How to Train Your Dragon: عودة هيكاب وتوثليس
How to Train Your Dragon: عودة هيكاب وتوثليس
براندون يو - نيويورك تايمز
Saturday, 21-Jun-2025 06:42

هذا الفيلم الحيّ، وهو إعادة إنتاج للفيلم الكرتوني الصادر عام 2010، يلتزم بأمانة دينية تقريباً بالنسخة الأصلية. والنتيجة هي لحظات من الإثارة، وإن بدت في بعض الأحيان آلية الطابع.

في منتصف أحداث فيلم How to Train Your Dragon، يقفز هيكاب، البطل غير المتوقع ذو الشعر المبعثر كمراهق، على ظهر صديقه الجديد، التنّين توثليس، ليخوضا أول رحلة لهما معاً. وسرعان ما ينطلقان في السماء؛ يتخبّطان ويتقلّبان بشكل خطير؛ يتلاقى كل منهما مع الآخر في الجو؛ وأخيراً، ينطلقان بسرعة الضوء، يلتفّان بشكل لا يُصدّق بين التكوينات الصخرية الوعرة التي تبرز فوق سطح البحر.
إنّها لحظة من الإثارة الخالصة، أول لحظة تجعلك تومئ برأسك وتفهم، ولو موقتاً، الغاية من هذه الإعادة - مرآة حيّة لمشهد كبير من الفيلم الكرتوني عام 2010 تضيف بُعداً حسياً وعظمة شاشة ضخمة إلى النسخة الأصلية. وبحلول نهاية الفيلم، تُعدّ هذه واحدة من المشاهد القليلة التي تُبرّر حقاً الفكرة الكاملة لهذا التصوّر الجديد من المخرج دين دوبلوا، العائد لإخراج السلسلة.
وممّا لا شك فيه، أنّ هذا الإصدار الجديد مسلٍّ، يحمل قدراً من العاطفة، ويبعث الحياة في نصّ مُحكَم يجمع بين الخيال والصداقة. إنّه، باختصار، كل ما كان عليه الأصل، لكن بشكل زائد: فمعظم ما هو جيّد في هذا «التنّين» يأتي مباشرةً من مادّته المصدرية، إذ إنّ دوبلوا أعاد إنتاج عمله الأصلي تقريباً بطريقة دينية من دون الكثير من الجرأة أو الإضافات الجديدة، سوى نقله ميكانيكياً إلى شاشة IMAX. ولِمَن هم أوفياء لهذه السلسلة القوية، فقد يكون هذا أفضل ما يمكن فعله.
تأتي هذه الإعادة للفيلم الصادر عام 2010 بعد 6 سنوات فقط من صدور الجزء الثالث والأخير من الثلاثية الكرتونية، أي بالكاد غمضة عَين إذا ما قسناها على المدة اللازمة لنشوء حنين يدفع نحو إعادة الإنتاج الحَي. ومع ذلك، فإنّ الفيلم يُحيِي سلسلة تمتلك، أكثر من معظم أفلام الرسوم المتحرّكة، الحمض النووي النقي للفيلم الضخم الحقيقي: ملحمة خيالية غامرة مليئة بمعارك التنانين والفايكنغ المحاربين.
وكما في النسخة الأصلية، يبدأ الفيلم الجديد بتقديمنا إلى بيرك، جزيرة نائية تقبع وسط معركة، في خضم حرب دائمة مع التنانين. عندما يُصيب هيكاب (مايسن ثيمز)، الابن الضعيف لرئيس القرية، ستويك (جيرارد باتلر، العائد لأداء دوره من الأفلام الكرتونية)، تنّيناً من نوع «نايت فيوري»، وهو الأخطر بين التنانين، تنشأ رابطة بينه وبين المخلوق. يُسمِّيه «توثليس»، ويبدأ في اكتشاف أنّ هذا التنّين، وسائر التنانين، أشبه بكلب متوتر أكثر منه مفترساً عدائياً، وهي حقيقة يُصارع هيكاب لنقلها إلى قومه في وقت تتصاعد فيه الحرب نحو المزيد من الدمار.
لا يُغيّر دوبلوا الكثير في القصة، ويُعيد تصوير العديد من المشاهد من العمل السابق، وهو ما يشهد على مدى اتساع وقوة السرد في الأصل. أمّا التركيز هنا فهو على إضافة نوع من الملموسية والثقل إلى الوحوش والمعارك. ويوجد بعض من ذلك، في فترات متقطعة. لكن حتى في هذه اللحظات، يصطدم الفيلم بمشكلة مضمَنة في إعادة إنتاج مادة لا تزال حديثة نسبياً: إذا كانت الفكرة هي منح الخيال حياة جديدة وملهمة وواقعية، فمِن الصعب تحقيق ذلك حقاً عندما يكون العمل الأصلي، الذي لم يمضِ عليه جيل واحد، قد بدا حياً للغاية بالفعل.
كان العمل الأصلي من إبداع دوبلوا تحفة بصرية، ومشاهدة هذا العمل الجديد بعد 15 عاماً لا توحي بوجود قفزة كبيرة بين تنسيق عصري وآخر، ممّا يجعله بلا أثر ملموس أو مبرّر فعلي.
تمنحنا التصويرات الحية إحساساً بالاتساع قد يكون مثيراً للإعجاب، لكنّه في الوقت عينه متذبذب: فالعالم يبدو مغموراً بضوء صناعي، وعندما نرى هيكاب وأصدقاءه من قرب وهُم على ظهور تنانينهم، نُدرك فجأةً، وبوضوح فاضح، وجود الشاشة الخضراء تحت كل شيء.
ومع ذلك، هناك شعور متجدّد بالخطر والواقعية يُعزّز جوهر الصداقة بين هيكاب وتوثليس. لا يزال التنّين لطيفاً، لكنّ اشتباكاته الآن أكثر ثقلاً وصخباً. تبدو الرهانات إذاً أعلى، على رغم من أنّ ثيمز، الذي اختير جيداً ليُجسّد دور البطل المراهق المتردّد، قد يبذل جهداً مبالغاً فيه أحياناً ليُقنعنا بذلك.
ويظل باتلر العنصر الأبرز المرحّب به من النسخة الأصلية. فحضوره الجسدي يناسب الدور تماماً كما فعل صَوته سابقاً، ويبدو وكأنّه يستمتع بفرصة ارتداء خوذة الفايكنغ والعودة إلى عالم صار الآن ملعباً أكبر. ولِمَ لا؟ فبيرك باتت فجأة حقيقة ملموسة، والتنانين أصبحت واقعية. لكن من الصعب التخلّص من الإحساس بأنّ الحماسة هنا يغذيها في الغالب ذكريات لشيء كان أصغر حجماً، لكنّه أفضل.

theme::common.loader_icon