Dangerous Animals: هيا، يا شاركي شاركي!
Dangerous Animals: هيا، يا شاركي شاركي!
جيسون زينومان- نيويورك تايمز
Monday, 23-Jun-2025 06:43

يجمع المخرج الأسترالي شون بيرن بين نوعَي أفلام القتلة المتسلسلين وأسماك القرش، ليقدّم متعة مبتذلة لكن ممتعة.

يَدين فيلم الرعب لأسماك القرش باعتذار. فعلى رغم ممّا أوحت به مشاهد لا تُحصى لزعانف زرقاء قاتمة تشقّ الماء، فإنّ البشر يُشكّلون تهديداً لأسماك القرش أكثر بكثير ممّا تُشكّله لهم. حتى أنّ مخرج فيلم «هوستل»، إيلي روث، قدّم فيلماً وثائقياً يطرح هذه الحجة، لكن لا فيلم وثائقياً يمكنه أن ينافس حمّام دم سينمائي مشحوناً بالتشويق.
هنا يدخل شون بيرن، المخرج الأسترالي ذو الميل نحو الجنون، الذي جمع في فيلمه العنيف الأول «المحبوبون» بين انتقام حفلة التخرّج في «كاري» وعشاء العائلة في «مجزرة تكساس بالمنشار». أمّا عمله الجديد، «حيوانات خطرة»، فهو مزيج آخر من أفلام الرعب من سبعينات القرن الماضي، يجمع هذه المرّة بين نوعي أفلام القتلة المتسلسلين وأفلام أسماك القرش، ليقدّم تجربة مبتذلة لكن ممتعة.
يُتقن بيرن التعبير بلغة الصورة، فيقلب مشهداً شهيراً من أفلام سبيلبرغ، يُظهر سيقاناً متدلية تحت الماء. في وقت مبكر من الفيلم، يصحبنا مع السياح إلى البحر ويعرض لنا المنظور من تحت الماء، لكنّنا نرى هذه المرّة أسماك القرش، وليس البشر، وكأنّ الفيلم يقول إنّ هذه الحيوانات هي التي تتعرّض إلى الافتراس، لا العكس.
وليس هو الإشارة الوحيدة إلى «الفك المفترس». حتى المعتوه الذي يقف في مركز القصة، وهو دليل سياحي مارق يُدعى القبطان تاكر، والذي يؤدّيه جاي كورتني بحماس كاريزمي، يبدو وكأنّه نسخة من ريتشارد درايفوس في ذلك الفيلم، لكن بعد نظام غذائي دائم من المنشطات.
بعد حادثة صادمة في الطفولة، صار تاكر يختطف السياح، ويحبسهم على قاربه، ثم يُطعمهم لأسماك القرش بطريقة مسرحية، بينما يصوّر هذه المشاهد ليضيفها إلى مجموعته المثيرة للإعجاب من أشرطة الفيديو الدموية (VHS). وفي إحدى اللحظات، يُخبرنا هذا المعتوه/المخرج المستقل بأنّه يُحبّ أفلام الرعب، لكنّ الحقيقة أنّه لم يكن بحاجة إلى قول ذلك.
إنّها فرضية مبالغ فيها تقود حتماً إلى بعض المواقف الغبية وغير المعقولة. أفلام بيرن السابقة غاصت في الوحل القذر. أمّا الفيلم، فمظهره أكثر لمعاناً. الجميع يتحدّث بعبارات ذكية واقتباسات من الأفلام. ولا أحد يحمل ذرة دهون زائدة.
إنّه فيلم رُعب عن أفلام الرُعب، صُنِع على أيدي أناس يبدو أنّهم أمضوا وقتاً أطول في مراقبة أفلام الرعب من مراقبة العالم الحقيقي. لجعله يعمل، لا بُدّ من توفّر الذكاء، النبرة المناسبة، وإيقاع لا يعرف الرحمة. ويتمكن بيرن من تحقيق كل ذلك بيدٍ واثقة.
أقوى أسلحته هو شرير ساحر على الطريقة القديمة. كورتني، وهو ممثل ضخم ذو لهجة خشنة تذكّر عشّاق الرعب بفيلم «وولف كريك»، يبدو مرعباً على الفور. لكنّه يحمل جانباً هوسياً يكاد يكون مؤثراً، يضفي مسحة هشاشة على شخصية كرتونية في ظاهرها.
إنّه من نوع القتلة المجانين الذين يأخذون استراحة للرقص. وفي النهاية، يجد ضالّته في زيڤير (هاسي هاريسون)، راكبة أمواج قاسية تعاني من مشاكل في الحميمية. وبينما يحتوي الفيلم على مشاهد مقزّزة أقل من أعمال بيرن السابقة، فإنّها حاضرة، بفضل الأداء الوحشي لهاريسون.
يبدأ الفيلم بسرعة، ويحافظ على وتيرة جيدة، لكنّه يجنح نحو الشاطئ في نهايته. سيغفر عشاق الرعب وجود وحش غير معقول طالما أنّ مشاهد القتل تؤدّي إلى صدمات متصاعدة ونهاية كبرى.
ومن باب الإنصاف، على رغم من أنّ فيلم «الفك المفترس» أساء لسمعة أسماك القرش، فإنّه لم يكن رحيماً بالبشرية أيضاً.

theme::common.loader_icon