‎“خُلاصة "الجمهورية
‎“خُلاصة "الجمهورية
Friday, 13-Jun-2025 21:18

قبل أيام من الجولة السادسة للمحادثات الأميركية الايرانية وفي اليوم الـ61 من المهلة الأميركية للتوصل إلى اتفاق، نفذت اسرائيل ضربتها ضد ايران تحت عنوان عملية "الأسد الصاعد"، مستهدفة مواقع نووية إيرانية حساسة بالإضافة الى اغتيال أكثر من 20 قيادي عسكري من بينهم قائد الحرس الثوري وعلماء نوويين. يُذكر أن إسرائيل نفذت خدعة إعلامية محكمة لتمويه إيران قبيل تنفيذ الضربات.


وفي تفاصيل العملية الاسرائيلية، فقد نشرت وحدات كوماندوز إسرائيلية أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه في مناطق مفتوحة بالقرب من منظومات صواريخ أرض-جو إيرانية. عند بدء الهجوم الجوي الإسرائيلي، أُطلقت هذه الصواريخ في وقت واحد نحو أهدافها بدقة عالية. واستخدم الموساد تقنيات متطورة ضد أنظمة الدفاع الجوي، واستخدمت بدورها في تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية بمجرد بدء الهجوم. وكان لافتا أن الموساد أنشأ قاعدة داخل إيران للطائرات الهجومية المسيرة قرب طهران، جرى إدخالها مسبقًا. وخلال الهجوم ليلا، تم تفعيل هذه الطائرات المسيرة، وأُطلقت باتجاه منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض متمركزة في قواعد الدفاع الجوي.


وفي "خطاب للأمة"، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن "رد إيران المشروع والقوي سيجعل إسرائيل تندم على فعلتها الحمقاء". وحث الإيرانيين "على الثقة في قيادتهم والوقوف إلى جانبها"، ودعاهم إلى "عدم الالتفات للشائعات أو الأخبار المضللة".


بدوره، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم الإسرائيلي الواسع على بلاده بأنه إعلان حرب. وقال ان "إسرائيل تخطت كل الخطوط الحمراء. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى التعامل مع الواقعة فورا".


الى ذلك، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن "إسرائيل لن تبقى سالمة ولن نلجأ لأنصاف الحلول في ردنا". وقال: " لا يوجد أي تقصير في مواجهة إسرائيل داخل البلاد، قواتنا ستترك إسرائيل عاجزة".

 

وفي المواقف، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الغرض الرئيسي من الضربات هو تعطيل البرنامج النووي الإيراني. وقال: "ضربنا قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني، وقلب برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، وهاجمنا منشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية في نطنز، واستهدفنا علماء فيزياء نووية بارزين يعملون على القنبلة الإيرانية، وضربنا أيضاً قلب برنامج الصواريخ الإيراني".

وأشار الى أن الهجمات الإسرائيلية ستستمر "لأيام عديدة حسب ما يتطلبه الأمر لإزالة هذا التهديد". وتوقع موجات من الهجمات الإيرانية، ردا على الضربات الإسرائيلية. وأفاد بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بخططها لمهاجمة إيران قبل تنفيذها.


من جهته، شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن واشنطن تدعم إسرائيل كما لم يدعمها أحد من قبل. وقال ان "على إيران التوصل لاتفاق قبل فوات الأوان". ورأى ترامب ان الهجوم الإسرائيلي على إيران كان "ممتازا"، وحذر من المزيد من الهجمات في المستقبل. ولفت الى ان "الوقت لا يزال متاحا لوقف هذه المذبحة بالنظر إلى وجود خطة للهجمات القادمة بالفعل، وستكون أكثر عدوانية".

هذا وأكّد أنه ليس قلقا من اندلاع حرب إقليمية، مشيرا الى أنه "ما زلنا نخطط لعقد اجتماع مع إيران يوم الأحد لكن إمكانية عقده غير مؤكدة".


محليّا، وعقب الضربات الإسرائيلية على طهران، اعتبر رئيس الجمهورية جوزاف عون أنها استهدف الجهود الدولية للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ودعا "المجتمع الدولي إلى التحرك الفاعل والسريع لعدم تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها.

هذا وقطع زيارته الى الفاتيكان وعاد الى بيروت.

كذلك، تابع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تداعيات الضربات الإسرائيلية على إيران مع وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والنقل وقائد الجيش. وشدد سلام على "ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لضبط الاستقرار، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية الراهنة".

من جهته، أكد رئيس مجلس النواب نبيه أن "العدوان الإسرائيلي الذي إستهدف ايران بالقدر الذي يعد إنتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة الدول المستقلة وإستقرار جوارها الإقليمي هو فعل مدان بكل المقاييس، وهو أيضاً وبالدليل القاطع وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الكيان من خلال حروبه العدوانية المتواصلة في قطاع غزة ولبنان، واليوم فجراً ضد إيران ومن خلال سلوك مستوياته السياسية والعسكرية والأمنية يمثل تهديداً عابراً لحدود الدول المستقلة وللأمن والإستقرار الدوليين" .


وعلى خطّ موقف "حزب الله"، تداولت معلومات صحفية أنه لن يشن هجوما على إسرائيل ردا على غاراتها على إيران. وندد حزب الله في بيان بالغارات الإسرائيلية وعبر عن تضامنه الكامل مع إيران معتبرا أنها تهدّد "بإشعال المنطقة"، في وقت أعلنت الخارجية اللبنانية عن إجراء اتصالات لتجنيب البلاد أي تداعيات سلبية لتلك الضربات.


في غضون ذلك، أجرى وزیر الخارجية السعودي فيصل بن فرحان اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني عباس عراقجي عبر خلاله عن إدانة "الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، مؤكدا "رفض استخدام القوة".


هذا وأعلنت الخارجية القطرية أنها ستعمل مع شركائها لوقف العدوان على إيران بشكل عاجل.


كما أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أهمية خفض التصعيد وتجنب انزلاق المنطقة بأكملها لفوضى.


الى ذلك، دعت تركيا إسرائيل إلى وقف "نشاطاتها العدائية"، واعتبر الرئيس رجب طيب اردوغان أن الهجوم الإسرائيلي على إيران استفزاز واضح.


وفيما عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نتنياهو وساطته بين إيران وإسرائيل لمنع مزيد من التصعيد، أشار الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون أن فرنسا ستشارك في الدفاع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم من إيران.

theme::common.loader_icon