تحت ضوء متسامح، يبدو فيلم Hot Milk كأنّه كوميديا سوريالية عن امرأة بريطانية تبلغ من العمر 25 عاماً مكتئبة للغاية لدرجة أنّها لا تستطيع إنهاء أطروحتها.

تعيش صوفيا (إيما ماكي) مع والدتها، روز (فايونا شو)، في جنوب إسبانيا. فتيات يتدرّبن على الفلامنكو قرب الشاطئ الصخري، حيث تغرق صوفيا في عزلتها، وكلب الجيران، المربوط على سطح المنزل، لا يتوقف عن النباح.

ذات يوم، تدخل إنغريد (فيكي كريبس)، فتاة ألمانية مزدوجة الميول الجنسية من نوع «الفتاة الحالمة والمشاكسة التي تركب الخيل»، إلى حياة صوفيا وتقتحم دفاعاتها بسرعة وبأسلوب مغازلتها الغريب والمزعج.

كيف يُفترض بنا أن نردّ الفعل، على سبيل المثال، عندما تستمتع المرأتان بليلة غرامية مزاجية تحت ضوء القمر، ثم تعلن إنغريد هامسةً أنّها قتلت شخصاً في السابق؟

خيارات محيّرة كهذه تجعل من Hot Milk، أول تجربة إخراجية للكاتبة المسرحية وكاتبة السيناريو ريبيكا لينكيفيتش، عملاً يصعب أخذه على محمل الجدّ.

الفيلم، المقتبس عن رواية ديبورا ليفي التي تحمل الاسم نفسه، هو خلط نغمي فوضوي، ما يجعل مِحوَر القصة المقصود - العلاقة السامة والاعتمادية بين صوفيا وروز - يبدو مفاجئاً عندما يتسلّم زمام السرد أخيراً.

تتواجد الأم وابنتها في إسبانيا إلى أجل غير مسمّى لمقابلة الطبيب الشهير غوميز (فينسنت بيريز). روز عاجزة عن المشي بطريقة غامضة، لكن مع تقدّم علاجها لدى الطبيب، يبدو أنّ إعاقتها مرتبطة بمسائل نفسية أغرب - وربما، برغبة في السيطرة على صوفيا.

على الأقل، شو تحضر بشخصية ساحرة وخطيرة، إذ تُخفي ثرثرتها البريئة على ما يبدو صدمة عميقة وقسوة. أمّا ماكي، فعلى رغم من ومضات القوة في أدائها، تبدو غير مناسبة للدور. فهي جميلة ومضطربة، لكنّ صوفيا التي تُجسّدها لا تحمل الأبعاد النفسية للقصة. يجد الفيلم توازنه في نهاية المطاف، لكنّ الرحلة إليه قد تجعلك تفقد الاهتمام.