أكونيا يفقد أعصابه في قتال وهزيمة أمام إنتر
أكونيا يفقد أعصابه في قتال وهزيمة أمام إنتر
جاك لانغ، جيمس هورنكاسل، إد ماكي- نيويورك تايمز
Saturday, 28-Jun-2025 06:36

خرج ريفر بليت الأرجنتيني من كأس العالم للأندية بطريقة غير اعتيادية، إذ طُرِد له لاعبَان، وشُوهِد ماركوس أكونيا يُسحَب إلى الأرض من قِبل مجموعة من الأشخاص من ضمنهم كريستيان كيفو، مدرب إنتر ميلان الإيطالي، بينما كان المدافع يحاول ملاحقة المدافع الهولندي دينزل دومفريس إلى النفق المؤدّي إلى غرف تبديل الملابس بعد الهزيمة 2-0.

تحدّدت نتيجة المجموعة الخامسة فعلياً من خلال جدول مصغّر بين 3 فرق هي مونتيري، ريفر بليت، وإنتر، فتعادل الفريقان الأخيران 0-0 في الشوط الأول، وفاز الفريق المكسيكي بسهولة، ما جعل ريفر بحاجة إلى الفوز في سياتل.

 

في منتصف الشوط الثاني، سدّد فاكوندو كوليديو أفضل فرصة لريفر برأسه مباشرة نحو يدَي الحارس يان سومر، وعندما قاد إنتر بهجمة مرتدة، ارتكب لوكاس كوارتا خطأً ضدّ هنريك مخيتاريان بصفته المدافع الأخير، ما أدّى إلى طرده، مضيفاً ذلك إلى السجل الانضباطي السيّئ لريفر في البطولة.

 

ضَمِن فرانشيسكو بيو إسبوزيتو تأهل إنتر ضدّ فريق لعب بـ10 لاعبين، حين استلم الكرة وظهره إلى المرمى على الجانب الأيسر من منطقة الجزاء، وفتح جسده وسدّد في الزاوية المعاكسة قبل أن يظهر أليساندرو باستوني (د71).

 

ثم طُرِد غونزالو مونتييل (ريفر) في اللحظات الأخيرة لحصوله على إنذار ثانٍ، وانتهت المباراة بمشهد فوضوي إذ ركض لاعبو إنتر خارج الملعب وسط سَيل من المقذوفات من المدرجات، وتبعهم أكونيا الغاضب قبل أن يُقيَّد من قبل كيفو ولاعبين من كلا الفريقَين.

 

لماذا فَقدَ أكونيا أعصابه؟

 

من بين جميع اللاعبين الذين قد يفقدون أعصابهم، كان ماركوس أكونيا الأكثر ترجيحاً لذلك. بدا من الواضح أنّه لا يزال متأثراً بقرار طرد كوارتا، وجعل من نفسه أداة لاستفزاز لاعبي إنتر.

 

لكنّ المشكلة كانت أنّ أكونيا أصبح اللاعب الأكثر إحباطاً على أرض الملعب، ودخل في شجار مع دينزل دومفريس (د90+5)، الخبير جداً في تجنّب هذا النوع من المشادات غير المجدية.

 

نجا أكونيا من أي إجراء تأديبي، لكنّ زميله مونتييل حصل على بطاقة صفراء ثانية لاعتراضه على الحكم الأوزبكي إلغيز تانطاشيف ولمسه له. رفض أكونيا التراجع، وبينما كان دومفريس يبتسم أثناء مواصلة اللعب، أعطته صافرة النهاية سبباً للعودة إلى مواجهة إضافية.

 

ركض دومفريس مباشرة نحو النفق، لكنّه كان مطارَداً في معظم الطريق من قبل أكونيا. وفي النهاية، تضافرت جهود زميله فرانكو أرماني، كيفو، ولاعب الوسط نيكولو باريلا، لجرّ الظهير الأيسر الأرجنتيني إلى الأرض.

 

في هذه الأثناء، تعرّض دومفريس إلى وابل من المقذوفات التي رماها مشجّعو ريفر أثناء اختفائه في النفق. نهاية قبيحة لبطولة مُخيِّبة للآمال بالنسبة إلى ريفر.

 

كيف أضرّت العدوانية بريفر؟

 

كانت التشكيلة الأساسية لريفر دليلاً على أنّ الفريق يُحبّ اللعب على الحافة، إذ كان خطّ الوسط الأساسي بالكامل موقوفاً: كيفين كاستانيو بسبب بطاقة حمراء ضدّ مونتيري، إنزو بيريز وجوليانو غالوبو بسبب حصول كل منهما على إنذارَين في أول مباراتَين.

 

بغضّ النظر عن رأيك في قوانين الانضباط، لا بُدّ أن تصِف ذلك بالإهمال. هل كان يُمكِن حدوث تغيير في النهج هنا؟ بالطبع لا. فلم تمرّ سوى 15 ثانية على انطلاق المباراة حتى اصطدم البديل ماتياس كرانيفيتر بقوة بكريستيان أصلاني، ما ترك الأخير يعرج مُطلقاً الشتائم.

 

وكان ذلك مجرّد البداية لسلسلة من المواجهات العنيفة. تدخّل مونتييل بخشونة على فرانشيسكو أتشيربي ونالَ إنذاراً. ارتكب لوكاس كوارتا مخالفة قوية على لوتارو مارتينيز. أمّا أكونيا، الذي كان مكلّفاً بمراقبة دومفريس، ففسّر مهمّته بطريقة تجعل من الأفضل للهولندي أن يُفكّر في استصدار أمر قضائي بحقه.

 

لكنّ إنتر، وللإنصاف، لم يتراجع. فردّ بعض لاعبيه بالمثل: أصلاني تدخّل بقوة على رودريغو ألييندرو؛ وأتشيربي بدا مستمتعاً بكل لحظة من صراعه المستمر مع ميغيل بورخا.

 

هناك مكان للقوة البدنية في كرة القدم، وربما حتى للترهيب. لكنّ قلة الانضباط خطيئة أكبر. بطاقة كوارتا الحمراء، بعد مرور ساعة تقريباً، كانت عملاً يائساً أكثر من كونه عنيفاً، ووضعت مسماراً كبيراً في نعش ريفر. تبعه مونتييل في النهاية، ثم جاء دور أكونيا.

 

عندما سيتأمّل غاياردو البطولة، فلا شك أنّه سيعتبر الإيقافات الناتجة من مباراة مونتيري مصدر ندم كبير.

 

من هما إسبوزيتو؟

 

كل الاحترام لكيفو على إدارته المبتكرة للأخوَين إسبوزيتو في البطولة. بدأ الشقيق الأكبر، سيباستيانو، أول مباراتَين لإنتر. قدّم أداءً جيداً بما يكفي لكنّه أضاع فرصاً حاسمة، لا سيما واحدة قريبة جداً ضدّ مونتيري.

 

ومع استمرار غياب ماركوس تورام للإصابة، لم يكن لدى كيفو العديد من الخيارات. وكان أحدها الأخ الأصغر، فرانشيسكو بيو. واحد يخرج، والآخر يدخل: مسألة عائلية لم يكن بالإمكان تنظيمها بطريقة أكثر أناقة.

 

كان أداء إسبوزيتو الصغير ممتازاً ضدّ ريفر، فحجز الكرة ببراعة طوال الوقت، ما سمح لدفاع إنتر وخط وسطه بالتقدّم في كل مرّة. وعندما سنحت له الفرصة لإنهاء المباراة، لم يتردّد، وسدّد بثقة. الخلاصة؟ إذا لم تكن محظوظاً مع أحد الإخوة، فقط أشرك الآخر.

theme::common.loader_icon