التوتر النفسيّ في العمل وخطر السكري!
التوتر النفسيّ في العمل وخطر السكري!
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Tuesday, 01-Jul-2025 06:39

أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Occupational and Environmental Medicine أنّ التوتر النفسي المرتبط بظروف العمل يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. هذه الدراسة التي استندت إلى بيانات وطنية سويدية، ربطت بين الضغوط النفسية في بيئة العمل وبين ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري، ممّا يسلّط الضوء على أهمية الصحة النفسية والبيئة المهنية، كعوامل مؤثرة على مرض السكري.

ماذا تقول الدراسة؟

درس الباحثون علاقة الضغط النفسي المرتبط بالعمل، مثل ضغوط المهام، طول ساعات العمل، وعدم الاستقرار الوظيفي، مع خطر الإصابة بالسكري. ووجدوا أنّ الأشخاص الذين يعانون من توتر نفسي مستمر في العمل لديهم احتمالية أعلى لتطوّر مقاومة الإنسولين والسكّري، وذلك بسبب التأثيرات الفسيولوجية للتوتر على هرمونات الجسم.

 

كيف يؤثر التوتر على خطر السكري؟

التوتر النفسي يرفع من مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يزيد من مقاومة الجسم للأنسولين ويحفّز تراكم الدهون في منطقة البطن. وهذا يرفع من مخاطر ارتفاع السكر في الدم، ويُعدّ عاملاً في تطوّر مرض السكري من النوع الثاني.

 

دور التغذية في مواجهة تأثيرات التوتر على السكري

يمكن للتغذية السليمة أن تلعب دوراً حيَوياً في تخفيف الأضرار الناتجة من التوتر المزمن. تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضروات الملوّنة، يساهم في تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي الناتج من التوتر. كما أنّ الأغذية الغنية بالألياف تساعد في تحسين حساسية الأنسولين، وتنظيم مستويات السكر في الدم.

 

الأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية، مثل الأسماك الدهنية والمكسرات، تعزّز من وظائف المخ وتساعد في تخفيف القلق والتوتر.

 

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر تقليل استهلاك السكريات البسيطة والدهون المشبعة ضرورياً لتجنّب تفاقم مقاومة الأنسولين.

 

نصائح غذائية عملية للتعامل مع التوتر

 

- زيادة تناول الخضروات والفواكه الطازجة، خصوصاً التي تحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل التوت والسبانخ.

- تضمين مصادر أوميغا-3 مثل سمك السلمون، بذور الشيا، والجوز في النظام الغذائي.

- اختيار الحبوب الكاملة والبقوليات لتعزيز الشعور بالشبع وتنظيم السكر.

- تجنّب الأطعمة المصنّعة والسكريات المكرّرة التي ترفع مستويات الالتهاب.

- شرب الماء بانتظام وتقليل الكافيين لتقليل التوتر.

 

تؤكّد الدراسة الجديدة على أنّ التوتر النفسي في بيئة العمل ليس مجرّد تحدٍ نفسي، بل عامل بيولوجي مباشر يزيد من خطر السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، يمكننا حماية أنفسنا عبر مزيج من إدارة التوتر واتباع نظام غذائي صحي يدعم استجابة الجسم، يحسن حساسية الأنسولين، ويُقلّل من الالتهابات.

theme::common.loader_icon