كشفت تقارير علمية وطبية نشرتها كبرى الصحف والمجلات العالمية، لـ New York Times وThe Guardian وScientific American، عن مخاطر صحية جدّية مرتبطة بمنتجات طلاء الأظافر، تتجاوز البُعد الجمالي، لتطرح تساؤلات جدّية حول سلامة مكوّناتها وتأثيرها على الجسم، وخصوصاً على المدى الطويل.
فبحسب دراسة حديثة نشرتها مجلة Environmental Health Perspectives، فإنّ بعض أنواع طلاء الأظافر تحتوي على مركّبات كيميائية مصنّفة ضمن ما يُعرف بـ«الثلاثي السام» (Toxic Trio)، وهي مواد «ديبوتيل فثالات» (DBP)، «تولوين»، و«فورمالديهايد».
هذه المواد ترتبط مباشرة باضطرابات هرمونية وأمراض خطيرة مثل السرطان، وتُستخدم لتحسين مرونة الطلاء ولمعانه وثباته، على رغم من تحذيرات الأوساط الطبية والبيئية منها.
مادة DBP، وهي إحدى مشتقات الفثالات، ثبُتَ في أبحاث عدة أنّها تؤثر على نظام الغدد الصماء، ما يؤدّي إلى اضطرابات هرمونية ومشاكل في الخصوبة، فضلاً عن آثار سلبية على الكبد.
كما أشار تقرير لوكالة «رويترز الصحية» إلى أنّ التعرّض المستمر لهذه المادة قد يكون له دور في زيادة معدّلات التشوّهات الخلقية.
أمّا التولوين، الذي يُستخدم لإذابة المكوّنات ومنح الطلاء ملمساً ناعماً، فقد ربطته دراسات نشرتها Harvard Health Publishing بمشاكل عصبية مثل الصداع وفقدان التركيز، بالإضافة إلى اضطرابات في الجهاز التنفسي، خصوصاً لدى العاملات في صالونات التجميل. كما أنّ له تأثيراً محتملاً على نمو الجنين لدى النساء الحوامل.
وتزداد المخاوف مع وجود الفورمالديهايد، المصنّف رسمياً كمادة مسرطنة من قِبل منظمة الصحة العالمية. وتشير أبحاث إلى صلته بسرطان الدم وسرطان الحنجرة وأمراض تنفسية حادة مثل الربو.
من جهة أخرى، أظهرت دراسات أنّ مادة الكافور، على رغم من كونها أقل شهرة، يمكن أن تُسبِّب تهيّج الجلد، حساسية، دوخة وغثيان لدى بعض الأشخاص، خصوصاً عند استخدام الطلاء في أماكن سيّئة التهوية.
هذه الحقائق دفعت العديد من الجهات الرقابية، خصوصاً في الاتحاد الأوروبي، إلى فرض قيود مشدّدة على استخدام بعض هذه المواد، كما بدأت شركات تجميل كبرى بالتحوّل إلى منتجات «خالية من السموم». لكنّ التحدّي الأكبر يبقى في توعية المستهلكين بمخاطر هذه المركبات ودفع السوق نحو بدائل آمنة فعلاً، لا فقط دعائية.