إنّها رومانسية من الطبقة العاملة. أمّا هو، فشاب مدلل من مدرسة خاصة. فيلم My Oxford Year رومانسي من إنتاج «نتفليكس»، يسعى ليكون عن زمن هذا الجيل، لكنّه لا يُصيب الهدف.
الخطيئة الحقيقية لأي فيلم رومانسي ليست في أن يكون نمطيًا أو متوقعًا — فنحن نستمتع بهذه الأنواع من الأفلام لأنّ مواضع متعتها متوقعة — بل في أن يمر عبر محطاته دون أي بهجة.
فيلم «عامي في أكسفورد»، المقتبس عن رواية جوليا ويلان، قد يسقط بسرعة في هذا الفخ، لكنّه يتمتع بورقة رابحة في جعبته، إذ ينتقل من نمط إلى آخر في منتصف الطريق. ومع ذلك، يبقى التنفيذ باهتاً.
فبدلاً من أن يكون مجرّد قصة تقليدية من «أعداء يتحوّلون إلى عشاق»، يتحوّل إلى محاولة فاترة لأن يكون نسخة هذا الجيل من About Time، فيلم ريتشارد كورتيس الصادر عام 2013 وأحبّه الناس لعاطفيّته في الحديث عن عَيش الحياة بشكل كامل.
تتطوّر علاقتهما بشكل أساسي لتمهيد الطريق للنصف الثاني من الفيلم، لكن حتى عندما تصبح الأحداث أكثر تشويقاً، لا يتمكن ميليشريست وكارسون من إظهار أي كيمياء حقيقية بينهما بسبب الكتابة والإخراج المسطّحَين. يعاني ميليشريست أكثر كممثل يمتلك القدرة على تجاوز هذا الدور الآلي. نلمح إمكانيات أوسع له في مشهد يقف فيه أمام دوغراي سكوت، الذي يؤدّي دور والد جيمي؛ وفجأة، وبينما يتصارع الشخصان، ينبض السرد بالحياة - ولو للحظة قصيرة فقط.
Souleymane’s Story
عامل توصيل طعام من غينيا في باريس يستعد لمقابلة اللجوء في دراسة شخصية دقيقة ومؤثرة.
فيلم «قصة سليمان» لبوريس لوجكين، عمَلٌ مؤثر عن النضال تجري أحداثه على مدار يومَين في باريس، وهو من تلك الدراسات النادرة للشخصية التي لا تكتفي ببناء تعاطف مع ألم بطلها، بل تنقل الإحساس به فعلياً.
في أحد المشاهد، يسقط سليمان، الشخصية الرئيسة، من على درج ويُصيب يَده. يُنظّف الجرح في حمّام مقهى، ثم ينفخ عليه بلطف. يمكننا أن نشعر بالوخز.
وينطبق الشيء نفسه على الآلام المعنوية. يؤدّي الدور أبوبكر سانغاري، وهو ممثل لأول مرّة، وقد فاز بجائزة سيزار عن أدائه المذهل. رحلة سليمان هي قصة تحمّل. فهو مهاجر حديث من غينيا، يركب دراجته بجنون في أرجاء المدينة كعامل توصيل طعام - مستأجراً حساب رجل آخر لأنّه لا يستطيع العمل قانونياً - بينما يستعد لمقابلة اللجوء في فرنسا.
بين نوبات العمل، يجتمع سليمان مع أبناء وطنه الغينيِّين الذين يلقّنونه قصة حزن مختلقة تساعده في تجاوز العقبات البيروقراطية لنظام يجعل من الهجرة معركةً شاقة.
بأسلوب تصوير متحرّك باستمرار وغالباً ما يكون بكاميرا محمولة باليَد، يروي لوجكين قصّته بنبرة يغلب عليها الإحساس الخام والدقّة. ويتجنّب المَيل إلى العاطفية، ويُظهر بدلاً من ذلك أهمية الدعم المتبادل في تفاصيل الحياة اليومية.
في أحد المشاهد، ينتهي المطاف بسليمان، المتوتّر والعصبي، أمام باب رجل فرنسي مسنّ. وعلى رغم من استعجاله لتوصيل الطلب التالي، يبطئ خطواته تلقائياً ليساعد الرجل في الوصول إلى كرسيّه. إنّها لحظة إنسانية بسيطة، لكنّها تذكّر سليمان - وتذكرنا نحن - بسبب كفاحنا للبقاء.