الغلوتاثيون: مضاد الأكسدة الخارق!
الغلوتاثيون: مضاد الأكسدة الخارق!
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Saturday, 28-Jun-2025 06:28

يُعدّ الغلوتاثيون من أبرز مضادات الأكسدة التي يُنتجها الجسم بشكل طبيعي، ويُطلق عليه أحياناً «ملك مضادات الأكسدة» نظراً لدوره الفعّال في حماية الخلايا من التلف.

لا يقتصر عمل الغلوتاثيون على مقاومة الجذور الحرّة فقط، بل يشمل أيضاً إزالة السموم، دعم جهاز المناعة، وتجديد الخلايا.

 

وقد ازداد اهتمام الباحثين به في السنوات الأخيرة لما له من دور محوَري في الوقاية من أمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.

 

الغلوتاثيون هو جزيّء صغير يتكوّن من 3 أحماض أمينية: الغلوتاميت، السيستئين، والجلايسين، ويُعدّ السيستئين الأهم بينها، لأنّه يحتوي على الكبريت الذي يسهم في تكوين الجزيء بشكل فعّال.

 

يتركّز الغلوتاثيون بشكل خاص في الكبد، إذ يلعب دوراً رئيساً في تحييد السموم والحدّ من الضرر التأكسدي.

 

تشير الدراسات الحديثة إلى إمكانية رفع مستويات الغلوتاثيون في الجسم من خلال النظام الغذائي.

وأظهرت دراسة نُشرت عام 2023 أنّ تناول أطعمة غنية بالسيستئين مثل البيض، اللحوم، والثوم يمكن أن يرفع نسبة الغلوتاثيون في الدم بنسبة تصل إلى 30%.

 

كما بيّنت أبحاث أُجريت عام 2024 أنّ الخضروات الصليبية كالبروكلي والكرنب تحتوي على مركّبات تُنشّط إنزيمات تحفّز إنتاج الغلوتاثيون، وتُساهم في إزالة السموم بفعالية أكبر.

 

إلى جانب ذلك، يُساعد الصيام المتقطع في تنشيط الغلوتاثيون في الكبد، ما يُعزّز قدرة الجسم على مقاومة الإجهاد التأكسدي. ويمكن تعزيز إنتاجه أيضاً من خلال تناول أطعمة مثل السبانخ والأفوكادو الغنيّة بالجلايسين، والحمضيات التي تحتوي على فيتامين C الذي يُعيد تدوير الغلوتاثيون ويجعله نشطاً من جديد.

 

كما تلعب المكسّرات والبقوليات دوراً مهماً بفضل احتوائها على السيلينيوم والزنك، وهما عنصران يدعمان نشاط إنزيمات الغلوتاثيون.

 

في ما يخصّ المكمّلات، تُعدّ الصيغة الليبوزومية أكثر فعالية بفضل قدرتها العالية على الامتصاص، إذ تُغلّف الجزيئات الدهنية الغلوتاثيون لتحميه من التحلّل داخل المعدة.

 

ومع ذلك، يظلّ النظام الغذائي الصحي والالتزام بأسلوب حياة متوازن هما السبيل الأنجع لدعم هذا المضاد الحيوي من الداخل، ممّا يُسهم في حماية الخلايا وتعزيز الصحة العامة.

theme::common.loader_icon