
تشهد العاصمة بيروت أسبوعاً كروياً حامياً، إذ تتقاطر الأنظار صوب مواجهتَين ثأريتَين تحملان طابعاً مصيرياً، الأولى في سداسية الأوائل بين العهد والمتصدّر الصفاء، والثانية دربي الضاحية الجنوبية ضمن سداسية الأواخر بين شباب الساحل والبرج.
العهد يواجه لعنة الإصابات
تخوض كتيبة العهد مواجهةً ربما هي الأصعب هذا الموسم، عندما تستقبل المتصدّر الصفاء غداً على ملعب فؤاد الشهاب في جونيه، في لقاء غير عادي، إنّما محطة حاسمة ربما تحسم بشكل كبير ملامح سباق اللقب، لأنّ الفارق ضيّق بين أصحاب المركزَين الأول والثالث، إذ إنّ الصفاء (32 نقطة) يبتعد بفارق 3 نقاط فقط عن العهد (28 نقطة).
على عكس الأحلام والتوقعات التي رسمها جمهور «الأصفر» في الأيام الماضية، جاءت الأخبار الطبية لتعصف بالفرحة. أول الغَيث إصابة المهاجم الفلسطيني محمد أيوب، التي أثبتت الفحوص حاجته إلى عملية جراحية عاجلة في مشط القدم، ممّا يعني بكل تأكيد نهاية موسمه مبكراً.
لم يتوقف الأمر عند أيوب، إذ جاء الدور على قلب الدفاع حسن فرحات الذي تعرّض إلى شدّ عضلي خلال تدريبات المنتخب اللبناني قبل أيام. فرحات خضع إلى فحوص الرنين المغناطيسي، ولا يستبعد الأطباء غيابه ما بين أسبوعَين إلى 3 إذا تأكّدت شدّة الإصابة.
في المقابل، أكّد الطاقم الطبي أنّ محمود زبيب غير جاهز بدنياً للمشاركة بعد معاناته في الفترة الماضية من آلام أسفل الظهر.
أمّا الأنغولي إيتو، فطالته ظروف بعيدة من الملعب؛ إذ لم يَعُد بعد من إجازته في بلاده، ويُتوقّع وصوله خلال أيام، لكنّه بالتأكيد لن يكون حاضراً غداً.
بهذه الغيابات الثقيلة - 3 أساسيِّين في الخط الخلفي، ولاعبَان في الوسط والهجوم - يبدو أنّ ثبات العهد أمام مَدّ الصفاء سيعتمد أكثر من أي وقت مضى على عمق دكّة الاحتياط وقرارات المدرب الرشيدة.
في المقابل، يدخل الصفاء اللقاء بمعنويات عالية، إذ سجّل ثباتاً قاتلاً في آخر 6 مباريات، ولم يعرف طعم الخسارة سوى مرّة وحيدة (أمام الأنصار الوصيف)، فيسعى إلى استثمار عنفوانه الهجومي واقتناص فرصة الابتعاد عن مطاردَيه.
ستنقل نتائج هذه الجولات الحسابات إلى صفحات جديدة في دفتر الموسم. ففوز الصفاء قد يمنحه دفعة معنوية لا ينبغي الاستهانة بها، فيما سيشعر العهد بأنّ الألقاب تُحسم بالجاهزية وعمق الورقة البشرية. فمباراة بهذا الحجم سترسم ملامح المنافسة النفسية التي تحتاجها الأندية في أسابيع الحسم. وبينما يتحضّر لاعبو الصفاء لاستغلال أزمة ضيفهم، يُمنّي العهد نفسه بأمل من دكّة البدلاء.
فرصة قائمة للأنصار
إلى ذلك، تشهد الجولة الـ20 من سداسية الأوائل لقاءَين متوازيَين، حين يلتقي الأنصار (30 نقطة) مع التضامن صور، غداً على ملعب مدينة الرئيس كميل شمعون الرياضية في بيروت، في مباراة لا تقل أهمية، إذ لا يزال «الأخضر» يطارد الصدارة. بينما يُجسِّد لقاء النجمة (16 نقطة) والحكمة (15 نقطة)، اليوم في ملعب الرئيس فؤاد شهاب، فرصة تثبيت أحدهما لموقعه في المركز الرابع.
سداسية الأواخر
حقق البرج انتصاره الثالث على شباب الساحل في منافسات سداسية الأواخر، وجاء هذه المرّة بنتيجة 2-1، أمس على ملعب الصفاء في وطى المصيطبة، رافعاً رصيده إلى 29 نقطة، فيما تجمّد رصيد الساحل عند 24 نقطة.
جاء الشوط الأول بأداء باهت من الطرفَين، واكتفى اللاعبون بتسجيل هدفَين مبكرَين، إذ افتتح شادي الجوني التسجيل للبرج (د2)، قبل أن يعادل حسين عواضة النتيجة سريعاً للساحل، مستفيداً من خطأ الحارس حسن هزيمة (د5). بعدها خلت الدقائق المتبقية من أي تهديد حقيقي، وسط تراجع في المستوى الفني للقاء.
في الشوط الثاني، أجرى المدربان سلسلة تغييرات أثمرت عن تحسّن نسبي في الأداء، مع تفوّق واضح للبرج الذي أحسن تنظيم صفوفه وتحرّر من النهج الدفاعي.
وبرز بشكل لافت البديل حسن مهنا والمخضرم أحمد حجازي، فقادا عدة اختراقات ناجحة لدفاع الساحل. وفي الدقيقة 75، ترجم مهنا إحدى هذه المحاولات إلى هدف الفوز، برأسية متقنة استقرّت على يسار الحارس إبراهيم المقداد.
سعى لاعبو الساحل إلى العودة في الدقائق الأخيرة عبر هجمات متكرّرة، إلّا أنّ الدفاع البرجاوي كان بالمرصاد، مستفيداً من الهجمات المرتدة التي شكّلت بدورها خطراً على مرمى الساحل، من دون أن تسفر عن أهداف إضافية.
وتتوالى مواجهات سداسية الأواخر اليوم على ملعب العهد، عندما يلتقي الراسينغ بيروت (27 نقطة) مع شباب الغازية، في لقاء تبدو فيه الكفة مرجّحة لصالح الأول لتعزيز صدارته. فيما يسعى شباب العباسية (14 نقطة) لمحو جراحه أمام شباب بعلبك (10 نقاط) وخطف 3 نقاط تضمن له الابتعاد عن قاع الترتيب، اليوم على ملعب بحمدون.








