بعد راشفورد، ملحمة «فرقة القنبلة» إلى تسوية في مانشستر
بعد راشفورد، ملحمة «فرقة القنبلة» إلى تسوية في مانشستر
آندي ميتن- نيويورك تايمز
Tuesday, 22-Jul-2025 07:01

كارينغتون موس، المستنقع الخصب المسطّح الذي تنتشر فيه أعمدة الكهرباء، حيث افتتح مانشستر يونايتد مركزه التدريبي الجديد عام 2000، كان في السابق مكبّاً للنفايات. ولا يزال يتخلّص من الأعباء على أطراف الضواحي الغربية لمانشستر، لكنّ ما يُرمى جانباً اليوم هم لاعبو كرة القدم.

إنّه مشهد لا يبعث على الفخر، ولا أحد كان يرغب في الوصول إليه، خصوصاً حين يحدث أمام العلن وتحتمل فيه روايات متعدّدة لـ«الحقيقة». لكن من المفهوم لماذا يتدرّب 5 لاعبين، وسرعان ما يصبحون 4، بعيداً من المجموعة الرئيسية.

 

أليخاندرو غارناتشو، أنطوني، تايريل مالاسيا وجايدون سانشو، يُشكّلون ما يُعرف في مصطلحات كرة القدم بـ«فرقة القنبلة»، أي الذين لم يَعُد لهم مستقبل مع النادي المعني. وكان ماركوس راشفورد ضمن هذه المجموعة أيضاً، لكنّه في طريقه إلى برشلونة بعد الاتفاق على صفقة إعارة.

 

من وجهة نظر يونايتد، فإنّه يشعر أنّ اللاعبين الخمسة أبدوا بشكل واضح رغبتهم في استكشاف مستقبل بعيداً من «أولد ترافورد». وقرّر المدرب روبن أموريم أنّه لا يُريد أن يكونوا مع الفريق في بداية فترة التحضيرات للموسم الجديد، ويحظى بدعم من محيطه. فهو صاحب القرار ويتصرّف بما يراه مناسباً لفريقه.

 

في موسمه التحضيري الأول، يحاول أموريم (40 عاماً) بناء ثقافة وأسلوب لعب، بعدما تولّى المهمّة في تشرين الثاني. فأي فائدة من إدخال عناصر سلبية أو مثيرة للشكوك في أول 6 أسابيع من الإعداد؟

 

هل يمكن الوثوق بأنّ اللاعبين المُبعَدين سيتصرّفون بإيجابية واحترافية وروح جماعية؟ هل القائد برونو فرنانديش، أو مدير كرة القدم جايسون ويلكوكس، أو المدرب أموريم، سيطالبون بإدماج هؤلاء في التدريبات، بحجة أنّ ذلك يصبّ في مصلحة يونايتد؟ أشكّ في ذلك.

 

من المحتمل أيضاً أن يتساءل باقي اللاعبين: «لماذا هم في التدريبات إذا كانوا سيرحلون؟ لماذا يطّلعون على الخطط التكتيكية؟ ولماذا يعملون على خطط لن يشاركوا فيها؟».

 

التركيز بالنسبة إلى هؤلاء الخمسة أصبح منصبّاً على أنفسهم. جماهير يونايتد أرادت لهم النجاح ودعمتهم، لكنّهم لم يعودوا مَحبوبين.

 

تألّق راشفورد في مراحل مختلفة خلال مسيرته الممتدة لـ9 سنوات مع يونايتد، أمّا الآخرون فكانت لهم لحظاتهم أيضاً. لكن لو كانت صفقاتهم ناجحة، لما كانوا في هذا الموقف اليوم، لتُشكّل رواتبهم المرتفعة العقبة الأكبر أمام رحيلهم.

 

من زاوية أخرى، طلب النادي من راشفورد، غارناتشو، أنتوني، مالاسيا وسانشو أن يتدربوا فقط بعد الساعة الخامسة مساءً، في رسالة واضحة بأنّ لا طريق للعودة، على الأقل في ظل الجهاز الفني الحالي.

 

هناك بدائل لهذا السيناريو. يمكن لأموريم أن يستخدم بعضهم في المباريات الودية التحضيرية خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، وربما تؤدّي العروض الجيدة إلى جذب اهتمام أندية أخرى، فهم جميعاً موهوبون. لكنّ النادي قرّر أن يعتمد نهجاً أكثر صرامة ووضوحاً. هذا لا يجعل عملية البيع أسهل، لأنّ الجميع يعرف أنّ يونايتد يُريد التخلّص منهم.

 

على النادي أن يتصرّف بحذر من الناحية التعاقدية والقانونية، وأوضح أنّه يمكنهم استخدام المرافق الطبية ومرافق التأهيل في كارينغتون. أمّا العزل والتدريب بعيداً من الفريق الأول، فهو أمر مألوف في كرة القدم.

 

الوضع يختلف قليلاً من لاعب إلى آخر، وبعض الحالات تنطوي على جوانب إيجابية للبيع. يتمتّع مالاسيا، صديق راشفورد المقرّب، بـ Profile منخفض وراتب متدنٍ نسبياً. وهو لاعب أعسر من النوعية المطلوبة.

 

استُقدِم غارناتشو بمبلغ زهيد، لذا فإنّ بيعه سيمثّل ربحاً شبه صافٍ للنادي. أنطوني كلّف ثروة، لكنّه تألق مع ريال بيتيس خلال إعارته. أمّا سانشو (25 عاماً)، فلا يزال يملك الفرصة لاستعادة المستوى الذي جعله أحد أبرز الأجنحة في أوروبا.

 

هل يمكن تغيير الوضع القائم؟ يمكن لأموريم أن يُغيِّر رأيه، لكنّ ذلك غير مرجّح. ويمكن أن يُقال من منصبه، لكنّ ذلك أيضاً غير محتمل. وبافتراض أنّ اللاعبين يرغبون في اللعب، يمكنهم خفض رواتبهم لتسهيل الانتقال، وقد يشعرون بسعادة أكبر كأساسيِّين في فرق جديدة، حتى لو بأجور أقل.

 

لكن ليس ذنبهم أنهم وُعِدوا ووقّعوا عقوداً مربحة مع يونايتد. لذلك قد يُقرّر بعضهم التشبّث بمواقفهم، فيما تبقى النتيجة غير واضحة سوى حصولهم على مستحقاتهم المالية وفق نصوص العقود.

 

سأل The Athletic أحد المدراء الرياضيِّين الكبار عن رأيه بطريقة «فرقة القنبلة»، بشرط عدم كشف هويته للحفاظ على علاقاته، فأجاب: «وكلاء اللاعبين يتواصلون مع الأندية المهتمة. وقد تقول تلك الأندية: يمكننا دفع 20 إلى 30 مليون جنيه كرسوم. إذا استطعتم تخفيض المبلغ، يمكننا عندها دفع الراتب المطلوب وأتعاب الوكيل أيضاً. هناك سوق للاعبين بقيمة 20 إلى 25 مليون. لكنّ الأمور تصبح أكثر تعقيداً فوق هذا السقف. هناك حاجة إلى تسوية، وهذه يمكن أن تأخذ أشكالاً متعدّدة، ليس فقط من خلال خفض الأرقام. يمكن للأندية أن تدفع على أقساط، أو على مدى زمني أطول، أو أن تكون هناك تسويات في المكافآت».

 

في حالة راشفورد، لم يتمكن يونايتد من بيعه، لكنّه يتقاضى أحد أعلى الرواتب، ويُفترَض أن يُغطّيها برشلونة خلال فترة إعارته، وهي صفقة تبدو مناسبة لجميع الأطراف. أمّا البقية، فالوقت يمرّ نحو يوم الإقفال. حالياً، قد تكون الأندية المهتمة في وضع مريح وتقول: «لا بأس، لا يزال أمامنا 6 أسابيع»، لكن كلما طال الانتظار، زادت احتمالية أن يوقّع هدفهم، أو هدف يونايتد، مع نادٍ آخر.

 

السيناريو الأسوأ هو أن تصل الأمور مع الرباعي المتبقي إلى اليوم الأخير من نافذة الانتقالات، في 1 أيلول، أو ما هو أسوأ، ألّا تُنجز صفقاتهم. السوق التركي يُغلق بعد 12 يوماً من السوق الإنكليزي، وغالباً ما تشتري أنديته لاعبين من الدوري الممتاز، لذا قد تكون هذه فرصة أخيرة. لكن هناك أكثر من 50 لاعباً من الـ«بريميرليغ» بلا عقود حالياً ويبحثون عن خياراتهم، لذا ليس بإمكان الجميع الانتظار. والنتيجة الأكثر ترجيحاً هي: التسوية.

theme::common.loader_icon