في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان "الدولة اللبنانية، بكل مؤسساتها، ملتزمة بكشف الحقيقة كاملة، مهما كانت المعوقات ومهما علت المناصب". وقال عون: "في هذا اليوم الأليم، الرابع من آب، نستذكر معاً تلك الجريمة الكبرى التي هزت ضمير الأمة والعالم وأودت بحياة أكثر من مئتي شهيد، وجرحت آلاف الأبرياء، ودمرت أحياءً كاملة من عاصمتنا الحبيبة".
وتوجّه عون الى عائلات الشهداء والجرحى، قائلا: "إن دماء أحبائكم لن تذهب سدى، وآلامكم لن تبقى بلا جواب. العدالة قادمة، والحساب آت، وهذا وعد قطعته على نفسي أمام الله والوطن".
وختم: "في هذا اليوم الحزين، نتذكر أيضاً التضامن الرائع الذي أظهره شعبنا العظيم، والروح الوطنية التي تجلت في أحلك الساعات حين هبّ الكثيرون يداً بيد لإسعاف المصابين ورفع الانقاض والعناية بالذين صارت بيوتهم ركاماً ومن ثمّ رفع اثار هذه الكارثة الكبرى. ان هذه الروح التضامنية نفسها ستقودنا إلى تحقيق العدالة وإعادة بناء وطننا على أسس العدل والشفافية والمساءلة".
في السياق، نُظمت مسيرة ووقفة رمزية في محيط تمثال المغترب قبالة موقع الانفجار في مرفأ بيروت يوم 4 آب 2020، حيث رفع علم لبناني ضخم عليه تواقيع المئات المطالبة بالحقيقة والمحاسبة، إضافة الى صور الشهداء المرفوعة ولافتات تطالب بالحقيقة والمحاسبة، بحضور حشد وزاري ونيابي كثيف.
وكانت اطلقت السفن في تمام السادسة مساءً، صافراتها وارتفعت الرافعات قي مرفأ بيروت، في لحظة صمت، إجلالاً لأرواح شهداء الرابع من آب. كما تم تلاوة أسماء الضحايا خلال الوقفة الرمزية. وعند الساعة السادسة و7 دقائق، وقف الحشود دقيقة صمت.
هذا وانضم وزير العدل عادل نصار إلى المسيرة، وأكد اننا "قمنا بالخطوات اللازمة لعدم استمرار عرقلة ملف 4 آب وعرقلة المحقق العدلي الذي يقوم بعمله بشكل مستمر اليوم والعمل جديّ مع احترام الاصول والوصول الى الحقيقة والمحاسبة".
بدوره، تفقد وزير الداخلية احمد الحجار مقر فوج اطفاء بيروت، آملا "ظهور الحقيقة في انفجار المرفأ والوصول الى العدالة في أقرب وقت". واكد ان "القضاء مستقل تماما والحكومة تدعم قراراته، وهناك تعاون بين جميع أجهزة الدولة". وأضاف: "التعاون سيكون كاملاً مع وزارة العدل وصولا للحقيقة الكاملة ولا يمكن بناء دولة من دون أن يكون سيف العدل فوق الجميع".
أما فيما يتعلق بالمواقف الدولية، فوجه البابا لاوون الرابع عشر رسالة الى المؤمنين المشاركين في سهرة الصلاة على نية ضحايا انفجار 4 آب، جاء فيها: "يدعوكم الأب الأقدس ان تطلعوا كأرز لبنان، رمز وطنكم، نحو السماء، حيث الله أبونا! يتمنى البابا بحرارة أن يشعر كلٌّ منكم بمحبته، وبمحبة الكنيسة. إنه يدعو الآب الرحيم أن يستقبل، بقربه، في دار راحته ونوره وسلامه، جميع من فقدوا حياتهم في هذا الانفجار. ويود أن يعرب عن تعاطفه مرة أخرى مع كل من تحطمت قلوبهم والذين يعانون من فقدان أحبائهم، وكذلك مع أولئك الذين أصيبوا أو فقدوا كل شيء نتيجة لهذه الكارثة. ويبقى لبنان الحبيب والمتألم في قلب صلواته".
من جهتها، كتبت السفارة الفرنسية لدى لبنان على منصة "أكس": "بعد مرور خمس سنوات على انفجار ٤ آب، تشيد فرنسا بالجهود المبذولة لكشف الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة للضحايا وكل من أصابته هذه الفاجعة. وكما أكّدت السلطات اللبنانية، فإن وضع حدّ للإفلات من العقاب يُعدّ أمرًا أساسيًا من أجل نهوض لبنان. فمن دون عدالة، لا قيام لدولة القانون".
كما كتبت السفارة الاميركية على "اكس": "نقف إلى جانب شعب لبنان في مطالبته بالمحاسبة. لبنان يستحق نظاما قضائيا مستقلا ومحايدا يحقق العدالة للضحايا، وليس الحماية للنخبة. الولايات المتحدة الاميركية مستمرة بالتزامها بالوصول إلى لبنان مستقر ومزدهر وسيادي يحققه شعبه، وليس قوى خارجية".
أما بشأن ملف السلاح، فاستقبل الرئيس العماد ميشال عون في دارته في الرابية وفداً من "حزب الله"، حيث أكد النائب علي فياض أن الزيارة شديدة الأهمية، تحديدًا في هذه المرحلة، للتشاور حول طبيعة الموقف تجاه استمرار العدوان "الإسرائيلي" على لبنان. وأشار إلى أن "البحث بجدول زمني أو القفز مباشرة إلى المطالبة بتسليم السلاح، قبل أن يقوم "الإسرائيلي" بما يجب أن يلتزم به أساسًا، يشكل نوعًا من الخلل الكبير الذي يحتاج إلى معالجة".
هذا واستهدفت غارة اسرائيلية من مسيّرة، حي المسلخ القديم في أطراف الخيام الشرقية، أدّت إلى مقتل جريح متأثرا بإصاباته البليغة، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أربعة. كما أطلق الجيش الاسرائيلي قذائف مدفعية وصوتية باتجاه بلدتي راميا وعيتا الشعب.
الى ذلك، عُثر على كاميرا تجسس "إسرائيلية" في بلدة عيترون.
من لبنان إلى غزة، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه يجب مواصلة القتال في القطاع إلى حين تحقيق "أهداف الحرب الثلاثة". وتابع: "في وقت لاحق من هذا الأسبوع، سأعقد اجتماعا لمجلس الوزراء لتوجيه الجيش الإسرائيلي نحو تحقيق هذه الأهداف الثلاثة، جميعها دون استثناء".
وعلى الصعيد السوري، أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع نتنياهو. وذكر بيسكوف في بيان: "أكد بوتين بشكل خاص على أهمية دعم وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية، وتعزيز استقرارها السياسي الداخلي من خلال مراعاة الحقوق والمصالح المشروعة لجميع المجموعات العرقية والدينية من السكان".
اقتصادياً، قرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب زيادة الرسوم الجمركية على الهند بعد ان اتهمها أحد كبار مساعدي ترامب بتمويل الحرب الروسية في أوكرانيا بشكل فعال من خلال شراء النفط من موسكو.