مواقف عالية السقف ورسائل حازمة وجهها كل من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام إلى إيران، أكدا فيها ضرورة احترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه وقرارات الدولة اللبنانية لناحية حصر السلاح بيدها. جاء ذلك خلال استقبالهما الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، الذي رد بشكل غير مباشر، معتبرًا أن الورقة الأميركية والجدول الزمني يمثلان تدخلاً في الشأن اللبناني، مؤكدًا أن المقاومة رأس مال كبير لإيران، ونصح بالحفاظ عليها.
وفي التفاصيل، أبلغ عون لاريجاني أن لبنان يرغب في التعاون مع إيران ضمن إطار احترام السيادة والصداقة، مشيرًا إلى أن الأحاديث الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين تُعد غير مفيدة. وأكد أن الصداقة بين لبنان وإيران لا يجب أن تقتصر على طائفة أو مكوّن واحد، وإنما تشمل جميع اللبنانيين، مع رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي جهة كانت. وقال: "من غير المسموح لاي جهة كانت ومن دون أي استثناء ان تحمل السلاح وتستقوي بالخارج ضد اللبناني الآخر".
من قصر بعبدا، توجه لاريجاني إلى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والتقى برئيس البرلمان نبيه بري، وأكد أن لبنان هو بلد صديق لإيران، وأن العلاقات بين البلدين جيدة، مشددا على أن سياسة إيران تهدف إلى تمكين الدول المستقلة في المنطقة، معبرًا عن عدم تأييده للأوامر التي تحدد جدول زمني للبنان. وأشار الى احترامه لقرارات الحكومة اللبنانية بشأن الفصائل على الأراضي اللبنانية.
أما في السراي الحكومي، فقد أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضمونًا، موضحًا أن قرارات الحكومة اللبنانية لا يحق لأحد النقاش فيها، وأنها تُصنع من قبل اللبنانيين وحدهم، لا وصاية أو إملاءات من أي جهة كانت. كما شدد على أن أي علاقات مع لبنان تتم عبر مؤسساته الدستورية، وأن المساعدات الخارجية مرحب بها بشرط أن تمر عبر القنوات الرسمية.
هذا في مضمون الزيارة، أما في الشكل، فقد استقبل مناصرو حزب الله صباحًا، على طريق المطار، لاريجاني، حاملين أعلام إيران والحزب وهتافات ترحيبية.
وفي سياق مجلس الوزراء، انعقدت جلسة تناولت جدول أعمال يضم 61 بندًا، وطلب سلام من الوزارات والإدارات المعنية اتخاذ تدابير قانونية في ما خص المولدات، من بينها التأكد من تقيّد أصحاب المولدات الخاصة والتزامهم بالتسعيرات المحددة، وتركيب العدادات الإلكترونية، وتقديم التصاريح وفقًا للشروط البيئية. كما قرر المجلس منح مهلة 45 يومًا لتسوية أوضاع المولدات، مع اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين من حجز المولدات ومصادرتها، وإحالتها إلى القضاء.
كما أقر المجلس عدم الموافقة على تعديل صلاحيات المحقق العدلي، ووافق على تشديد العقوبات على التعرض للعاملين في القطاع الصحي. كما تم تعيين محمد سليم زعتري رئيسًا للمستشفى الجامعي لرئيس الوزراء، مع استكمال باقي التعيينات في مجالس إدارة المستشفيات الحكومية.
وستعقد جلسة حكومية غدا في السراي عند الساعة 3 لاستكمال البحث في البنود الواردة في جدول الاعمال والتي لم يتسنّ للحكومة درسها.
اقليميا، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير خلال جولة في جنوب لبنان إلى أن "أكثر من 240 مسلحًا تم القضاء عليهم منذ وقف إطلاق النار، مع تنفيذ حوالي 600 غارة جوية، للحفاظ على أمن الشمال". وأكد أهمية رفع جاهزية القوات والاستعداد لاستدعاء احتياطي الجيش وفقًا لخطة العمل في قطاع غزة. وصادق على الفكرة المركزية لخطة عمل الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية، استقبل وفد من حركة حماس في القاهرة رئيس المخابرات العامة المصرية، لمناقشة جهود استئناف مفاوضات التهدئة في قطاع غزة، حيث أبدت الحركة حرصها على العودة إلى مفاوضات وقف النار، وشددت على تقديرها لجهود مصر في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع استمرار الاتصالات المكثفة لتحقيق تهدئة، تنهي الأعمال العدائية.
وفي السياق العربي والدولي، أدانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن نية إقامة "إسرائيل الكبرى" من خلال اقتطاع أجزاء من أقاليم عربية ذات سيادة، معتبرة أن تلك التصريحات "تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي الجماعي وتحدياً سافراً للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية".
كذلك، دانت الخارجية الأردنية، هذه التصريحات واعتبرتها تهديدا خطيرا لسلامة الدول بصورة تخالف القانون الدولي.
في سياق منفصل، وقع وزيرا الدفاع التركي والسوري مذكرة تفاهم بشأن التدريب والمشورة العسكرية، بعد محادثات في أنقرة.
هذا واتهم وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، إسرائيل، "بالعمل على إثارة الفوضى في سوريا، والسعي لإضعافها وزعزعة استقرارها". وشدد فيدان على أن "التدخلات الخارجية السلبية تعرقل مسار الاستقرار في سوريا"، معتبرا أن "هناك أطرافا لا تريد الاستقرار لسوريا".
بدوره، أعلن وزير الخارجية السوري الشيباني، أن بلاده تواجه "تدخلات خارجية تحاول دفعها نحو الفتنة". وقال إن "سوريا تمر بوقت دقيق أثر على كل بيت فيها"، مشيرا إلى "مواجهة تحديات لا تقل خطورة عن التي واجهناها خلال الحرب".
واعتبر أن "استقرار سوريا هو استقرار للمنطقة"، موضحا أن "سوريا بدأت خطوات للتعافي خلال الفترة الماضية".
دوليا، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن التوصل إلى وقف إطلاق نار "فوري" في أوكرانيا يجب أن يكون "الموضوع الرئيسي" للاجتماع المقرر عقده الجمعة في ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، داعياً إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال رفضها ذلك.
أما المستشار الألماني فريدريش ميرتس فأكد ضرورة مشاركة أوكرانيا في المفاوضات خلال الاجتماعات المقبلة التي تلي قمة ألاسكا. وأعلن أن "وقف إطلاق النار" بين موسكو وكييف "يجب أن يأتي أولا" حتى تتم أي مفاوضات "بالترتيب الصحيح".
هذا وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن واشنطن ترغب في "التوصل إلى وقف إطلاق نار" في أوكرانيا.
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عززوا موقفهم المشترك بشأن أوكرانيا.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن القمة المرتقبة يوم الجمعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ستتيح للزعيمين مناقشة جميع "القضايا العالقة" بين البلدين، بما فيها الأزمة الأوكرانية.