The Life of Chuck: لا تقلق، كن سعيداً
The Life of Chuck: لا تقلق، كن سعيداً
مانوهلا دارغيس- نيويورك تايمز
Friday, 13-Jun-2025 07:26

يرقص توم هيدلستون في فيلم عن الموت والخراب، مقتبس من قصة لستيفن كينغ، يحمل طابعاً متفائلاً غير متوقع.

إنّه نهاية العالم كما نعرفه، أو هكذا يبدو في فيلم "حياة تشاك". إنّه فيلم خيالي غريب الطابع، متفائل على رغم من كل شيء، عن نهاية الزمان، يتتبّع شبكة فضفاضة من الشخصيات وهي تواصل حياتها بينما تواجه كوارث شخصية وكوكبية متعدّدة.

 

عندما تبدأ القصة، يبدو أنّ ساعة الأرض الكبرى، أي الحياة نفسها، على وشك النفاد: كوارث كارثية، طبيعية وغير طبيعية، تجتاح العالم، الأنواع تنقرض بسرعة، الناس ينسحبون من الحياة، والإنترنت على وشك أن يفعل الشيء عينه. هذا أمر سيئ، على رغم من أنّ مشكلات الاتصال الدائمة قد تجعل ذلك يبدو كأنّه مجرّد يوم آخر على كوكب الواقع.

 

"حياة تشاك" فيلم يُثير الفضول، بدءاً من موقفه المسترخي نسبياً، شبه اللامبالي تجاه الانقراض من أي نوع. يخلط بين الأجواء والنغمات بشكل غير مريح، ويُخفِّف المآسي بالابتسامات، ويضع في الواجهة تشاك، محاسب له ماضٍ مأساوي، يؤدّي دوره توم هيدلستون، الذي يتمسك بخَيط ضعيف سواء في القصة أو في جذب اهتمامك.

 

تشاك حاضر منذ البداية لكنّه لا ينبض بالحياة إلّا في منتصف الفيلم تقريباً. لديه طفل وهو متزوّج بسعادة، على الأقل وفقاً للراوي (نيك أوفرمان)، الذي تصاحب صوته الجاف المنفصل قليلاً السرد طوال الفيلم. أن يكون الراوي شخصية أكثر حيَوية من تشاك هو أمر غريب آخر، يُفترض أنّه غير مقصود.

 

الفيلم من كتابة وإخراج مايك فلاناغان، ومبني على رواية قصيرة من 3 أجزاء تحمل الاسم عينه، كتبها ستيفن كينغ، وموجودة ضمن مجموعته القصصية If It Bleeds.

 

اقتباس فلاناغان للقصة مُخلِص بدقّة، لكن بشكل غير حكيم، للمصدر. كما في قصة كينغ، ينقسم الفيلم إلى 3 أجزاء تُروى بترتيب زمني عكسي. وأيضاً كما في القصة الأصلية، يظهر تشاك أولاً على لوحة إعلانات لا تبدو وكأنّها تروّج لأي شيء.

 

إنّها تعرض فقط صورة لتشاك مرتدياً بدلة ويجلس على مكتب، يبتسم للعالم، يحمل كوباً في يد وقلماً في الأخرى. وتقرأ اللوحة: "39 سنة رائعة!"، "شكراً تشاك!".

 

تلفت اللوحة نظر أكثر شخصية مكتملة في الفيلم، مارتي (تشيويتل إيجيوفور)، مِحوَر الفصل الافتتاحي المليء بالكوارث. مارتي، معلّم مدرسة يظهر ارتباطه البسيط بتشاك لاحقاً، ويواصل أداء عمله في الصف على رغم من اقتراب نهاية العالم.

 

"أنا أحتوي على عوالم كثيرة"، يقرأ أحد طلابه بجفاء من قصيدة والت ويتمان "أغنية عن نفسي". ونظراً للجمود الملحوظ في الجميع، بما فيهم مارتي، فإنّ قصيدة "الرجال الجوف" كانت لتبدو صريحة جداً: "هكذا تنتهي الحياة، لا بانفجار بل بأنين".

 

إيجيوفور ممثل حساس وجذاب، بارع في تجسيد الحزن، ويمنح الفيلم بداية قوية. وجهه الرقيق وعيناه الكبيرتان المليئتان بالشجن تجذبانك إليه بطبيعتهما، لكن حتى عندما تدمع عيناه، كما يُحبّ المخرجون، فإنّ موهبته في التعبير العاطفي الدقيق والعميق هي التي تُبقيك متابعاً.

 

وتُعدّ هذه المهارة مفيدة مع شخصيات مبهمة التكوين مثل مارتي، رجل طيب ووحيد لا يزال قريباً من زوجته السابقة، فيليشيا (كارن غيليان). لا يوجد الكثير في شخصية كل من مارتي أو علاقته بفيليشيا، لكنّ إيجيوفور يُضفي على مارتي لمسات من الشخصية وإحساساً بالنبل يوحي بأنّه، على رغم من فقدان الإنسانية، لم يفقد كل فرد على حدة. ومن المؤسف أنّ الفيلم لا يواصل التركيز على مارتي، الذي يضفي عليه دفئاً ملحوظاً.

 

بدلاً من ذلك، ينتقل الفيلم إلى الوراء في الزمن، إلى ما قبل نهاية العالم الوشيكة، حين يؤدّي تشاك رحلة عمل. إنّه جذاب بلا شك، لكنّه يُثبت سريعاً أنّه غير متطوّر بالشكل الكافي، خصوصاً بالنظر إلى الثقل الميتافيزيقي، الذي يحمله في قصة تتناول أسئلة حول طبيعة الواقع، الكون، والوعي البشري.

 

وسط دوامة الأفكار والصور في الفيلم (يظهر كل من كارل ساغان وجين كيلي)، يقوم تشاك ببعض الحركات، بما في ذلك رقصة عفوية في الشارع. وقد صمِّمت الرقصة ماندي مور، واستغلت الرشاقة النحيلة لهيدلستون والنعومة الحركية التي يُحبّ إظهارها في البرامج الحوارية. وعلى رغم من أنّ مشاهدة تشاك وهو يرقص ممتعة، فإنّ حياته الداخلية تُصاغ بشكل أفضل عبر تعليق الراوي.

 

هذا ليس خطأ هيدلستون تماماً، إذ لا يُمنح الكثير من الحوار أو ما يعادل الفرص التي تُمنح للممثلين الذين يُجسّدون تشاك في طفولته ومراهقته المليئتَين بالمآسي، وهي التي تَختَتِم الفيلم على نحو ضبابي. هؤلاء الثلاثة (ابن المخرج كودي فلاناغان، بنيامين باياك، وجايكوب ترمبلاي) يقدّمون أداءً مقنعاً في بعض اللحظات، لكنّ الشخصية ككل لا تكتمل أبداً.

 

وبينما يواصل تشاك الشاب التقدّم بثبات ويزدهر، على رغم من فقدانه العديد من الأحباء، تبدأ الشخصية ومعها الفيلم في أن يصبحا غير مقنعَين، بل عبثيَّين.

 

قد يكون من المريح، على الأقل لبعض الناس، مشاهدة شخصيات سينمائية تعاني خسارات لا توصف (فقدان والد، أو فقدان عالم بأكمله) ثم تهبط على أقدامها بخفة كما يفعل تشاك عندما يدور ويلفّ. لكنّ بعض الحكايات الخرافية من الأفضل أن تبقى على الورق.

theme::common.loader_icon