تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Clinical Infectious Diseases لعام 2025، إلى أنّ ارتفاع الحرارة وسوء تخزين الأطعمة ساعدا في انتشار فيروسات معوية كـ«نوروفيروس»، المسؤول الأبرز عن التهابات الأمعاء غير البكتيرية في المدن خلال الصيف.

غالبية الإصابات تعود إلى العدوى الفيروسية، وعلى رأسها «نوروفيروس»، الذي ينتقل بسرعة من خلال الماء أو الطعام الملوّث.

كما يُعتبر «روتا فيروس» مُسبِّباً رئيساً للأطفال غير الملقّحين. في المقابل، العدوى البكتيرية مثل سلمونيلّا وE. coli، على رغم من أنّها أقل شيوعاً، إلّا أنّها غالباً ما تكون أكثر حدّة.

وقد تُسجّل أيضاً إصابات طفيلية نتيجة شرب مياه غير نظيفة، كما في حالات Giardia أو Entamoeba.

الفارق الأساس بين النوعَين: الفيروسي يتسمّ بإسهال مائي مفاجئ وغثيان وحرارة خفيفة، ويُشفى خلال أيام قليلة من دون علاج دوائي، فيما تترافق البكتيرية مع حرارة مرتفعة، ألم بطني شديد، ووجود دم أو مخاط في البراز، وتستلزم أحياناً مضادات حيوية بعد تأكيد التشخيص المخبري.

الخطر الأكبر هو الجفاف، خصوصاً لدى الفئات الضعيفة، وتتضمّن علاماته جفاف الفم وقلة التبول. وتشير مراجعة «كوكرين» (2023) إلى أنّ استخدام محاليل الإماهة الفموية قد يُقلّل من دخول المستشفى بنسبة 50%.

الغذاء يلعب دوراً علاجياً مهمّاً. يُنصح بتناول أطعمة سهلة الهضم مثل الشوربة، البطاطا المسلوقة، الموز، والتفاح المبشور، إلى جانب اللبن الغني بالبروبيوتيك. في المقابل، يجب تجنّب الأطعمة الدسمة، الحليب الكامل، والمشروبات السكرية.

أمّا المضادات الحيوية، فهي غير ضرورية في أغلب الحالات الفيروسية، ويُحذَّر من الإفراط في استخدامها. بحسب CDC وWHO، تُستخدم فقط عند وجود أعراض شديدة أو بعد التأكّد من الإصابة البكتيرية.

للوقاية، لا بُدّ من غسل اليدَين، شرب المياه المفلترة، وتعقيم الطعام. ويبقى الوعي المجتمعي والرقابة الصحية خط الدفاع الأول في كبح هذا الانتشار.