التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس جمهورية قبرص Nikos Christodoulides في القصر الرئاسي القبرصي.
وشدد الرئيس القبرصي Nikos Christodoulides خلال لقائه الرئيس عون على "دور لبنان في المنطقة وأهميته بالنسبة إلى أوروبا، و عمق العلاقات اللبنانية–القبرصية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات".
من جهته، عبّر الرئيس عون عن "سعادته بزيارة قبرص وبحث مواضيع ذات اهتمام مشترك".
وفي مؤتمر صحافي مشترك، ألقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع رئيس قبرص الكلمة الآتية:
"بعد أحدَ عشرَ يوماً بالتمام، تحتفلون بالذكرى الواحدة والخمسين لولادةِ دولةِ قبرصَ الحديثة ... لكنّ العلاقاتِ بين بلدينا وشعبينا، عمرُها قرونٌ طويلة لأننا كنا منذ نحوِ ألفِ سنة، شبهَ توأمين يجمعُنا - ولا يفصلُنا - هذا الأبيضُ المتوسط. منذُ القرونِ الوسطى، جمعتنا سياقاتُ الجغرافيا والتاريخ لأننا كنا معاً، ممرّاً لزحفِ الإمبراطورياتِ للتوسّعِ والنفوذ ووُجدنا معاً على طرقِ التجارة العالمية في كلِ الأزمنة، فصرنا معاً، محطَّ مصالحَ وحساباتِ سيطرةٍ ونفوذ . وفي المقابل، تحوّلنا معاً، مستقراً لكلِ من يسعى إلى السلامِ والحرية وهذا هو أكثرُ ما يجمعُنا اليوم وهذا هو أعمقُ ما نريدُه لبلدينا ولشعبينا ولمنطقتِنا وللعالم. السلامُ العادل، عبرَ الحوار، لتبادلِ كلِ الحقوق والحرية المسؤولة، الحاضنة لكلِ ازدهارٍ وإبداعٍ، وتطورٍ لحياةِ البشرِ وخيرِهم ".
أضاف: "السيد الرئيس، نحن نؤمنُ أنّ ما يجمعُه التاريخُ والجغرافيا، لا تفرّقُه الأرقامُ والأعدادُ والحسابات، من أيِ نوعٍ كانت وهذا ما أثبتته هجراتُنا المتبادلة منذُ قرون، فكلما هبّتْ لدى أيٍ منا عاصفةٌ وجدَ كلٌ منا ملجأً كريماً لدى الآخر حتى صرنا بلدين وشعبين، كلُ ما بينهما، قضايا مشتركة، البحرُ ومسألةُ حدودِه، قضية مشتركة، مأساةُ هجراتِ البائسين من منطقتنا، قضية مشتركة حتى أحرامُ الجامعاتِ اللبنانية هنا، وكابلاتُ الإنترنت بيننا، والتي تؤمّنُ تواصلَ العلمِ والمعلومة بيننا، قضايا مشتركة ويجمعُنا خصوصاً عشراتُ آلافِ اللبنانيين، المقيمين هنا، في أرضِ بوابتِنا إلى أوروبا والغرب والمجنّدين ليفتحوا لقبرصَ بوابةَ لبنانَ صوبَ الشمس".
وتابع: "السيد الرئيس، يعودُ اسمُ قبرص لغوياً، إلى معدنِ النحاسِ الصلبِ الثمين ويعودُ اسمُ لبنانَ إلى البخورِ الزكيّ المقدّس والاثنان معاً، أعطيا العالم، الأداةَ لنشرِ عطرِ الرجاء وهذا ما نعملُ له معاً، كلَ يوم. عاشت قبرص عاش لبنان".
بدوره، أشار الرّئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، إلى "أنّنا ندعم لبنان ونقدّر جهود الرّئيس عون، وقبرص بالقول وبالفعل هي الدّاعم المتحمّس لتوطيد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان".
وأكّد أنّ "موقفنا واضح ونحن ندعم استقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان، وقبرص ليست فقط رفيق درب فهي تقوم بدور رائد في العلاقات بين الإتحاد الأوروبي ولبنان وتعدّ سفيرًا للبنان لدى الإتحاد".
وشدّد على أنّ "رخاء لبنان واستقراره هو ذات أهميّة استراتيجيّة بالنّسبة لقبرص، وهذه الرّسالة الّتي نرسلها إلى بروكسل، واستقرار لبنان ليس لمصلحة قبرص فقط بل لمصلحة الاتحاد الأوروبي أيضًا".
ثم انتقل الرئيسان عون وخريستودوليدس الى مبنى بلدية نيقوسيا، حيث كان في استقبالهما رئيس البلدية Charalambos Prountzos الذي رحب بالرئيس عون في قبرص قبل ان يرافقه والرئيس القبرصي في جولة في الخط الاخضر الذي يشكل منطقة عازلة تفصل بين القسمين الشمالي والجنوبي من الجزيرة ويمتد عبر العاصمة نيقوسيا.
بعد ذلك، عاد الرئيس عون والرئيس خريستودوليدس الى القصر الرئاسي حيث اقام الرئيس القبرصي مأدبة غداء على شرف نظيره اللبناني في القاعة الوزارية، استكملت في خلالها المحادثات حول القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.
بعد انتهاء المؤتمر الصحافي المشترك، جال الرئيس اللبناني والرئيس القبرصي على "الخط الأخضر" الذي يشكّل منطقة عازلة تفصل بين القسمين الجنوبي والشمالي من #قبرص، ويمتد عبر العاصمة #نيقوسيا. وتلت الجولة مأدبة غداء عمل أقامها الرئيس القبرصي تكريماً لضيفه الرئيس اللبناني والوفد المرافق. pic.twitter.com/0x3iWQezu9
— Al Joumhouria (@aljoumhouria) July 9, 2025
وكان الرئيس عون وصل إلى القصر الرئاسي حيث استقبله الرئيس القبرصي، وجرى عرض لحرس الشرف، ثم وضع إكليلاً من الزهر على نصب الرئيس مكاريوس.