موجة الحر في طبقك... ماذا تأكل لتحافظ على برودتك؟
موجة الحر في طبقك... ماذا تأكل لتحافظ على برودتك؟
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Wednesday, 13-Aug-2025 07:02

تشهد مناطق كثيرة من العالم موجات حرّ غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، وهو ما تؤكّده تقارير مناخية تشير إلى أنّ متوسط درجات الحرارة صيفاً بلغ مستويات قياسية في دول عدة. ومع هذه الارتفاعات، يصبح الجسم في حالة استنفار للحفاظ على حرارته الداخلية، فيُحوّل الدم من الأعضاء الداخلية نحو الجلد لتبديد الحرارة عبر التعرّق.

هذا التكيّف الطبيعي، على رغم من ضرورته، فإنّه يضع ضغطاً إضافياً على القلب، يُقلِّل من تدفّق الدم إلى الدماغ والعضلات، ويَزيد خطر الجفاف والإجهاد الحراري، خصوصاً عند الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال، كبار السن، والحوامل.

 

كيف تؤثر الحرارة على الشهية والهضم؟

 

يؤدّي الطقس الحار إلى انخفاض تلقائي في الشهية، لأنّ عملية هضم الطعام، خصوصاً الوجبات الثقيلة، تولّد حرارة إضافية داخل الجسم تُعرف بالتوليد الحراري الغذائي.

 

لذا، يَميل الجسم تلقائياً إلى تقليل كمية الطعام أو تفضيل الأطعمة الأخف لتقليل العبء الحراري. لكنّ التغيّر الطبيعي في السلوك الغذائي قد يُسبِّب نقصاً في المغذّيات إذا لم تختر الأطعمة بعناية.

 

الترطيب... أكثر من مجرّد ماء

 

شرب الماء أساسي، لكنّ الترطيب الفعّال يحتاج أيضاً إلى تعويض الالكتروليتات أو الأملاح المعدنية التي يفقدها الجسم مع العرق، مثل الصوديوم، البوتاسيوم، والمغنيسيوم.

 

الأطعمة الغنية بالماء والأملاح المعدنية (البطيخ والخيار)، ليست مجرّد وجبات منعشة، بل أدوات فيزيولوجية تساعد في استقرار ضغط الدم، دعم عمل العضلات، وتحسين توازن السوائل.

 

الزبادي مثلاً، يوفّر مزيجاً مثالياً من الماء، البوتاسيوم، البروتين، والكالسيوم، ممّا يجعله خياراً مثالياً في الحر.

 

دور النظام الغذائي

 

يُزوّد النظام الغذائي الغني بالخضار والفواكه الطازجة، خصوصاً الموسمية منها، الجسم بمضادات الأكسدة التي تُقلّل من الإجهاد التأكسدي الناتج من الحرارة العالية.

 

وتشير الأبحاث إلى أنّ التعرّض المستمر للحرارة يزيد من إنتاج الجذور الحرّة في الجسم، ما قد يُسبِّب تلف الخلايا على المدى الطويل، بالتالي فإنّ مضادات الأكسدة من مصادر طبيعية (السبانخ، التوت، والحمضيات) تعمل كخط دفاع إضافي.

 

ماذا عن البروتينات والدهون؟

 

خلال فترات الحرارة الشديدة، يُفضّل اختيار البروتينات الخفيفة (الأسماك، الدواجن، أو البقوليات)، بدل اللحوم الحمراء الدسمة، لأنّها أسهل هضماً وتُنتِج حرارة أقل أثناء الأيض.

 

المشروبات فخ خفي

 

قد يضاعف الكافيين والكحول خطر الجفاف في الأجواء الحارة، فالأول له تأثير مُدِرّ للبَول إذا تناولته بكميات كبيرة، بينما يُعيق الكحول تنظيم حرارة الجسم ويؤثر على توازن السوائل. حتى المشروبات الغازية الباردة التي قد تبدو منعشة، تحتوي غالباً على سكّريات عالية تُسبِّب تقلبات سريعة في سكّر الدم وتزيد الإحساس بالتعب.

theme::common.loader_icon