قلّص مانشستر يونايتد دائرة البحث عن مهاجم جديد إلى اسمَين رئيسَيين: الإنكليزي أولي واتكينز (أستون فيلا) والسلوفيني بنيامين سيسكو (لايبزيغ الألماني)، بعدما أمضى الصيف في دراسة خيارات متعدّدة، وضمّ البرازيلي ماتيوس كونيا والكاميروني براين مبومو.
لم يُتخذ بعد قرار نهائي بشأن أي من الهدفَين سيتقدّم نحوه، لكنّ يونايتد على تواصل بشأن كل من واتكينز وسيسكو لمعرفة التكاليف المحتملة لكل صفقة. واستُبعِد التحرّك نحو النيجيري نيكولاس جاكسون، الذي كان ضمن الخيارات، بسبب مطالب تشلسي المرتفعة.
لا يزال يونايتد في مرحلة التقييم، وهناك إدراك داخلي أنّ المفاوضات قد تستغرق وقتاً، خصوصاً في ظل تقييمات أستون فيلا ولايبزيغ المالية المرتفعة لمهاجمَيهما. يحتاج يونايتد إلى بيع بعض اللاعبين لجمع الأموال، مع طرح أسماء مثل الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو والبرازيلي أنطوني في السوق، مقابل تقييمات يمكن أن تُغطّي صفقة كبيرة، فيما سيُساهم رحيل جادون سانشو أيضاً في توفير الأموال.
سعي يونايتد إلى التعاقد مع مهاجم جديد يضع مستقبل الدنماركي راسموس هويلوند موضع شك، ومع أنّ انتقال أنجي-يوان بوني إلى إنتر ميلان (بارما) جعل الأخير يتراجع عن متابعة هويلوند، إلّا أنّ أندية أخرى لا تزال تتابع الموقف.
يوازن يونايتد بين واتكينز وسيسكو بأسلوب اللعب المختلف، مدى ملاءمتهما لفريق روبن أموريم، والتكلفة المالية. فعلى رغم من أنّ فيلا يؤكّد سراً أنّ واتكينز ليس للبيع، إلّا أنّ هناك اعتقاداً في «أولد ترافورد» بإمكانية إتمام الصفقة.
يونايتد لن يقبل بمبلغ 60 مليون جنيه إسترليني الذي طلبه فيلا من أرسنال في كانون الثاني، نظراً لأنّ واتكينز يبلغ 29 عاماً، لكنّه يطمح في اتفاق يتراوح بين 40 و45 مليون جنيه.
عمر واتكينز يعني أنّه قد لا يبقى في القمة لسنوات طويلة، كما أنّ قيمة إعادة بيعه محدودة، لكنّه يتمتع بعنصر الخبرة في الـ«بريميرليغ»، ما اعتبره أموريم كعامل حاسم في صفقات كونيا ومبومو.
سجّل واتكينز 75 هدفاً في 184 مباراة مع فيلا في الدوري، وبلغ العشرات في كل من مواسمه الخمسة الأخيرة، ويُنظر إليه في يونايتد على أنّه الهدف الأكثر موثوقية لتوفير الأهداف محلياً. في الموسم الماضي، سجّل وصنع 24 هدفاً في الدوري، خلف ألكسندر إيزاك (29) وإيرلينغ هالاند (25) فقط بين المهاجمين.
كما تربطه علاقة سابقة مع مبومو (2019-2020) في برنتفورد، فسجّلا سوياً 40 هدفاً في الـ«تشامبيونتشيب». كان واتكينز رأس حربة ومبويومو جناحاً أيمن.
أمّا تكلفة التعاقد مع سيسكو، فستكون أعلى، لأنّه جدّد عقده العام الماضي، وتضمّن اتفاقاً غير رسمي يسمح له بالرحيل إذا تلقّى عرضاً من نادٍ «نخبوي» بقيمة تتراوح بين 80 و90 مليون يورو. أرسنال انسحب من المفاوضات لاحقاً بسبب صعوبة المحادثات والتكلفة الإجمالية الباهظة.
مع ذلك، راقب يونايتد سيسكو (22 عاماً) 3 مرّات من قبل، منذ أن كان يبلغ 16 عاماً، ويُنظر إليه على أنّه يملك سقف تطوّر مرتفعاً، ويمكن إعادة بيعه لاحقاً، ما يجعل الصفقة ذات جدوى طويلة الأجل.
لدى كريستوفر فيفيل، مدير التعاقدات في يونايتد، تاريخ مع سيسكو، إذ شغل مناصب تنفيذية في سالزبورغ ولايبزيغ (2019 و2022). لكن هناك مَن يرى أنّ حصيلة سيسكو التهديفية (13 هدفاً) في 33 مباراة) لا ترقى إلى ما يستحق المبلغ المطلوب.
يجب على يونايتد أن يأخذ في الحسبان أيضاً اهتمام نيوكاسل الكبير بسيسكو لتعويض إيزاك الذي سينتقل إلى ليفربول. وهناك ترقب بأنّ نيوكاسل مستعد لإنفاق مبالغ كبيرة من أجل ضمّه.
أمّا بالنسبة إلى واتكينز، فالعقبة تكمن في أنّ فيلا سيحتاج إلى إيجاد بديل سريعاً، لكنّ يونايتد في المقابل بحاجة إلى موازنة الأمور مع المبيعات، فيما تتريّث الأندية الأخرى في تحرّكاتها (تشيلسي بشأن غارناتشو) على رغم من تحذير أموريم للأندية من انتظار صفقات في اللحظات الأخيرة.
واتكينز قد يُبرز الأفضل
بعيداً من عامل السنّ، فإنّ التعاقد مع واتكينز سيكون امتداداً لاستراتيجية التعاقدات التي يبدو أنّ INEOS تعتمدها هذا الصيف.
تُظهر صفقات يونايتد حتى الآن تفضيله للاعبين هجوميّين مجرّبين في إنكلترا، فيتطلّبون فترة تأقلم قصيرة، وهو أمر أساسي في مسعى أموريم لإعادة الفريق إلى المنافسة.
من هذا المنطلق، قد يكون التعاقد مع واتكينز خياراً منطقياً أكثر منه صفقة لامعة، لكنّه قد يكون الحل لمشاكل الفريق التهديفية، إذ سجّل 16 هدفاً وصنع 8 أخرى في 38 مباراة، 31 منها كأساسي.
خلال العامَين الماضيَين، تطوّر أداء واتكينز تحت قيادة أوناي إيمري. فبعد أن كان مهاجماً موهوباً لكنّه غير مستقر، أصبح هدافاً قوياً ومحوَراً أساسياً لهجوم فيلا.
إذا انتقل إلى يونايتد، سيُشكّل أبرز تهديداته الهجومية سواء في الألعاب الهوائية أو في التسديد داخل منطقة الجزاء. كما أنّ انطلاقاته خلف الدفاعات من شأنها أن تُخرج أفضل ما في برونو فرنانديز، مبومو، وكونيا في الأدوار الخلفية.
ما الذي يقدّمه سيسكو؟
سيسكو ليس مجرّد هداف، بل يُحبّ الاحتفاظ بالكرة ويُجازف في التمريرات، حتى لو شابها عدم الدقة أحياناً. وعلى رغم من أنّ طوله يبلغ 195 سم، فإنّه يتمتع بتحكّم ممتاز بالكرة وقادر على مراوغة المدافعين بتغيير السرعة. إلى جانب تميّزه في الكرات الهوائية، يُشكّل تحدّياً صعباً للمدافعين.
الميزة الأبرز في سيسكو تبقى تسديداته. يُسجّل بكلتا القدمَين والرأس، وتمركزه وحركته من دون كرة على أعلى مستوى. تألّق أيضاً عندما لعب إلى جانب مهاجمين سريعين مثل لويس أوبندا في لايبزيغ وجونيور أدامو في سالزبورغ، وكل فريق يرغب به سيستفيد من إضافته إلى خط الهجوم.