Ebony & Ivory: إنسجام غير متكامل
Ebony & Ivory: إنسجام غير متكامل
كالوم مارش وناتاليا وينكلمان- نيويورك تايمز
Monday, 18-Aug-2025 07:17

هذه الكوميديا المضادة من كتابة وإخراج جيم هوسكين هي تجربة مزعجة ونابية على نحو فريد.

«إيبوني آند آيفوري»، فيلم غير مبهج على الإطلاق. مزعج، صبياني، ومتكرّر. وهذه المهزلة الغريبة ذات طابع «المدخّنين المترفين» التي كتبها وأخرجها جيم هوسكين، تبدو أحياناً أشبه بتجربة في التكييف الاجتماعي أكثر من كونها عملاً كوميدياً، مثل إحدى تجارب ستانلي ميلغرام المصمّمة لدراسة حدود السلوك البشري، وكأنّ هوسكين أراد اختبار مقدار المعاناة التي يمكن للجمهور تحمّلها.

 

هوسكين، الذي كان فيلمه البارز «الخانق الدهني» يحمل نبرة مشابهة لكن أقل حدّة بقليل، يمتلك أسلوباً مميّزاً. استراتيجيّته الكوميدية الأساسية هي كتابة جملة حوار عبثية - شيء متكرّر الحروف، غير منطقي، وغير مضحك، وكلما كان أكثر ابتذالاً كان أفضل - ثم جعل الممثلين يُكرّرونها مراراً وتكراراً، أحياناً أكثر من 12 مرّة. هل تُسلّيك عبارة «كوخ اسكتلندي»؟ حسناً، ماذا لو كتبتُ «كوخ اسكتلندي» مرّة أخرى؟

 

يمكن القول، بشكل فضفاض، إنّ الفيلم سيرة موسيقية: سكاي إلوبار وجيل جيكس يؤدّيان شخصيّتَين كاريكاتوريّتَين بشكل واضح لبول مكارتني وستيفي وندر، يلتقيان للتعاون في أغنيتهما الثنائية الشهيرة التي تحمل اسم الفيلم. في الغالب، يأكلان طعاماً نباتياً، ويتشاجران، ويرقصان عاريَين، مظهرَين أعضاء تناسلية اصطناعية - في حال كان ذلك يبدو لك كمصدر للضحك. يمكن وصفه بأنّه محاكاة ساخرة، لكن ساخرة من ماذا؟ فهو لا يحمل أي تشابه مع قالب السيرة السينمائية.

 

الكوميديا المضادة غالباً ما تكون مملة ومن الصعب الحفاظ على وتيرتها - حتى أقوى الأفلام في هذا النمط، مثل الفيلم الممتع «تيم وإريك بمليار دولار»، يُعتبر مشاهدته أمراً شاقاً. أمّا «إيبوني آند آيفوري»، بحدّته العدائية المتواصلة، فهو مُنهِك، على رغم من أنني أظنّ أنّه لا بُدّ من الإعجاب بصدق رؤيته. وبقدر ما هو مُزعج حس هوسكين الكوميدي، لا يمكنك إنكار إلتزامه التام بالفكرة.

 

Boys Go to Jupiter: مشروع فلوريدا

 

في الكوميديا المتحرّكة الغريبة الإبداع للفنان جوليان غلاندر، يتنقّل مراهق يعمل في توصيل الطعام عبر ضاحية في فلوريدا، توحي وكأنّها بلدة لريتشارد سكاري على المخدّرات.

 

«طعمها مثل العسل، طعمها مثل أكوام من المال»، تغنّي روزبود (بصَوت ميا فوليك) في وقت مبكر من الكوميديا الموسيقية المتحرّكة «الأولاد يذهبون إلى المشتري»، التي تدور أحداثها في إحدى ضواحي فلوريدا الرطبة. وتُغنّي روزبود، المراهقة الساخرة، للفاكهة النقية التي تنمو في بستان الدفيئة الخاص بمصنع عصير البرتقال التابع لوالدتها، وهو واحد من العديد من المواقع الخيالية التي تشكّل نقاط الاهتمام على الخريطة الفلوريدية الغريبة لهذا الفيلم.

 

أقول «خريطة» لأنّ المواقع المصوّرة في «الأولاد يذهبون إلى المشتري»، وهو أول فيلم طويل للفنان جوليان غلاندر، توحي عمداً ببيئة قابلة للّعب في لعبة فيديو قديمة الطراز، أو بلدة لريتشارد سكاري على المخدّرات. كل موقع - مثل مسبح فارغ، كشك نقانق غريب، أو غرفة فندق متّسخة - منفصل من الناحية الشكلية ومُنشأ بأسلوب مُفرط في الحوسبة، مصوَّر برسومات مطاطية ولوحة ألوان نيون فاقعة بشكل مذهل.

 

تملأ المشاهدَ شخصياتٌ يؤدّي أصواتَها طاقم من الكوميديّين المَوهوبين (من بينهم خوليو توريس، إيفا فيكتور، وجانين غاروفالو) الذين يلقون حواراتهم ببرود وخمول مقصود. بطلنا هو بيلي 5000 (جاك كوربيت)، مراهق فَوضَوي مهوُوس بجمع المال. يعمل بيلي في توصيل الطعام، وهو حديث العهد بعقلية العمل المحموم؛ ومرشده هو مقدّم «بودكاست» تحفيزي يُدعى السيد مولاه (ديمي أديجوييجب).

 

يبلغ هوس بيلي بالثراء ذروته في قرار كبير ودروس حول الأشياء التي لا يستطيع المال شراءها. لكنّ سحر فيلم «الأولاد يذهبون إلى المشتري» يكمن في تفاصيله الداعمة الأكثر ابتكاراً: شاهد قبر في ملعب غولف مصغّر؛ زبون يُفضّل أن يكون طعامه ممضوغاً مسبقاً؛ دودة فضائية ذات صوت سوبرانو حاد. إنّه فيلم لا يخشى على نحو ملحوظ تجسيد أغرب الغرائب، مهما كان رأي أمثال السيد مولاه في العالم.

theme::common.loader_icon