في فيلم «القشة» من إخراج وكتابة تايلر بيري، تمرّ جانييا، وهي أم عزباء في أتلانتا، بيوم سيّئ جداً. يومها بدأ بالفعل بشكل فوضوي، ثم أضاف المخرج وكاتب السيناريو إلى معاناتها مالكاً مُهيناً، مديراً متنمّراً، موظّفاً إدارياً متباعداً في مدرسة ابنتها، طابوراً من الزبائن الساخطين في السوبرماركت، وضابط شرطة خارج الخدمة يعاني من نوبة غضب على الطريق. هل ذكرنا أنّ جانييا تجد نفسها في المكتب الخطأ، في الوقت الخطأ، وبالحالة الذهنية الخاطئة؟

بينما يصل المحقّقون إلى مسرح جريمة دموي في متجر البقالة الذي تعمل فيه، تكون جانييا على الجانب الآخر من ساحة الانتظار، في البنك، تحاول صرف شيك راتبها. لكنّها لا تملك بطاقة هوية، وموظفة البنك تصرّ على تطبيق القواعد بدقة.

وسرعان ما تجد جانييا نفسها تلوّح بمسدس، وهناك شيء يومض باللون الأحمر في حقيبة ظهر ابنتها الشفافة، وقد احتجزت موظفي البنك وعدداً من الزبائن المسنّين كرهائن.

تؤدّي شيري شيبرد دور نيكول، مديرة الفرع التي تحاول تهدئة الموقف، بعد أن زادت من حدّته بإبلاغ الشرطة أنّ جانييا تحمل قنبلة.

وتضفي تيانا تايلور (من فيلم «ألف وواحد») تركيزاً حاداً على الموقف المتدهور في دور المحققة كاي ريموند. لم تكذب لقطات كاميرات المراقبة في السوبرماركت، لكنّ المحققة ريموند تستشعر أنّ أمراً أعمق هو ما دفع جانييا إلى هذا المأزق اليائس. فتتدخّل لتتولّى التفاوض.

يشدّ بيري، المعروف بأنّه لا يعتذر عن ميله إلى الميلودراما، التوتر بلا رحمة. هل ستؤذي جانييا الرهائن؟ هل ستزيد السلطات الوضع الحزين سوءاً؟

النهاية ربما تكون مليئة بالتحوّلات أكثر ممّا ينبغي. لكنّ هنسون، التي قدّمت أداءً شديد الالتزام بانهيار شخصيتها العاطفي، لا تزال تجعلنا نهتم بها.