قد تكون لدغات البعوض مزعجة جداً، خصوصاً لِمَن يجذبون هذه الحشرات أكثر من غيرهم. كثيرون يشاركون تجاربهم مع طرق غريبة لتخفيف الحكّة، من بينها الضغط بظفر الإصبع على مكان اللدغة لتشكيل حرف X، أو استخدام ملعقة ساخنة، أو حتى الاعتماد على أجهزة شفط صغيرة مثل The Bug Bite Thing. لكن ما الذي ينجح فعلاً؟
يشرح الأطباء أنّ الحكّة سببها لُعاب البعوضة الذي يُحقن في الجلد أثناء اللدغ. ويحتوي هذا اللُعاب على بروتينات تساعد الحشرة في سحب الدم، لكنّها تُثير استجابة مناعية في الجسم تُفرز فيها مادة الهيستامين، ممّا يُسبِّب الحكّة والتورّم.
الحكّ قد يبدو حلاً موقتاً، لأنّه يخلق شعوراً بالألم الخفيف يلهي الدماغ عن الإحساس بالحكّة.
يشرح الأطباء أنّ الحكّة والألم والحرارة تنتقل كلها عبر المسارات العصبية عينها، لذا فإنّ أي إحساس مختلف قد يوقف الحكّة موقتاً. لكنّ المشكلة تكمن في أنّ كثرة الحكّ قد تزيد الوضع سوءاً. فمع تضرّر الجلد، يُفرز الجسم المزيد من الهيستامين، وتبدأ «حلقة الحكّة والحكّ» المزعجة.
للتخفيف من الحكّة بفعالية، ينصح الخبراء باستخدام الكمادات الباردة، أو رذاذات التبريد، أو مراهم تحتوي على المنثول، مثل فابو راب (Vicks VapoRub)، لتهدئة الجلد. كما يُعدّ استخدام كريم يحتوي على الهيدروكورتيزون خياراً فعّالاً على المدى القصير والطويل، إذ يُقلّل الالتهاب ويهدّئ التهيج.
كذلك، تناول مضادات الهيستامين عن طريق الفم، مثل Zyrtec أو Claritin أو Allegra، يُعدّ أكثر فعالية من الكريمات الموضعية، لأنّه يهدّئ استجابة الجسم بأكمله. ويمكن حتى تناوله بشكل وقائي خلال فصل الصيف أو أثناء التخييم.
أما بالنسبة إلى الحِيَل الشائعة مثل استخدام الملعقة الساخنة أو أجهزة الشفط، فيُظهر الأطباء بعض التحفّظ. إذ يُمكن للملعقة الساخنة أن تُسبّب حروقاً خفيفة، وأجهزة الشفط قد لا تكون فعّالة فعلاً لأنّ ثقب اللدغة دقيق جداً. لكنّها قد تخلق إحساساً مزعجاً يساعد في تشتيت الانتباه عن الحكّة، مثل الضغط بالأظافر.
لمنع اللدغات من الأساس، يُنصح باستخدام طاردات الحشرات، وارتداء ملابس تغطّي الجسم في الهواء الطلق، خصوصاً عند التواجد في أماكن ينتشر فيها البعوض. بعض الناس يذهبون إلى حدّ ارتداء شبكات واقية على الرأس والوجه عند المشي في الطبيعة.
في النهاية، من الأفضل منع اللدغة قبل حدوثها، لكن إذا حصلت، فالخدعة تكمن في تهدئة الجلد، وكسر حلقة الحكّة المستمرة، باستخدام وسائل فعّالة بدلاً من الاعتماد على الحكّ وحده.