أعلن هاوارد ويب، الرئيس التنفيذي للتحكيم في رابطة حكّام مباريات اللعبة المحترفة (PGMOL)، بينما يجلس على جانب الملعب في إسبانيا خلال معسكر تدريبي قبل الموسم لحكّام النخبة في إنكلترا: «لا نريد أن نحول الحكّام إلى مشاهير، لكنّنا نريد أن نُظهر إنسانيّتهم. إحدى خصائص أدائنا الأساسية تتعلّق بالقدرة البدنية، والقدرة على تلبية المتطلبات البدنية المتطوّرة للعبة بشكل مريح».
كجزء من حلقة بودكاست خاصة بعنوان «داخل عالم حكّام الدوري الإنكليزي الممتاز»، يأخذ موقع «ذا أثلتيك» الجمهور خلف الكواليس لاكتشاف كيفية استعداد الحكّام وعملهم خلال موسم تحت الأضواء.
يشرح ويب: «بلا شك، هناك تدقيق أكبر من أي وقت مضى»، معبّراً عن قلقه من تزايد «التشكيك في الدوافع وراء القرارات» بدلاً من اعتبارها ببساطة قرارات «إنسانية، واتخذها شخص في اللحظة التي يُريد القيام بعمل جيّد للغاية. الناس قد يكوّنون رأياً بأنّ هناك شيئاً آخر وراء القرار. هذا غير صحيح».
يبقى استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) وتنفيذها موضوعاً ساخناً، ويرى ويب بعد موسم من «التقدّم إنّها أشبه بمؤشر إلى مدى نجاحنا في إدارة التحكيم».
ويشير الحكم الدولي السابق في الدوري الإنكليزي ونهائي كأس العالم إلى انخفاض أخطاء الـVAR من 31 خطأ في موسم 2023-2024 إلى 18 خطأ في الموسم الماضي، مع دقة إجمالية في القرارات بلغت 97,5%، وفقاً للجنة الحوادث الرئيسية، وهي هيئة مستقلة تراقب أداء الحكّام.
ويعترف ويب بوجود مجال للتحسين: «كل خطأ من هذه الأخطاء قد يكون له تأثير كبير، بالطبع، لذا نحن دائماً نركّز على خفضها قدر المستطاع».
بعد تجارب في بطولات الكؤوس، ستُمدّد إعلانات الـVAR من الحكّام للجماهير إلى الـ«بريميرليغ» في الموسم الجديد. وفي معسكر استمرّ 7 أيام بالقرب من أليكانتي، تدرّبوا على النداءات في محطة VAR داخل ملعب تدريبي. ويعترف الحكم بيتر بانكس: «ربما كنّا متوجّسين قليلاً من الأمر لأنّه لم يكن ضمن الخطة. سنكون مستعدّين قدر الإمكان لإتقانه مع بداية الموسم».
وعيّنت PGMOL الحكم الهولندي السابق كيفن بلوم في منصب مدرّب أداء الـVAR للمساعدة في رفع المعايير، بما في ذلك الإشراف على برنامج التدريب المتقدّم للـVAR الذي بدأ في 2024.
وأوضح مات دونوهو، حكم في دوري الدرجة الأولى رُقِّي إلى مهام الـVAR في الـ«بريميرليغ»: «حتى تجلس على هذا الكرسي لأول مرّة وتشعر بما يعنيه أن تتدخّل في قرار أثّر على مباراة في الدوري الممتاز، لن تُدرك تماماً ذلك الاندفاع الأدريناليني».
كما يناقش البودكاست القوانين الجديدة - الابتكارات مثل كاميرات الحكّام وتقنية التسلل شبه الآلية - بما في ذلك قاعدة الثواني الـ8 الجديدة لحراس المرمى لتجنّب إضاعة الوقت. ويشرح بانكس: «هذا شيء اعتقدتُ أنّه ضروري في السنوات الماضية، لأنّ من الصعب جداً معاقبة الحارس»، موضحاً أنّه سيعدّ الثواني الـ5 الأخيرة من الـ8 رافعاً يَده: «أريد فقط التأكّد أنّ الرقم اثنَين في الاتجاه الصحيح وليس المعاكس».
ويُضيف آندي مادلي، أنّ الحكّام جرّبوا أساليب مختلفة لمساعدة الجماهير في المدرّجات البعيدة على متابعة العدّ: «نحن ننظر حتى إلى الجوانب التقنية: هل يستحق الأمر أن نلوّح باليَد قليلاً كل مرّة نَعُدّ فيها الثواني؟».
كما يتحدّث مادلي بصراحة عن الضغط النفسي على الحُكّام: «هناك أوقات اتخذتُ فيها قرارات يوم السبت، واضطررتُ للتساؤل عمّا إذا كنتُ في الحالة الذهنية المناسبة للتحكيم في السبت التالي، بعد 7 أيام».
في الموسم الماضي، أقالت PGMOL الحكم ديفيد كوت بعد ظهور مقطعَين عبر صحيفة «ذا صن». في الأول، كان ينتقد مدرب ليفربول السابق يورغن كلوب، وفي الثاني زعمت الصحيفة أنّه كان يستنشق مسحوقاً أبيض من خلال ورقة نقدية ملفوفة. وبعد ذلك، أعلن كوت مثليّته الجنسية، مؤكّداً أنّه أخفى ميُوله لتجنّب الإساءة من الجماهير.
ويؤكّد ويب أنّ دعم الصحة النفسية للحكّام، من خلال مدرّبين وأخصائيِّين نفسيين مخصّصين لهم، أولوية: «بعض الأسئلة التي نطرحها تتعلّق بحياتهم الشخصية للتأكّد من أنّنا لا نتوقع منهم مجرّد التحمّل... هذا التماسك المتصلّب. طلب المساعدة ليس علامة ضعف، لن يؤثر على تعييناتك، ونحن نركّز فعلاً على ذلك».
ويُدمج دعم الصحة النفسية مع التحضير البدني على أعلى مستوى، والتحليل العميق لبيانات الأداء خلال فترة الإعداد وما بعدها. ويؤكّد فرانسيس بونس، كبير علماء الرياضة في PGMOL والمُشرف على اختبارات السرعة القصوى والسرعة الهوائية القصوى (MAS): «بمجرّد أن ينتهوا من الحصة التدريبية، سواء كانوا في كارلايل أو في كازاخستان، يمكنهم مزامنتها ونتمكن من رؤيتها».
ويصف مات ويلموت، المدرب البدني الرئيسي في PGMOL، اختبار MAS بأنّه لمعرفة «مَن هو المستعد لوضع نفسه في منطقة مظلمة». أمّا الحكم المساعد في الدوري الممتاز أكيل هاوسون فيُقرّ عن MAS: «نحن نُسمِّيه الجحيم».
ويتحدّث جيمس ويلسون، عضو فريق التحكيم الذي رافقه «ذا أثلتيك» في إحدى المباريات، عن مواضيع متعدّدة، منها رؤية قرارات التسلّل مثل «كرة الشاطئ»، بالإضافة إلى الاهتمام غير المرغوب من الجماهير: «لقد وُصفتُ بكل شيء ممكن».
ويذكر الحكم الرابع جون بَزبي حادثة: «كان أحد المشجّعين ينتظرني في موقف السيارات»، فيما يختتم الحكم جيمس لينينغتون: «ليس من الصواب أن نتوقع أن نكون ذوي بشرة سميكة، لكن هذا للأسف جزء من ثقافتنا».
كما تشمل حياة الحكم علكة الكافيين، العادات قبل المباريات، والعصائر المجهّزة بعناية. وتؤكّد فيكي سميث، كبيرة علماء الرياضة وأخصائية التغذية الرئيسية: «هناك الكثير من الأبحاث التي تُظهر أنّه كلّما كنّا أكثر لياقة وأفضل حال بدنياً، رأينا تحسينات أكبر في القدرات الإدراكية. سيكونون قادرين على اتخاذ قرارات أكثر حرية، مع توفّر طاقة أكبر للدماغ، بدلاً من استهلاكها في التعافي».