رسومات طفلة حزينة ومضطربة تتحوّل إلى واقع، في فيلم رعب للأطفال متوسط المستوى. يتجسّد الغضب والحزن لدى فتاة صغيرة - أو يتحوّلان إلى وحشَين - في فيلم Sketch، وهو عمل سينمائي للأطفال يتفوّق في مؤثراته البصرية المرنة أكثر ممّا ينجح في مشاهده الدرامية الثقيلة.
تجذب آمبر (بيانكا بيل)، طالبة في المرحلة الابتدائية تتمتع بموهبة فنية وفقدت والدتها أخّيراً، انتباه المرشدة المدرسية بعد أن ترسم مشهداً عنيفاً يصوّر إحدى زميلاتها.
وبالطبع، ليس من المنطقي أن ترغب آمبر حقاً في رؤية المتنمّرة الحقيقية في رسمها وهي تُطعن. ترى المرشدة أنّ الإبداع قد يكون وسيلة مثمرة لتفريغ الغضب، فتشجّع آمبر على نقل خيالاتها المزعجة إلى الورق.
في الوقت عينه، يكتشف شقيقها جاك (كيو لورنس) أنّ هناك بركة مياه بلون أزرق لامع بالقرب من منزلهما تستطيع شفاء الجروح، ترميم الأشياء، وربما حتى منحها الحياة. ومن الطبيعي أن يكون دفتر رسومات آمبر على موعد مع الغمس في تلك البركة، ليحوّل المخلوقات العنكبوتية الدموية الشرسة التي ابتكرتها بخيالها إلى واقع ملموس.
الوحوش التي تترك آثاراً تشبه ضربات كرات الطلاء أينما ذهبت، وتنفجر في سحب من طباشير ملوّن عند سحقها - وأحدها حتى يزفر بريقاً لامعاً - تمثل الجانب الأكثر إبداعاً في Sketch، وهو أول فيلم روائي طويل من إخراج سيث وورلي، الذي سبق أن عمل في مجال المؤثرات البصرية. كما أنّه كتب الفيلم وحرّره، لكنّ أضعف نقاط العمل تكمن في طريقة تقديمه لشخصيات الكبار.
فبينما يُسمح للأطفال بقدر من العمق النفسي، تُقدَّم الشخصيات الأكبر سناً، وخصوصاً والد آمبر وجاك الكئيب والمترنّح (الذي يبالغ توني هيل في تجسيده)، كمجرّد أبواق جادة لنقل الرسائل الأخلاقية للفيلم.
من الواضح أنّ أحد المؤثرات الإخراجية في Sketch هو أسلوب ستيفن سبيلبرغ، لكنّ جزءاً من سرّ وصفته يكمن في أنّ الآباء نادراً ما يكونون بلا عيوب. فهم أيضاً لديهم شياطينهم.
Strange Harvest
قاتل متسلسل يُدعى السيد شايني يحصل على معالجة بأسلوب الجريمة الحقيقية، في الفيلم الوثائقي الزائف المزعج الذي قدّمه ستيوارت أورتيز.
في تسعينات القرن الماضي، أرعب قاتل سادي يطلق على نفسه اسم السيد شايني جنوب ولاية كاليفورنيا بسلسلة من جرائم القتل الطقسية المروّعة، التي تركت ضحايا مقطوعي الرأس ومُستنزَفي الدماء.
بعد 15 عاماً، ضرب القاتل مجدّداً، فذبح عائلة مكوّنة من 3 أفراد في منزلهم في مشهد مروّع: عثرت الشرطة عليهم جالسين حول طاولة وأيديهم مطوِية كما في الصلاة، وأقدامهم موضوعة داخل دلاء كانت تجمع دماءهم وهي تنهمر. ترك المعتوه بطاقته التعريفية - رمزاً مثلث الشكل - مرسوماً بالدماء على السقف.
هذه هي القضية التي تقود الفيلم الوثائقي الزائف بأسلوب الجريمة الحقيقية من كتابة وإخراج ستيوارت أورتيز. وكما فعل في فيلم Grave Encounters عام 2011، وهو فيلم رعب خارق بأسلوب اللقطات الملتقطة أخرجه مع كولين مينيهان (تحت اسم Vicious Brothers)، ينجح أورتيز في الغالب في إتقان الأسلوب الوثائقي الواقعي، مُشيّداً قصة مقلقة من خلال مقابلات على طريقة «الرؤوس المتحدثة» ولقطات أرشيفية مُفتعلة يمكن أن تمرّ بسهولة كحلقة من برنامج Dateline، لكن مع قدر أكبر بكثير من إثارة الغثيان.
لا يقدّم الفيلم مفاجآت توازي تلك التي نجدها في أفضل الأفلام الوثائقية الزائفة المرعبة مثل The Poughkeepsie Tapes وNoroi: The Curse. فالأحداث تصبح مفرطة في الجنون في الجزء الأخير مع تحوّل نحو الغموض الروحاني، يتضمّن شيئاً عن فخار إتروسكي وكوكبة حاملة الأفعى.
لكنّ الفيلم طبيعي الأسلوب بما يكفي ليكون مقنعاً، ومريض بما يكفي ليكون مزعجاً، حتى وإن كان الأداء التمثيلي متفاوتاً على مقياس الإقناع. حظاً سعيداً في محاولة نسيان مقابلة مع ضحية أحرق السيد شايني وجهه بالكامل.
«لقد متُّ بالفعل يا رجل»، يقول التعيس المشوّه للكاميرا والدماء تتساقط من جبينه: «أنا فقط لست في القبر بعد».