The Fantastic Four: First Steps: بداية مولد سلسلة جديدة
The Fantastic Four: First Steps: بداية مولد سلسلة جديدة
براندون يو - نيويورك تايمز
Saturday, 26-Jul-2025 07:12

النسخة الأحدث من رباعي الأبطال الخارقين، تُقدِّم محاولة متعثرة لكنّ صادقة، لتكون أكثر أفلام «مارفل» جرأة منذ سنوات.

شعور مزعج يبدأ في التكوّن مبكراً أثناء مشاهدة The Fantastic Four: First Steps، وهو أنّه ليس الفيلم الأول في سلسلة جديدة برّاقة تُعيد إطلاق رباعي الأبطال الخارقين، بل كأنّنا في الواقع نشاهد تتمة لفيلم سابق.

 

وهذا يُعدّ في آنٍ نقطة قوة وضعف في النهج الجريء الذي يتّبعه هذا الفيلم، ويُمثّل أكثر محاولات «مارفل» جدّيةً منذ سنوات لتقديم شيء خارج عن المألوف، على رغم ممّا يحمله من عثرات.

 

هذه النسخة الجديدة من Fantastic Four، التي تأتي بعد عقد من محاولة إعادة إطلاق فاشلة لنسخة منتصف الألفية المنسية، تُدخلنا مباشرةً في قلب الحدث، متجاوزةً قصة نشأة الفريق، ومفضّلةً بدلاً من ذلك ملخّصاً سريعاً يُظهر كيف أنّ الأشعة الكونية منحت 4 رواد فضاء قوى خارقة وجعلتهم حماة لكوكب «الأرض-828»، وهو نسخة بديلة من عالمنا.

 

هذا التجاوز السردي ليس خطيئة كبرى، بل إنّ السرعة التي يغمرنا بها الفيلم في عالمه الملموس والمُشكَّل وفق رؤية «مستقبلية رجعية» هي في الواقع من أبرز متعه.

 

لكن، بعد المقدّمة الموجزة لأبطالنا الأربعة وهذا الكوكب البديل، يتحوّل الفيلم، من إخراج مات شاكمان، بسرعة إلى ما يشبه «سيتكوم عائلي خارق»، وهو جزء من طبيعة القصص الأصلية في الكومكس: ريد ريتشاردز (بيدرو باسكال) وسو ستورم (فانيسا كيربي) كثنائي خارق يُجسّد العلاقة النموذجية، وبين غريم (إيبون موس-باخراك) وجوني ستورم (جوزيف كوين) كثنائي ثالث ورابع مرح ومشاكس.

 

لكنّ الأجواء العائلية لا تلبث أن تتعكّر بوصول الكائن الغامض «سيلفر سيرفر» (جوليا غارنر)، التي تُعلن أنّ إلهاً يلتهم الكواكب يُدعى «غالاكتوس» (رالف إينيسون) في طريقه لتدمير الأرض، ما يدفع الرباعي فجأة للانطلاق إلى الفضاء لمواجهته.

 

كل ذلك يُنتج مقدّمة يُشعرك إيقاعها ونبرتها وكأنّها مبنية على أسس فيلم سابق. غالباً ما نجد أنفسنا نتساءل مَن هم هؤلاء الأبطال الأربعة بالضبط، ولماذا يجب علينا أن نؤمن بصدقهم العاطفي أو الكوميدي كعائلة.

 

ليُقنعنا الفيلم، يعتمد بشكل أساسي على بريق هذا العالم القديم الجديد، وأداء الطاقم التمثيلي الراقي (على رغم من أنّ الأداء كان متفاوتاً باستثناء موس-باخراك)، وعلى ما لدى المشاهد من معرفة سابقة، ولو ضئيلة، بأيقونات الأبطال الأربعة، لتقوم بذلك بكل الجهد المطلوب.

 

ومع ذلك، فإنّ هذه العناصر تكون كافية أحياناً لجعل الرحلة سلسة بما يكفي، وقد تصل أحياناً إلى مستوى من الإثارة. والأهم، هو الشعور بالارتياح من أنّ الفيلم مهتم فعلاً ببناء هوية جمالية وموضوعية خاصة به، من دون أن تُحرّكه خيوط غير مرئية تابعة لعالم «مارفل» السينمائي الممتد.

 

ومن اللافت أنّ الفيلم، في جوهره، دراما عائلية تتنكّر في هيئة فيلم أبطال خارقين. يبدأ First Steps باكتشاف «سو» أنّها حامل، ويتتبّع استعدادات العائلة ومخاوفها من وصول الطفل. وسرعان ما يتجاوز الأمر توقعاتهم: فعندما يواجه الطاقم «غالاكتوس»، يرى في الطفل القادم قوى استثنائية، ويقترح مقايضته بحياة الأرض.

 

وهنا يتشكّل أخيراً دور «ريد» الذي يُجسّده باسكال، وبدا في البداية مجرّد نموذج كرتوني لأكثر الرجال وسامةً وذكاءً ورباطة جأش. نعم، ريد هو تجسيد للكمال، لكن ماذا يحدث عندما يجد البطل الذي يستطيع إنقاذ الجميع نفسه عاجزاً عن التنبّؤ أو الحماية حين يتعلّق الأمر بمَن يحبهم أكثر من أي شيء؟

 

يقول ريد في لحظة مخاطباً ابنه الرضيع: «كلما نظرتُ إليك أكثر، عرفتُ أقل. وكلّما عرفتُ أقل، شعرتُ بخوف أكبر». عرضُ غالاكتوس (إمّا تدمير العالم أو فقدان الطفل) ليس مجرّد صفقة، بل مجاز عن الأبوة: أن تُنجب طفلاً هو أن تدرك فجأةً خوفاً لا يمكن تصوّره من الفقد، وما هذا الخوف سوى الشعور باحتمال خسارة العالم بأسره؟ هكذا، يُدرك الفيلم أنّ أقصى الرهانات في قصص الأبطال الخارقين ليست كونية بل إنسانية حميمة.

 

بمعنى آخر، هناك الكثير من العناصر الجيدة بمفردها، لكنّها لا تتضافر تماماً لتُنتج كُلاً أعظم من مجموع أجزائه. ومع ذلك، تبقى هذه خطوات أولى في مسار جديد ومنعش لـ»مارفل»، حتى لو لم تكن خطوات مثالية.

theme::common.loader_icon