على وقع احداث السويداء، وقبيل عودة الموفد الاميركي توم براك الاسبوع المقبل، شهد الداخل اللبناني نشاطاً واسع على مستويات اللقاءات والاتصالات بين المسؤولين السياسيين والروحيين، لمناقشة الأوضاع الداخلية والتطورات الإقليمية.
فقد استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري لبحث الأوضاع العامة والتطورات الراهنة. وترأس في قصر بعبدا اجتماعاً وزارياً وأمنياً خصص لمناقشة أوضاع السجون، لا سيما الاكتظاظ نتيجة ارتفاع عدد السجناء، من بينهم السوريين، والإجراءات القانونية اللازمة لمعالجتها بسرعة.
وفي سياق آخر، تركز الاتصالات الداخلية على منع تطور المواجهات في السويداء السورية إلى لبنان. اذ اجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، اتصالاً بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، مشيداً بدور المرجعيات الروحية في تهدئة النفوس والحفاظ على السلم الأهلي، مع تأكيد على ضرورة وحدة سوريا ونبذ الانقسامات.
كما تلقى أبي المنى اتصالاً من مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، أكد خلاله على وحدة الأخوة الإسلامية والوطنية، معربين عن أسفهما للأحداث في السويداء، وداعيين لعدم الانجرار إلى خطابات تحريضية أو تدخلات خارجية تؤدي إلى زعزعة الوحدة.
في الموازٍة، دعا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى الحوار ووقف إطلاق النار في السويداء، معربا عن أسفه لاحتدام الأزمة، مطالباً بمحاسبة المعتدين الإسرائيليين على سوريا ولبنان، ورفض الدعوات إلى قطع الطرقات.
أما الشيخ سامي أبي المنى، فحمل الحكومة السورية مسؤولية تدهور الأوضاع في السويداء، مؤكدًا على ضرورة معالجة الأزمة ورفض التقسيم، مع تأكيده على التضامن مع الأهالي.
أمنيا، أصدرت قيادة الجيش بياناً أكد أن لبنان يواجه تحديات كبيرة من ضمنها اعتداءات إسرائيلية على السيادة، والتحديات الداخلية، مشددة على ضرورة وحدة اللبنانيين والتضامن للحفاظ على الأمن والسلم الأهلي، ورفض أي أعمال من شأنها زعزعة الأمان الوطني.
اقليميا، أعلنت القبائل العربية في سوريا النفير العام لنجدة عشائر البدو في السويداء، ودارت اشتباكات بين مسلحين من العشائر ومقاتلين دروز في محيط السويداء.
أتت هذه التطورات، في وقت نفى فيه المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية تقارير عن انتشار قوات حكومية في محافظة السويداء.
وكانت وزارة الداخلية السورية أكدت أن قوات الأمن في حالة جاهزية طبيعية دون أي تحرك أو انتشار في محافظة السويداء.
من جهته، قال مصدر سياسي إسرائيلي إن إسرائيل "ستسمح بدخول محدود للقوات السورية إلى السويداء خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة".
في سياق منفصل، حذرت حركة حماس من أنها لن توافق على هدنة موقتة في المستقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال المفاوضات الجارية، متهمة إسرائيل بالتعنت. وكشفت أن استراتيجية الجناح العسكري لحماس في هذه المرحلة هي "تنفيذ عمليات نوعية والسعي لأسر جنود" إسرائيليين.
على خطّ آخر، حمّل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الولايات المتحدة مسؤولية فشل الاتفاق النووي، داعيا أوروبا إلى الكفّ عن سياسة الضغط.
هذا وأقر وزير الاستخبارات الإيراني بوجود عمليات اختراق في بلاده واختراق إيراني داخل إسرائيل، مشيراً إلى أن هذه الأنشطة "كانت قائمة في السابق وستبقى مستمرة".
دوليا، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن الولايات المتحدة لم تدعم الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا. وقالت إن بلادها تتواصل مع كل من إسرائيل وسوريا على أعلى المستويات لنزع فتيل الأزمة وتعزيز السلام الدائم.
في غضون ذلك، أشار مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر، إلى ان اتفاقا بشأن غزة بات قريبا.
على مقلب آخر، فرض الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات على روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا تشمل خفض سعر النفط الروسي الموجه للتصدير.
وقلّل الكرملين من تأثير العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الاقتصاد الروسي ووصفها بأنّها "غير قانونية" مؤكدا في الوقت ذاته أنّها ستؤدي إلى نتائج عكسية.