مُكمّل البربرين: "أوزمبك الطبيعة" أم خيار داعم محدود؟
مُكمّل البربرين: "أوزمبك الطبيعة" أم خيار داعم محدود؟
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Wednesday, 20-Aug-2025 07:04

البربرين هو مركّب طبيعي يُستخلص من عدة نباتات طبية، أبرزها البرباريس والكركم الشجري والخرشوف الصيني، وقد ذاع صيته في السنوات الأخيرة كمكمّل غذائي يدعم الصحة الأيضية.

منحته بعض الدراسات لقب «أوزمبك الطبيعة» نظراً لتأثيراته المحتملة على مستويات السكّر والدهون ووظائف الكبد. غير أنّ مراجعة الأدلة العلمية الحديثة تكشف أنّ فعاليّته ليست شاملة أو سحرية، بل تعتمد على الجرعة، مدة الاستخدام، والحالة الصحية للفرد.

 

الفوائد الأيضية المؤكّدة

أظهر تحليل الدراسات السريرية أنّ للبربرين دوراً في تحسين المؤشرات الأيضية لدى مرضى محدّدين، خصوصاً في ما يتعلّق بمستويات السكّر والكوليسترول وإنزيمات الكبد. لذلك، يمكن اعتباره مكمّلاً مساعداً ضمن خطة علاجية متكاملة، لكنّه لا يغني عن العلاج الطبي أو التغييرات الأساسية في نمط الحياة.

 

البربرين وفقدان الوزن

تشير مراجعات شاملة شملت مئات المشاركين إلى أنّ تأثير البربرين على الوزن متواضع، إذ قد يؤدّي بعد 12 أسبوعاً إلى انخفاض طفيف في مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر، لكنّ الوزن الفعلي لا ينخفض غالباً بأكثر من كيلوغرام واحد. قد يكون التأثير أوضح عند مرضى السكّري أو عند تناول جرعات يومية تتجاوز غراماً واحداً. ومع ذلك، لا يمكن اعتباره بديلاً للأدوية الحديثة مثل محفزات GLP-1، بل داعماً بسيطاً في برامج إنقاص الوزن.

 

فعاليّته في الكبد الدهني

يبرز دور البربرين بشكل أوضح في علاج الكبد الدهني غير الكحولي. فقد أظهر تحليل-ميتا أنّ تناوله يُحسّن مقاومة الإنسولين، يُخفِّض الدهون الثلاثية والكوليسترول، ويُقلِّل أنزيمات الكبد.

بذلك، يمثل خياراً داعماً عند دمجه مع نظام غذائي صحّي وممارسة النشاط البدني، مع آثار جانبية غالباً هضمية وخفيفة.

 

آليات عمله

يعمل البربرين عبر تفعيل إنزيم AMPK الذي يُعزّز استهلاك الغلوكوز وأكسدة الدهون، إلى جانب تأثيره على توازن بكتيريا الأمعاء وتحفيز إفراز هرمون GLP-1، وهو ما يفسّر دعمه لمجموعة من مؤشرات الأيض.

 

التغذية ودور البربرين

لتحقيق أفضل النتائج، يُنصح بتناول البربرين مع الوجبات لتقليل آثاره الجانبية وتحسين امتصاصه، خصوصاً مع وجبات تحتوي على الكربوهيدرات. كما أنّ دمجه مع نظام غذائي غني بالألياف والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسّرات، يعزّز من تأثيره الأيضي.

 

التطوّرات الدوائية الحديثة

شهد عام 2025 تجارب جديدة طوّرت مشتقات للبربرين حسّنت امتصاصه وفعاليّته، بعد أن كان ضعف التوافر الحيوي أحد أبرز قيوده. لكن ما زالت هناك حاجة لدراسات أطول وأوسع لتأكيد الفائدة.

theme::common.loader_icon