تعود الدمية القاتلة المحبوبة ذات الطابع الكامبي في فيلم يحمل بعض التأمّلات حول الذكاء الاصطناعي.
سلسلة أفلام M3gan - لنكن واقعيِّين، نعلم جميعاً أنّ هناك جزءاً ثالثاً بعنوان «3.0» في الطريق - هي نقيض الجدّية تماماً. في عام 2022، لعب الفيلم الأول على الحبكة المجرّبة في أفلام الرعب عن الدمية القاتلة، مضيفاً إليها لمسة الذكاء الاصطناعي.
وقد أصبح على الفور فيلماً كلاسيكياً بطابع «كامبي»، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى مقاطع الإعلان التي تحوّلت إلى «ميمز» انتشرت في كل أنحاء الإنترنت، خصوصاً في الزوايا «الكوِيرية» منه. حتى النقاد أحبوه، على الأرجح لأنّه كان مدركاً تماماً لنوع العبث المبالغ فيه الذي يسعى إليه وانغمس فيه بلا تردّد.
فيلم M3gan 2.0 ليس أكثر جدّية من سابقه، لكنّه يبدو أحياناً وكأنّه يحاول أن يكون كذلك. عندما رأينا جيما (أليسون ويليامز، لا تزال صادقة ورائعة) وابنة أختها المراهقة كادي (فايلوت ماكغرو) آخر مرّة، كانتا تحاولان لملمة شتات حياتهما بعدما دمّرت M3gan، الأندرويد المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي برمجتها جيما لحماية كادي، حياتهما بالكامل بسبب التزامها الأعمى بمهمتها الأساسية.
الآن، بعد عامَين، أصبحت جيما مؤلفة ومدافعة عن التشريعات والتدابير الوقائية في تطوير الذكاء الاصطناعي، وتراقب من كثب استخدام كادي للتكنولوجيا.
تطوّر مثير للاهتمام في فيلم من هذا النوع، لأنّه يبدو وكأنّه يأخذ مخاوف جيما على محمل الجدّ، ويطرح حججاً مقنعة لعدم ترك تطوير الذكاء الاصطناعي بالكامل في أيدي مطوّري التكنولوجيا الجشعين.
أثناء مشاهدتي لـ M3gan 2.0، شعرتُ بأنّ أحدهم قد قام بواجبه، وفكّر في الكيفية التي يمكن أن تعمل بها الخطابات حول تحسين مستقبل البشرية وصنع عالم أفضل كستار دخاني لأهداف أقل نبلاً. وأحياناً، وجدتُ نفسي أفكّر في أنّ هذا الفيلم أكثر ارتباطاً بواقع الذكاء الاصطناعي في عالمنا من أفلام مثل سلسلة «المهمّة المستحيلة».
لكن في النهاية، لا يزال فيلماً عن دمية قاتلة. فجيما، مع زميليها في المختبر (براين جوردان ألفاريز وجين فان إيبس)، لا تزال تطوّر منتجات مصمّمة لمساعدة البشر على التكيّف مع هذا العالم الجديد الشجاع، مثل نوع من الهياكل الخارجية التي تعزّز القدرة على التحمّل والقوة الجسدية.
كما أنّها طوّرت علاقة دافئة نوعاً ما، وإن كانت غامضة، مع أخصائي الأخلاقيات التكنولوجية كريستيان (أريستوتل أثاري). لكن عندما تظهر كسلاح غامض يُدعى أميليا (إيفانا ساخنو) في الخارج، ويبدأ ملياردير (جيرمين كليمنت) في التطفّل على مختبر جيما، يصبح من الواضح أنّ الأمور ستنحرف عن مسارها.
في عودته إلى عالم M3gan، يُعيد كاتب السيناريو والمخرج جيرارد جونستون بعض عناصر الوصفة عينها، وأبرزها عودة الدمية المجنونة المدعومة بالذكاء الاصطناعي (التي أدّتها مرّةً أخرى آمي دونالد وأدّت صوتها جينا ديفيس). لا يزال الفيلم يعجّ بالطابع الكامبي، مع حوارات مصمّمة لتتحوّل إلى «ميمز» مرّة أخرى، والكثير من السخافة المتقنة.
هناك معارك بهلوانية، مشهد راقص، وإشارة ساخرة لمنتج ذكاء اصطناعي فشل فشلاً ذريعاً في العالم الحقيقي.
ولعلّ الحقيقة أنّ هناك الكثير من كل ذلك. فيلم M3gan 2.0 يمتد لساعتَين، لكنّه يبدو وكأنّه بلغ ذروته في الدقيقة الـ 80 - مشكلة في الإيقاع، ناجمة أساساً عن حبكة مزدحمة أكثر من اللازم. للمبالغة مكانها، لكن هنا تتجاوز حدّ الترحيب.
إذا وجدتَ نفسك تفقد التركيز في الفصل الثالث، فإليك شيئاً لتفكّر فيه: كيف ينبغي لنا أن نتعامل مع هَوَس هوليوود بالذكاء الاصطناعي كقوّة مدمّرة؟
من جهة، فإنّ صناعة الترفيه تسير نحو حافة الهاوية الوجودية جزئياً بسبب الذكاء الاصطناعي، الذي يُهدِّد، بسرعته وافتقاده إلى مطالب مثل ساعات العمل العادلة والتأمين الصحي، باستبدال قطاعات واسعة من البشر العاملين في المجال. ومن جهة أخرى، لا تزال الاستوديوهات تُنتِج هذه الأفلام. هل هو قلق؟ إسقاط نفسي؟ تأنيب ضمير؟ أم جهل مطبق؟