Ponyboi: ثمن العيش بصدق
Ponyboi: ثمن العيش بصدق
كريس أزوباردي- نيويورك تايمز
Saturday, 05-Jul-2025 06:52

في هذا الفيلم القاسي من إخراج ريفر غالو، على شخصية إنترسكس أن تتنقل بين رجال العصابات في نيوجيرسي والخيانة المزدوجة.

تُقلب الرموز الكلاسيكية لأفلام النوار الجديدة رأساً على عقب، بفعل بطل غير تقليدي ونادر في فيلم Ponyboi، وذلك بفضل الشخصية التي يحمل الفيلم اسمها: عامل جنس إنترسكس.
وظيفة بوني بوي في تلبية حاجات الزبائن الدائمين هي ضرورة محفوفة بالمخاطر، تتيح له الوصول إلى الهرمونات التي تمكّنه من الحفاظ على هويّته الذكورية.
هذه الهرمونات يزوّده بها فيني (الذي يؤدّي دوره ديلان أوبراين، بأسلوب متقن التبجّح)، وهو قواد يُدير شبكة دعارة من مغسلة ملابس في نيوجيرسي. ومن غير المستغرب، أنّ جريمة قتل ذات رهانات عالية تقع، ما يضطرّ بوني بوي (ريفر غالو، كاتب السيناريو أيضًا) إلى مواجهة ثمن العيش على حقيقته.
علاقة متصدّعة مع والده تطارده منذ البداية. ففي أحد المشاهد الاسترجاعية، يستيقظ بوني بوي فجأة بعدما تذكّر والده يضع قبّعة راعي بقر على رأسه ويَعِده بأنّه سيكبر ليصبح «رجلاً قوياً وعظيماً».
وسط هذه المظاهر الذكورية الفجّة، يظهر بروس (الذي يؤدّي دوره موراي بارتليت). ويبدو أنّ بروس استُدعيَ من خيال بوني بوي، إذ يمثل تجسيداً متجوّلاً للكرامة الإنسانية، يتحرّك في الفيلم كنسمة باردة في وجه الحرارة اللاهبة. مشاهدهم المشتركة تُعدّ مهرباً مرحّباً به يحمل طابع الحلم.
بإخراج من إستيبان أرانغو، يُحاكي فيلم Ponyboi الأسلوب البصري والسمات الموضوعية لأفلام النوار الإجرامية المبتذلة (تخيّل أفلام مثل Blood Simple وDrive)، من الخيانات المزدوجة إلى ماضٍ يُعذّب بطله المتصلّب.
وما أفضل تعبير عن الرجولة التقليدية القديمة من التباهي الرخيص والانتقامات المتلألئة تحت أضواء النيون؟ لكنّ الأداء الذي يرسّخ مكانة غالو كنجم يصطدم بهذا الشكل من الذكورة المفرطة، ويُعيد تشكيل قواعد النوع السينمائي الذي لطالما ميّز الثنائيات الصارمة بين الجنسَين. إنّ مشاهدة غالو وهو ينتزع مساحة لبوني بوي يُعدّ بحدّ ذاته تعبيراً قوياً عن الذات.

theme::common.loader_icon