الصفاء يؤمّن الصدارة والأنصار يطارده
الصفاء يؤمّن الصدارة والأنصار يطارده
Monday, 16-Jun-2025 06:37

شهدت منافسات الجولة التاسعة من سداسية الأوائل، والجولة الـ11 من سداسية الأواخر في الدوري اللبناني لكرة القدم، مواجهات حاسمة حملت في طياتها رسائل فنية وتكتيكية واضحة من الفرق الساعية لتعزيز مواقعها أو التشبث بفرص البقاء.

واصل الصفاء تقديم عروضه القوية في سداسية الأوائل، وحقق فوزاً ثميناً على غريمه العهد بنتيجة 2-1، في قمة حامية جرت على وقع التنافس على الصدارة، ليُثبّت «العميد» موقعه في القمة بـ35 نقطة، أمام وصيفه الأنصار الذي تفوّق بدوره بسهولة على التضامن صور 0-3 وحافظ على فارق النقطتَين خلف المتصدّر.
شهدت المباراة نديةً عالية وتوتراً ميدانياً بين الفريقَين، فرض الصفاء نفسه كطرف أقوى، بعدما استفاد منذ البداية من أخطاء دفاعية قاتلة ارتكبها لاعبو الفريق الأصفر.
واستغلّ لاعب الوسط رودني مايكل هفوة مبكرة من ماريو، وسجّل الهدف الأول (د1)، قبل أن يضاعف المهاجم الصربي بوبان الغلة (د15)، إثر خطأ فادح من المدافع نور منصور الذي أعاد الكرة قصيرة برأسه إلى الحارس علي السبع.
على رغم من ارتباكه في البداية، عاد العهد مقلّصاً الفارق بتسديدة ذكية لحسين دقيق ارتطمت بالقائم ودخلت الشباك (د41). في الشوط الثاني، ضغط العهد وهدّد مرمى الصفاء بعدة فرص خطرة، لكنّ الحارس مصطفى مطر كان الحاسم الأبرز، فتصدّى بثبات لـ3 كرات شديدة الخطورة، أبرزها تسديدة دقيقة في الثانية الأخيرة من اللقاء، حارماً العهد من اقتناص نقطة التعادل.
في المقابل، أنقذ علي السبع مرماه من هدفَين محققَين، ليبقى اللقاء مفتوحاً حتى لحظاته الأخيرة. ومع نهاية اللقاء، بقيَ رصيد العهد عند 28 نقطة، وباتت حظوظه في المنافسة على اللقب ضعيفة، لكنّها لم تُعدَم حسابياً بعد.

الأنصار يضرب التضامن
على ملعب مدينة الرئيس كميل شمعون الرياضية في بيروت، قدّم الأنصار أداءً سلساً أمام التضامن صور، ففرض هيمنته منذ البداية وحسم المواجهة 0-3، ليبقي على آماله قائمة في مزاحمة الصفاء على اللقب.
افتتح نادر مطر التسجيل (د16)، قبل أن يضيف حسن معتوق الهدف الثاني (د38). في الشوط الثاني، اختتم البديل محمد بو صالح مهرجان الأهداف إثر تمريرات ثنائية مميّزة بين نادر مطر ومحمد حبوس (د90+3).
بهذا الفوز، رفع الأنصار رصيده إلى 33 نقطة، محافظاً على فارق النقطتَين خلف الصفاء المتصدّر، في حين بقيَ التضامن صور في المركز السادس دون تغيير يُذكر على رصيده.

النجمة يضرب بقوة أمام الحكمة
على ملعب الرئيس فؤاد شهاب في جونية، قدّم النجمة أداءً هجومياً مميّزاً في الشوط الأول، مواصلاً عروضه التصاعدية، مكّنه من حسم مواجهته أمام الحكمة بثلاثية نظيفة، لينفرد بالمركز الرابع في ترتيب سداسية الأوائل ويُعزّز من طموحه في إنهاء الموسم بقوة.
وظهرت بصمات المدرب المصري محمود فتح الله بوضوح، مستفيداً من فترة توقف دولية دامت 20 يوماً، إذ استغلّها في تعزيز الانسجام بين عناصر الفريق، لا سيما مع الثلاثي الأجنبي.
وتُرجِمت هذه التحضيرات بسَيطرة مطلقة في الشوط الأول عبر أهداف مهدي الزين (د24)، حسين سبليني (د27)، وربيع عطايا (د33)، في شوط تألق فيه خط الوسط بشكل خاص، مدعوماً بتحرّكات فاعلة من بلال صباغ وحسين منذر.
أمّا الحكمة، فظهر عاجزاً عن مجاراة إيقاع خصمه، وافتقد إلى الفاعلية الهجومية، ولم يُشكّل أي خطر على مرمى الحارس أنطوان الدويهي، الذي خاض أول مباراة رسمية له مع النجمة منذ انتقاله من السلام زغرتا. لكنّ الشوط الثاني جاء باهتاً ومنخفض الإيقاع، فانحصر اللعب في وسط الملعب وسط محاولات خجولة للطرفَين، مع أفضلية نسبية للنجمة الذي حافظ على نظافة شباكه وأمّن النقاط الثلاث.

الغازية ينتفض ويُحيي آماله
في مباراة أخرى على ملعب العهد، أطلق فريق الشباب الغازية صرخة مدوّية في وجه خطر الهبوط، حين أكرم وفادة فريق الراسينغ برباعية نظيفة، متمسكاً بفرصته الضئيلة للبقاء في الدرجة الأولى. علماً أنّه حقّق انتصاراً أول في مرحلة الإياب.
دخل الغازية اللقاء بتركيز واضح، فأنهى الشوط الأول متقدّماً بهدف قاتل عبر السنغالي أداما دياو (د45). وبعد دقيقة واحدة فقط من انطلاق الشوط الثاني، أضاف بيودوم يوسف الهدف الثاني، ما أربك حسابات الراسينغ ومنح الغازية ثقة إضافية عزّزها أبو بكر بالهدف الثالث (د57)، قبل أن يختتم عماد غدار مهرجان الأهداف بهدف رابع (د79).
وعلى رغم من الفوز العريض وبلوغه النقطة العاشرة، فإنّ الغازية ما زال بعيداً من أقرب مراكز الأمان بفارق 7 نقاط، قبل 4 جولات على نهاية سداسية الأواخر، لكنّه أرسل رسالة قوية مفادها أنّ الاستسلام ليس خياراً.

العباسية يقترب من تثبيت قدمَيه
على ملعب بلدية بحمدون، كان الرياضي العباسية على موعد مع مواجهة حاسمة أمام تجمّع شباب بعلبك، منافسه المباشر، فخاض اللقاء بعقلية الانتصار فقط، وفرض إيقاعه منذ البداية وحتى صافرة النهاية.
افتتح التسجيل الغاني صموئيل كوني بهدف رائع من «لوب» (د26)، أنهى به الشوط الأول لمصلحة فريقه. وفي الشوط الثاني، حافظ لاعبو العباسية على رباطة جأشهم، واستفادوا من المساحات ليُضيف حسن الحاج الهدف الثاني (د73)، ثم أجهز المدافع خضر حلاق على آمال بعلبك بتسجيله الهدف الثالث (د90+3).
أوصل الفوز العباسية إلى النقطة 17، موسعاً الفارق مع كل من الغازية وبعلبك إلى 7 نقاط، ليضع قدماً ونصف في دوري الأضواء قبل 4 جولات من ختام مرحلة الإياب. فبينما يسعى النجمة إلى تثبيت موقعه بين الكبار وتحسين مركزه النهائي، يناضل الغازية والعباسية للبقاء، في سباق تبدو فيه كل نقطة بمثابة طوق نجاة.

theme::common.loader_icon