يؤمّن نظاماً غذائياً متوازناً.. الكيوي فاكهة فوائدها كبيرة
يؤمّن نظاماً غذائياً متوازناً.. الكيوي فاكهة فوائدها كبيرة
Thursday, 21-Aug-2025 07:08

عندما نتحدّث عن الفواكه الأكثر حضوراً في حياتنا اليومية، غالباً ما يتبادر إلى الذهن التفاح أو الموز. لكنّ خبراء التغذية يؤكّدون أنّ الكيوي يستحق أن يحجز مكاناً دائماً في سلّة التسوّق، لما يحمله من قيمة غذائية وفوائد صحية قد تجعله «الوجبة الخفيفة المثالية».

الكيوي، بثماره البنية المشعّرة ولبّه الأخضر أو الأصفر أو حتى الأحمر، غني بشكل استثنائي بالعناصر الأساسية. فالحبّة الواحدة لا تتجاوز 48 سعرة حرارية، وتمنح أكثر من غرامين من الألياف، بالإضافة إلى جرعة سخية من فيتامين C، تفوق تلك الموجودة في الكلمنتين أو نصف ثمرة غريب فروت.

 

هذه النسبة تُغطّي ما يقارب ثلثَي الحاجة اليومية للرجال و3 أرباع حاجة النساء. فيتامين C لا يقوي المناعة فحسب، بل يسرّع شفاء الجروح ويزيد امتصاص الحديد من الأطعمة النباتية.

 

أمّا الألياف، فهي سلاح مزدوج. من جهة تساعد في تنظيم سكّر الدم، ومن جهة أخرى تساهم في خفض الكوليسترول «الضار» عبر التخلّص منه مع الفضلات، ما يقلّل خطر انسداد الشرايين والإصابة بالنوبات القلبية.

 

ويحتوي الكيوي أيضاً على البوتاسيوم، بما يقارب 150 ملغ في الحبة، وهو عنصر مهم لموازنة الصوديوم والوقاية من ارتفاع ضغط الدم. ولا ننسى الدهون غير المشبّعة التي تعزّز امتصاص بعض الفيتامينات مثل A وE.

 

فوائد الكيوي لا تقتصر على التغذية العامة، بل تمتد إلى الجهاز الهضمي. ففي تجارب علمية، أظهر تناول حبّتَين يومياً قدرة واضحة على تحسين انتظام حركة الأمعاء والتخفيف من الإمساك.

 

ويعود ذلك إلى مزيج الألياف القابلة وغير القابلة للذوبان، إذ تعمل الأولى على جعل البراز أكثر ليونة، فيما تضيف الثانية حجماً يساعد في تحريكه بسهولة. وما يُميّز الكيوي عن غيره، احتواؤه على إنزيم «الأكتينيدين» الذي قد يُسهّل هضم البروتينات، على رغم من أنّ الأدلة على البشر لا تزال محدودة.

 

على صعيد آخر، شاع في السنوات الأخيرة الحديث عن قدرة الكيوي على تحسين النوم. وأشارت إحدى الدراسات، إلى أنّ الرياضيِّين الذين تناولوا حبّتَين قبل النوم أفادوا بجودة نوم أفضل.

 

ويُعزى ذلك جزئياً إلى وجود كمّيات ضئيلة من الميلاتونين والسيروتونين. غير أنّ الخبراء يؤكّدون أنّ هذه الكميات غير كافية لإحداث فرق بيولوجي ملموس، وقد يكون التأثير ببساطة نتيجة استبدال وجبة غير صحية كالبسكويت بالكيوي قبل النوم.

 

وللاستمتاع بالكيوي، يمكن إضافته إلى العصائر أو السَلَطات أو الزبادي اليوناني. كما يمكن تناوله مع القشرة، الغنية بالألياف، خصوصاً في الأصناف الصفراء التي تتميّز بزغب أقل.

 

في الخلاصة، الكيوي ليس مجرّد فاكهة لذيذة، بل غذاء متكامل يجمع بين الطعم المنعش والقدرة على دعم الصحة العامة. قيمته تكمن في كونه وجبة صغيرة مشبّعة ومليئة بالعناصر التي يحتاجها الجسم يومياً، ما يجعله خياراً ذكياً لأي شخص يسعى إلى نظام غذائي صحي ومتوازن.

theme::common.loader_icon