أعادت أعمال العنف في محافظة السويداء بين مجموعات من القبائل البدوية وأبناء الطائفة الدرزية، المخاوف من اندلاع صراع طائفي، وجذبت هجمات إسرائيلية، قبل أن يُعلن عن وقف إطلاق نار يوم السبت.
في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار يهدف إلى إعادة الهدوء إلى محافظة السويداء في جنوب سوريا، أعلنت الحكومة السورية أمس، أنّها تُجلي مئات العائلات من القبائل البدوية من المنطقة، وذلك بعد أكثر من أسبوع من الاشتباكات الدامية.
كذلك، أعلنت الحكومة أنّها نشرت عناصر أمنية في جميع أنحاء المحافظة لتأمين المنطقة وحماية المدنيِّين. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة مقرّها بريطانيا، فقد قُتل أكثر من 1100 شخص خلال 8 أيام من العنف.
واندلعت الاشتباكات، بين مجموعات مسلحة من القبائل البدوية والطائفة الدرزية، في وقت سابق من هذا الشهر، ما أعاد إلى الأذهان المخاوف من اندلاع أعمال عنف طائفي واسعة النطاق واعتداءات ضدّ الأقليات الدينية.
وقد استدرجت أعمال العنف إسرائيل المجاورة، التي شنّت عدة ضربات جوية على أهداف تابعة للحكومة السورية في العاصمة دمشق، قائلة إنّها تتحرّك لحماية الطائفة الدرزية.
وأعلنت الحكومة السورية يوم السبت التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وأعادت نشر قواتها في محافظة السويداء بعد انسحاب موقت منها، وذلك من أجل إخماد الاشتباكات المتجدّدة بين الطرفَين. وكان قد أُعلن عن وقف لإطلاق النار يوم الأربعاء، إلّا أنّ الاشتباكات استمرّت.
وفي خطاب متلفز يوم السبت، وصف الرئيس السوري أحمد الشرع سفك الدماء الأخير بأنّه «منعطف خطير» بالنسبة إلى بلاده، مضيفاً أنّ «التدخّل الإسرائيلي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تُهدّد استقرارها».
وبقي الوضع متوتراً حتى مع مغادرة العائلات البدوية المحافظة في سيارات خاصة وحافلات حكومية، إذ استمر القتال المتقطع يوم أمس، بحسب المرصد.
وأوضحت الحكومة السورية، أنّ العائلات التي يتمّ إجلاؤها كانت محاصرة في مركز محافظة السويداء. وقد نُقلت إلى محافظة درعا المجاورة.
وأكّد العميد أحمد الدلاتي، قائد في قوات الأمن الداخلي في السويداء، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية: «نؤكّد التزامنا الكامل بتأمين خروج كل مَن يرغب في مغادرة محافظة السويداء، وسنوفّر إمكانية الدخول لِمَن يرغب في ذلك».
وأوضح العميد الدلاتي، أنّ طَوقاً أمنياً فُرض حول السويداء لتأمين المنطقة بعد وصول مجموعات مسلحة قبلية من مناطق أخرى في سوريا للمشاركة في الاشتباكات.
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أنّ الحكومة كانت تُجبر العائلات البدوية على المغادرة من أجل سلامتهم، بعدما أصبحوا عالقين في العنف بين الجماعات المسلحة. مضيفاً البابا: «لقد تحوّلوا إلى رهائن في مناطقهم، ممّا أبطأ حركة قوات الحكومة على الأرض».
ووصف الصراع بين الدروز والقبائل البدوية في المنطقة بأنّه يعود لعقود، ويتمحور حول حقوق الأراضي.