تأثير كبير لسوليفان... وهدوء يسبق العاصفة
تأثير كبير لسوليفان... وهدوء يسبق العاصفة
ليزا كينيدي وناتاليا وينكلمان- نيويورك تايمز
Thursday, 31-Jul-2025 06:51

يُبقيك الفيلم الوثائقي من إخراج ساشا جنكينز مشدوداً، إذ يتناول شخصية رائدة في برامج المنوّعات، والتزامه تجاه الفنانين السود في حقبة الحقوق المدنية.

مع بداية تتر الافتتاح للفيلم الوثائقي Sunday Best، يظهر بيلي بريستون مرتدياً بدلة خضراء زاهية مذهلة على خشبة مسرح The Ed Sullivan Show. ويعزف راي تشارلز بقوة على لوحة المفاتيح، وعازفو الأبواق يستعدّون للدخول في نسخة متسارعة من أغنية Agent Double-O-Soul.

 

من اللحظة الأولى، يأسرنا فيلم ساشا جنكينز عن إد سوليفان، رائد برامج المنوّعات والتزامه تجاه الفنانين السود، وهو التزام تداخل مع حركة الحقوق المدنية. لا يعود الفضل في ذلك فقط إلى كنز الأداءات الأرشيفية (ستيفي وندر، نينا سيمون، جيمس براون) بل إلى الشهادات التي يدلي بها أساطير وأصدقاء؛ من بينهم هاري بيلافونتي، سموكي روبنسون، ومؤسس شركة «موتاون» بيري غوردي.

 

جِنكنز، الذي بدأ حياته المهنية كصحافي موسيقي قبل أن يتحوّل إلى الإخراج، كان يتمتع بخلفية راسخة في ثقافة الهيب هوب، ما ضَمِنَ ألّا يكون Sunday Best حكاية «المنقذ الأبيض». بل إنّ فيلمه يكشف عن صداقة صادقة وقيم ثابتة لحليف حقيقي. إذ كان سوليفان، حين كان شاباً يعمل كاتباً رياضياً، قد أدان برنامج كرة القدم في جامعة نيويورك بسبب استبعاده لاعباً أسود حين جاءت جامعة جورجيا إلى المدينة.

 

في مقابلة تلفزيونية عام 1969 مع الصحافي ديفيد فروست، قال سوليفان: «كان والداي يعرفان أنّ هذه الأمور خاطئة... لم يكن الأمر انفتاحاً في التفكير، بل كان ببساطة عقلانياً». وُلد عام 1901 في هارلم وسط مهاجرين يهود وإيرلنديِّين، وتابع سوليفان ما بدأه والداه. يقول بيلافونتي، متذكّراً ما كان يُقال لسوليفان من قِبَل التنفيذيِّين والرعاة: «لا يمكنك فعل كذا وكذا، لأنّ الجنوب لن يتقبّل ذلك. لكنّ إد دفع بالحدود إلى أقصاها الممكن».

 

على رغم ممّا يحمله من إضاءة ومتعة، لا يخلو Sunday Best من شعور بالحزن. فقد توفّيَ سوليفان عام 1974. وبيلافونتي رحل هو الآخر. وجِنكنز، مخرج الفيلم، توفّيَ في أيار الماضي عن عمر ناهز 53 عاماً. أمّا شبكة CBS، التي كانت موطناً لسوليفان لعقود، فتبدو وكأنّها تحتضر وتستجدي طقوسها الأخيرة.

 

No Sleep Till

 

يرسم هذا الفيلم الضبابي انطباعاً عن الكآبة الفلوريدية من خلال تتبّع 4 من السكان المحليِّين في اليوم السابق لإعصار.

 

يلتقط فيلم No Sleep Till، الذي يتّسم بطابع طبيعي واقعي، لحظة الهدوء الذي يسبق العاصفة، تحديداً الأيام التي تسبق الإعصار المتوقع أن يضرب قرية أتلانتيك بيتش الساحلية في ولاية فلوريدا.

 

يفتتح الفيلم بمذيع أخبار يُحذّر من الأحوال الجوية المقبلة. ثم تتابع المخرجة والكاتبة لأول مرّة، ألكسندرا سيمبسون، 4 من الشباب المحليِّين - فنانَي الكوميديا الارتجالية في رحلة على الطريق (جوردان كولي وزافييه براون-ساندرز)، ومراهقة لديها إعجاب (برين هوفباور)، ومطارد عواصف يعيش في شاحنته (تايلور بينتون) - وهم يتجاهلون أمر الإخلاء ويقضون الساعات في العبث قبل أن يضرب الإعصار.

 

متجنّبةً السرد التقليدي، تستخدم سيمبسون صوراً ضبابية لبناء انطباع عن الكآبة التي تكتنف فلوريدا. ممارسو التزلج على الألواح يؤدّون حركاتهم على نصف أنبوب إسمنتي. نزيل في نُزُل يخوض في مسبح مضاء بإشارات نيون. مراهقة تعمل بتثاقل خلال نوبة عملها في محل تذكارات.

 

ومع اقتراب العاصفة، تأخذ المشاهد طابعاً غريباً من التحوّل أو الانتقال. في مشهد مثقل بالمعاني، يتفقد مطوّرو عقارات مسكناً جديداً قيد الإنشاء. تتوقف كاميرا سيمبسون عند العوارض الخشبية، ملوّحةً بسخرية إلى التوسّع العمراني غير المنضبط في ظل كارثة مناخية وشيكة.

 

No Sleep Till فيلم هادئ، وربما يميل إلى النعاس بعض الشيء. فمزاج الملل الممزوج بالخوف يكاد يصل أحياناً إلى حدّ اللامبالاة التامة. إلّا أنّ استخدام سيمبسون لممثلين لأول مرّة، جميعهم تقريباً من المنطقة، يضفي صدقية على الفيلم.

 

فعندما يخرق مايك (براون-ساندرز) النمط الرصدي للفيلم ليعبّر عن أحد موضوعاته، إذ يقول إنه يقدّر الإعصار لأنّه يمنحه «عذراً ليفعل شيئاً»، يبدو هذا الشعور طبيعياً وغير متكلّف.

theme::common.loader_icon