أعصاب بامتياز.

النقاط التحليلية الرئيسية

تمديد مشروط: التقديرات ترجّح تمديد ولاية اليونيفيل لعام واحد فقط مع مراجعات نصف سنوية، تمهيداً لخفض تدريجي حتى آب 2026. باريس تدفع بالحلّ “البراغماتي”، فيما واشنطن تربط التمديد بضبط الجبهة الجنوبية وتقدّم خطة الجيش.

خطة الجيش للسلاح: الخطة المنتظرة ستُعرض بصيغة تدريجية، تركّز على التسليم الطوعي والحوافز والتمويل الدولي. التنفيذ القسري غير مطروح حالياً، والجيش بحاجة إلى غطاء سياسي عابر للمحاور كي ينجح.

إسرائيل والوقائع الميدانية: تل أبيب تواصل "قضم" الجنوب بعمليات محدودة، وتلوّح بتوسيع رقعة السيطرة في غزة والسويداء. الهدف: فرض وقائع ميدانية ترفع كلفة أي تفاوض وتُبقي الكرة في الملعب الأميركي.

الجنوب كمعادلة ردع: كل الأطراف تتجنّب الانزلاق إلى مواجهة شاملة، لكن تزايد الاستهدافات المحدودة يشي باختبار أعصاب حتى ما بعد صدور قرار مجلس الأمن.

البعد الإقليمي:

في غزة: إسرائيل تستعد لتوسيع السيطرة رغم ضغوط أميركية لوقف الحرب وصفقة أسرى–إعمار.

في سوريا/السويداء: حديث عن حكم ذاتي وممرات تطبيع يشكّل ورقة ضغط إضافية على لبنان.

قنوات خلفية في باريس بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين، إن صحّت، تعكس هندسة إقليمية أوسع.

المخاطر القصيرة المدى:

أي فشل في التمديد أو نصّ أممي يلمّح لـ"غروب اليونيفيل" قد يشعل الاحتكاك جنوباً.

حادث أمني داخلي على خلفية مصادرة سلاح قد يفتح اشتباكاً موضعياً.

تصعيد ميداني في غزة قد ينعكس تشدداً جنوب لبنان.

التقدير

المشهد متوتر لكن مضبوط. الأكثر ترجيحاً: تمديد براغماتي لليونيفيل حتى 2026 مع صيغة فرنسية معدّلة، بالتوازي مع إطلاق خطة الجيش كخريطة طريق تدريجية. لبنان يدخل أيلول مثقلاً بالمخاطر، لكن إدارة الأزمة ما زالت ممكنة إذا توافر التوافق السياسي والدعم الدولي.