Weapons: هؤلاء ليسوا على ما يرام
Weapons: هؤلاء ليسوا على ما يرام
مانولا دارغيس- نيويورك تايمز
Friday, 15-Aug-2025 06:40

المؤلف والمخرج زاك كريغر (الهمجي) يبتكر ويحافظ على أجواء تنذر بالخطر في فيلم رعب عن الأطفال المفقودين.

هناك لحظة في فيلم الإثارة المشوّق «الأسلحة»، تظهر فيها بندقية نصف آلية على الشاشة. هذا المشهد يربكك للحظة لأنّه مقلِق وغريب بعض الشيء، وأيضاً لأنّه مثقل بدلالات تتجاوز الإطار السينمائي: بندقية AR-15 هي من بين الأسلحة المفضّلة لمُرتكبي عمليات إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة. ما يجعل البندقية هنا أكثر إزعاجاً هو أنّ القصة تتمحوَر حول الاختفاء الغامض لـ 17 طفلاً، وهو خط سردي لا يمكن إلّا أن يُثير في الأذهان أهوال إطلاق النار في المدارس في الواقع.

فيلم «الأسلحة» ليس بشكل مباشر عن تلك المآسي المألوفة، على رغم من أنّه ربما يلمّح إليها قليلاً، أو ربما يُريد كريغر ببساطة أن يزعزعك. يمتلك موهبة في خلق والحفاظ على أجواء مشحونة بالتوتر، مستخدماً أسلوباً كلاسيكياً لإخافة الجمهور عبر الإيحاء بأسوأ الاحتمالات (الوضع يبدو سيّئاً!) وتأجيل الكشف (وهو كذلك!).

هذا ما فعله في فيلمه الأول كمخرج منفرد «الهمجي» (2022)، الذي استلهم من قواعد أفلام الرعب، لكنّه انغمس في مخاوف واقعية. عمّق كريغر ظلال ذلك الفيلم، لكن أكثر ما فيه كابوسية كان غرفة مضاءة ومظاهر الإنحطاط البشري التقليدي.

تُروى أحداث «الأسلحة» من وجهات نظر مختلفة ومتداخلة غالباً، وتبدأ بعد فترة قصيرة من اختفاء الأطفال في «أي مدينة» بالولايات المتحدة. الأهالي في حالة ذعر، والجميع ضمن مدى الصراخ كذلك.

تُظهر لقطات من كاميرات مراقبة متفرّقة أنّ الأطفال غادروا منازلهم بمفردهم في منتصف الليل، على ما يبدو طوعاً. تحرّكوا بسرعة وإصرار، وكأنّ قوّة غير مرئية تجذبهم إلى وجهة مجهولة. كل واحد منهم ركض وذراعاه ممدودتان على جانبَيه بزاوية مماثلة. بدوا كما يفعل الأطفال حين يتظاهرون بالطيَران، كما لو كانوا يستمتعون، وهي صورة تجعل رحيلهم أكثر رعباً.

كان جميع الأطفال طلاباً في الصف نفسه. معلمّتهم، جوستين (جوليا غارنر)، أصبحت بشكل شبه متوقع محوَراً لغضب وارتباك بعض الأهالي. تصرّ على أنّه لا علاقة لها بالاختفاء، وأنّها كانت تُحبّ الأطفال، على رغم من أنّ القليل من الأهالي يُصدّقونها، ومن بينهم آرتشر (جوش برولين) الذي يُعدّ ابنه من بين المفقودين.

مديرها، ماركوس (الذي يلعب دوره بنديكت وونغ المحبوب)، متعاطف، لكنّ صبره محدود، خصوصاً في ضوء بعض تصرّفات جوستين المستهجنة في المدرسة. لقد خرقت القوانين سابقاً، على ما يبدو، فقط لأنّها كانت لطيفة مع الطلاب. ومع ذلك، فإنّ قدرتها المحتملة على التجوّل بسهولة في أروقة متجر الخمور المحلي وعينَيها مغمّضتَين، تبدو أكثر مدعاة للقلق.

قسّم كريغر السرد إلى أقسام تقودها شخصيات مختلفة، ممّا أتاح له عرض وجهات نظر متعارضة. بعد بعض التمهيد (هذه قصة حقيقية، تحذّرنا فتاة غير مرئية بصوتها)، تبدأ جوستين في تحريك الأحداث.

غارنر ممثلة طابعها ممتع، وبينما تستطيع التماهي مع أي عبث تمرّ فيه شخصياتها، فلديها قدرة فطرية على الصمود. تبدو ذكية وقادرة على لعب دور المرأة القوية. جوستين التي تؤدّيها غارنر متوترة، تميل إلى السهر وحيدة مع زجاجة خمر، لكن على رغم من كون الشخصية فوضوية، فإنّ ذكاء الممثلة يمنحك الثقة بأنّها ستتمالك نفسها عند الحاجة.

من الواضح أنّ كريغر درس أفلام الرعب والإثارة جيداً، ويفهم أهمية الإيقاع، وكيف يمكن للضحك أن يزيد من وقع الرعب. إنّه يشدّك، يجعلك على أعصابك، ثم يُخفِّف التوتر ليعود ويشدّك مجدّداً. لكن، وبسبب تقسيم الفيلم إلى أجزاء تتطوّر فيها القصة من زوايا مختلفة، فإنّ التوتر ينبض ويتوقف مثل خلاط يعمل بأقصى طاقته ثم يتوقف.

إحدى المشاكل أنّ كل وجهات النظر ليست مثيرة بالقدر نفسه. والمشكلة الأخرى أنّه مع انتقال القصة من جزء جوستين إلى أجزاء أخرى - من بينها أجزاء يقودها ألدن إرينريتش، أوستن أبرامز، كاري كريستوفر، والممثلة المتميّزة آمي مادغان - فإنّ هذا التقسيم والتداخل يبدوان مجرّد أسلوب للمماطلة والتأخير.

التأجيل السردي عنصر أساس في التشويق، لكنّه يصبح محبِطاً حين تشعر بأنّك تُساق من دون مكافأة مرضية. يبدأ «الأسلحة» بمشهد جذاب وينتهي بخاتمة صادمة لدرجة مبالغ فيها، لكنّها مصمّمة ومصوّرة وممنتجة بذكاء، فتجعلك تضحك وتلهث تقديراً لها.

ما بين البداية والنهاية ليس هناك القدر نفسه من النجاح، بما في ذلك جريمة قتل تقترب من السادية المبهجة وبعض الكليشيهات البالية في أفلام الرعب. قد لا يكون «الأسلحة» عن أي شيء عميقاً أكثر من إظهار موهبة كريغر، لكنّ الرجل يعرف جيداً كيف يتسلل تحت جلدك - ويبقى هناك.

theme::common.loader_icon