هل نحتاج فعلاً إلى شرب الإلكتروليتات؟
هل نحتاج فعلاً إلى شرب الإلكتروليتات؟
Thursday, 24-Jul-2025 07:08

مع تزايد المنتجات التي تُقدِّم الإلكتروليتات على شكل مشروبات، مساحيق، أو أقراص، تتعاظم التساؤلات حول فائدتها الفعلية في ترطيب الجسم.

يُقدَّر حجم سوق هذه المنتجات في عام 2024 بنحو 38 مليار دولار، وتروَّج غالباً على أنّها تعزّز الأداء، الصحة، واللياقة. لكن، هل يحتاج الإنسان العادي فعلاً إلى كل هذه الإلكتروليتات؟

 

الإلكتروليتات هي معادن مثل الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، والمغنيسيوم، تحمل شحنات كهربائية وتتحكّم بكيفية توزيع الماء في الجسم.

تشرح د. آيمي ويست، طبيبة في طب الرياضة، إنّها أساسية في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، وتنظيم ضغط الدم، دقات القلب، ووظيفة العضلات والأعصاب.

 

لكن هذه المعادن ليست حكراً على المشروبات الرياضية. فالموز يحتوي على البوتاسيوم، والبريتزل مغطى بالصوديوم.

ومع التعرّق، نفقد كميات من السوائل والإلكتروليتات. وإذا بلغ الفقد حداً كبيراً، كما في حالات الإسهال الشديد، يُصبح من الضروري تعويض الاثنَين باستخدام محاليل خاصة مثل «بيديالايت»، الغني بالصوديوم والبوتاسيوم أكثر من المشروبات الرياضية.

 

أمّا خلال التمارين المعتادة - حتى لو كانت في طقس حار - فإنّ شرب الماء عند الشعور بالعطش كافٍ للحفاظ على الترطيب.

صحيح أنّ السكّريات في المشروبات الرياضية قد تُفيد الرياضيِّين المحترفين في الحفاظ على طاقتهم، لكنّ محتوى الإلكتروليتات غالباً لا يُغيِّر الكثير.

 

في الماضي، كان يُوصى بالمشروبات الغنية بالصوديوم لكل تمرين يدوم أكثر من ساعة، لكنّ الأبحاث الحديثة أظهرت أنّ الجسم قادر على الحفاظ على تركيز الصوديوم في الدم، حتى مع التعرّق.

 

كما أنّ دراسات متعدّدة لم تجد فرقاً واضحاً في الأداء بين مَن يشربون ماء فقط ومَن يستهلكون مشروبات مع إلكتروليتات، حتى في ظروف قاسية.

 

ويؤكّد خبراء أنّ معظم الناس يعوّضون الإلكتروليتات المفقودة عبر الطعام اليومي. وإذا شعر الشخص بعوارض الجفاف بعد أيام طويلة في الحرّ، قد يكون من المفيد اللجوء إلى مُكمِّل أو مشروب رياضي، بشرط غياب مشاكل صحية مزمنة.

 

في حالات نادرة، قد يؤدّي شرب كمّيات كبيرة من السوائل من دون صوديوم كافٍ إلى «نقص صوديوم الدم»، وهي حالة خطرة يمكن أن تُسبِّب التعب، الغثيان، وحتى الوفاة.

 

وللمفارقة، أنّ معظم المشروبات الرياضية لا تحتوي على ما يكفي من الصوديوم لمنع هذه الحالة.

من ناحية المخاطر، لا ضرر كبيراً من استهلاك هذه المنتجات لدى الأصحاء. لكنّها، كغيرها من المكمّلات، تخضع إلى تنظيم ضعيف، وقد تحتوي على ملوّثات.

 

وعلى رغم من مزاعم الشركات، يجب النظر بعَين الشك إلى هذه المنتجات التي تُستخدم الإلكتروليتات فيها كسلاح تسويقي أكثر منها حاجة فعلية.

theme::common.loader_icon