إنّ ملف «الحيَوات التي عاشوها» (The Lives They Lived)، وهو عدد سنوي تصدره مجلة «نيويورك تايمز»، كان فكرة المخرج ديفيد فرانكل.
المُخرِج الحائز على جائزة الأوسكار، ديفيد فرانكل، يملك خبرة واسعة في السينما والتلفزيون (من أعماله: The Devil Wears Prada، وMarley and Me، وSex and the City، وEntourage). أمّا المجلّات؟ فربما ليس كثيراً.
في منتصف تسعينات القرن الماضي، ابتكر فرانكل فكرة مجلة Obit، وهي مجلة على طراز People، تُعنى بالموتى، وتتناول شخصيات بارزة لم تحظَ وفاتهم بالتغطية الكافية في الصحف، أو لم يُسلّط الضوء عليها إطلاقاً. وقد وجد والده أنّ الفكرة رائعة. ووالده هو ماكس فرانكل (1930-2025)، وكان حينها يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة «نيويورك تايمز»، وغالباً ما كان يبدأ يومه بقراءة صفحات الوفيات.
يقول ديفيد خلال مراسم تأبين والده في 18 حزيران: «شجّعني والدي على عرض فكرة Obit على بعض الناشرين الذين أعرفهم، لكنّهم اعتبروها أغبى فكرة سمعوا بها في حياتهم. لأنّ المجلّات تعتمد على الإعلانات، ومَن سيريد الإعلان عن منتجه في صفحات Obit؟».
حثّ ماكس ابنه على تقديم محاولة أخيرة مع جاك روزنثال (1935-2017)، الذي كان حينها رئيس تحرير مجلة «نيويورك تايمز». ونظراً إلى أنّ عدد المجلة الأول بعد عيد الميلاد لا يتضمّن عادةً الكثير من الإعلانات، عرض روزنثال نشر نسخة من Obit في ذلك التوقيت. «لكن بشرط ألّا يُسمّيها Obit، بل Lives Well Lived»، بحسب ديفيد.
توجد نسخة من العدد الأول، الصادر في 1 كانون الثاني 1995، ضمن أرشيف المتحف التابع لـ «نيويورك تايمز». وفي مقدّمة العدد، شرح المحرّرون أنّهم اختاروا: «أشخاصاً مشهورين لا يزال هناك ما يُقال عنهم، وأشخاصاً شبه منسيِّين يُقال عنهم الكثير، وأشخاصاً وجدنا مَن يروي قصّتهم بشهادة خاصة».
وقد خُصِّصت 40 سيرة في عدد Lives Well Lived. من بينها: جاكلين كينيدي أوناسيس، كورت كوبين، رالف إليسون، ريتشارد نيكسون، العدّاءة الأولمبية الحائزة على ميداليات، ويلما رودولف، مبتكرو برنامج Meet the Press، الستائر المزخرفة للحمّامات، مادة Teflon، ومدينة Levittown النموذجية.
حقق هذا الإصدار التجريبي نجاحاً كبيراً، ما أدّى إلى اعتماده كفقرة سنوية دائمة منذ عام 1995، تحت عنوان The Lives They Lived. وقد أشرفت عليه منذ سنوات إيلينا سيلفرمان، نائبة رئيس تحرير المجلة، وتؤكّد أنّ هذا القسم ربما يحظى اليوم بشعبية أكبر من أي وقت مضى.
كتبت سيلفرمان في رسالة إلكترونية الأسبوع الماضي: «مع تسارع الأخبار نهاراً وليلاً، فإنّ الانغماس في نص لا يتناول اللحظة الراهنة، بل حياة كاملة ومعقّدة، يُعدّ فسحة للتأمل. والكتّاب يحبّونه أيضاً، إذ يستمتعون بتحدّي صياغة دراسات شخصية جذّابة ومكثفة ضمن مساحة صغيرة».
وبالطبع، أجابت عن سؤال بأنّ فريق التحرير يأمل في نشر شيء عن والد ديفيد في العدد القادم.