فيلم رعب جسدي ساخر ومقزّز إلى حدٍّ ما، من بطولة الشريكَين الحقيقيَّين أليسون بري وديف فرانكو، يُجسّدان فيه زوجَين يُعانيان من التعلّق المرضي ببعضهما البعض.
العمل الأول للمخرج مايكل شانكس، بعنوان «معاً»، يأخذ كل الكليشيهات المتداولة عن العلاقات - مثل «أنتَ تكملّني»، «أنتَ نصفي الأفضل»، و«أحتاج إلى بعض المساحة» - ويحوّلها إلى فيلم رعب مضحك ومقرف عن علاقة تعتمد على التعلّق المشترك بين زوجَين في الثلاثينات من العمر.
الفكرة ذكية، والتنفيذ إلى حدٍّ ما أخرق أو هزلي، وهو ما لن يكون مشكلة بحدّ ذاته لو أنّ الفيلم عرف كيف يلتزم بطرافته حتى النهاية.
الثنائي الحقيقي والمتعاونان فنياً بشكل متكرّر، أليسون بري (بطلة مسلسل Community) وديف فرانكو (نجم فيلم Now You See Me)، يؤدّيان دورَي البطولة: ميلي معلمة مدرسة صارمة من النوع A، وتيم موسيقي عاطل من العمل يحاول استعادة مساره المهني.
انتقل الزوجان حديثاً من المدينة الكبرى إلى منزل منعزل في منطقة نائية، ويمكنك تخيّل ما يحدث عندما يجدان نفسَيهما وحيدَين، مجبرَين على مواجهة مشاكلهما العاطفية. هل هما فعلاً في حالة حُبّ، أم أنّهما فقط اعتادا على بعضهما البعض؟
في أحد المشاهد الكابوسية المستوحاة من صدمة عائلية لدى تيم، تظهر امرأة بابتسامة واسعة على طراز «تشايرشاير كات» وهي تجلس إلى جانب جثة زوجها المتحلّلة. إنّه المكافئ الرومانسي لميم This Is Fine، الذي يعكس خوف تيم من الفشل (هل لاحظت أنّه يمثل «العبء الميّت»؟) والانزلاق إلى حالة من الركود المنزلي.
الفيلم من كتابة وإخراج شانكس، لكنّ بري وفرانكو ينجحان في ترك بصمتهما كمؤلفَين. بري كانت بطلة الظهور الإخراجي الأول لفرانكو The Rental، فيلم رعب جاد على نحو غريب عن علاقة جنسية رباعية وغزو منزل، كما شاركت في فيلمه الرومانسي الكوميدي التالي Somebody I Used to Know، الذي كتبته معه.
في هذه الأعمال، ثمة افتتان واضح بالرومانسية الحديثة - كيف يبتعد بعض الأزواج عن بعضهم ويظلّون متمسّكين بذكرياتهم الجميلة - غالباً إلى حدٍّ مرضي. على سبيل المثال، تحيي ميلي ذكرياتها القديمة مع تيم عندما تشكّك صديقتها في مدى سعادتهما. لكن ماذا عن الحاضر؟
حين يضلّ الزوجان طريقهما أثناء نزهة في الغابة المحيطة بمنزلهما ويقضيان الليل في كهف، يتضح على الأقل أنّهما يتشاركان تناغماً لطيفاً ومريحاً. وهذا وحده كافٍ على ما يبدو ليتجاهلا حقيقة أنّ مخبأهما يشبه موقع دفن ديني، وأنّ إحدى ساقَيهما قد التصقت بساق الآخر أثناء النوم، ما خلّف جروحاً مفتوحة عندما حاولا الانفصال صباحاً.
من هنا، يبدأ ميلي وتيم بالاقتراب أكثر فأكثر، مع سيطرة رغبة جسدية لا تُقاوم في الاندماج الجسدي. هذه العملية المثيرة للاشمئزاز تذكّر بالدعوى القضائية المرفوعة ضد صنّاع الفيلم من قبل منتجي فيلم Better Half، وهو فيلم رعب لباتريك هنري فيلان، يتخيّل أيضاً زوجَين يندمجان جسدياً (ويحتوي أيضاً على إشارات مشابهة إلى فرقة «سبايس غيرلز» ومحاورة «الندوة» لأفلاطون).
ومع ذلك، يستثمر مايكل شانكس هذه الفكرة الجذابة في مشاهد تتضمّن مضغ الشَعر، وحركات جسدية ملتوية على طريقة «طارد الأرواح»، وتمزّق الجلد. ربما تجعل غرابة الحبكة المشاهد ينسى أنّها تضع تأثيرات أفلام الرعب الجسدي على السطح بشكل واضح، كأعمال ديفيد كروننبرغ وفيلم جون كاربنتر The Thing. وتظهر أيضاً أصداء من فيلم الرعب الطقوسي The Empty Man، خصوصاً عندما يبدأ زميل ميلي الودود في التدريس (دامون هيريمان) بالتدخّل في مجريات الأحداث.
في أفضل لحظاته، يتمكن النجمان الكوميديان بري وفرانكو من دفع الفيلم باتجاه السخرية العبثية الكاملة. إلّا أنّ لوحة الألوان الباردة والطابع الواقعي لدراما العلاقة العاطفية يبدوان على تناقض مع العناصر الأكثر جنوناً في العمل.
القدرة على إثارة الضحك والرعب معاً تُعدّ علامة جودة في عالم أفلام الرعب، لكنّ «معاً» لا ينجح تماماً في الوصول إلى أقصى إمكاناته في أي من الجانبَين.
الأكثر جدارة بالملاحظة هو الطريقة التي تتكامل فيها شخصيات الممثلَين على الشاشة - بري، بشخصيتها المثالية الشهوانية؛ وفرانكو، بشخصيته الرقيقة والعفوية - لتُشكِّل احتفاءً بعلاقتهما الحقيقية، يرفعان فيه رايات غرابتهما المشتركة بفخر ودفء.