أخصائية تغذية
أظهرت دراسة علمية صادرة عن جامعة أوساكا اليابانية في 2 أيار 2025، ونُشرت في مجلة Scientific Reports، نتائج واعدة حول مركّب طبيعي يُستخرج من زنجبيل الكينكور، المعروف بـ«الزنجبيل الذهبي».
هذا المركّب يُعرف باسم إيثيل بي-ميثوكسي سينامات (EMC)، وقد أثبت فعاليّته في التأثير على خلايا الأورام لدى الفئران.
تكمُن أهمية هذا المركّب في قدرته على تعطيل المسار الحيَوي الذي تعتمد عليه الخلايا السرطانية لتوليد الطاقة، إذ يمنع تصنيع الأحماض الدهنية، وهي مصدر طاقة أساسي لهذه الخلايا.
هذا التثبيط يؤدّي إلى انخفاض كبير في إنتاج جزيئات ATP، المسؤولة عن تخزين ونقل الطاقة داخل الخلايا.
وعلى رغم من محاولات الخلايا السرطانية تعويض هذا النقص باللجوء إلى تحويل الغلوكوز إلى حمض اللاكتيك، عبر ما يُعرف بـ «تأثير واربورغ»، فإنّ هذا البديل لا يكفي لاستمرار النمو، ممّا يؤدّي إلى تباطؤ الانقسام الخلوي وتوقفه عند مرحلة G1/S المبكرة.
لتأكيد الآلية، أضاف الباحثون حمض البالميتيك إلى خلايا الورم، فاستعادت قدرتها على إنتاج الطاقة، ممّا أثبت أنّ EMC يعطّل إنتاج الدهون الجديدة تحديداً.
على ضوء هذه النتائج، يمكن ترجمة الفائدة إلى سلوك غذائي وقائي، من خلال إدخال زنجبيل الكينكور إلى النظام الغذائي اليومي، سواء بإضافته إلى الشوربات، العصائر، أو صلصات السَلطة، أو تناوله كمشروب دافئ مع العسل.
كما يُنصح بتقليل استهلاك الدهون المشبعة الصناعية، مثل السمن النباتي والأطعمة المقلية، والتركيز على الدهون الصحية الموجودة في زيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات النيئة.
كذلك، فإنّ تناول أطعمة غنية بأوميغا 3، مثل بذور الكتان والشيا والأسماك الدهنية، يُساهم في تقليل الالتهابات وتعزيز المناعة.
ويُفضَّل استبدال الكربوهيدرات المكرّرة بحبوب كاملة كالشوفان، العدس، والبرغل.
كما أنّ اعتماد نظام غذائي متوسطي-آسيوي، غني بالخضار والبقول، معتدل في الدهون ومحدود في اللحوم الحمراء، قد يدعم الجسم في مقاومة السرطان.
أخيراً، يُعتبَر الحفاظ على وزن صحي وتجنّب تراكم الدهون الزائدة من العوامل التي تُعزّز فاعلية مركبات طبيعية مثل EMC.
ومع ذلك، لا يُنصح بالاعتماد على هذه المركّبات كبديل للعلاج الطبي، بل يجب استشارة مختصين عند استخدامها كمكمِّلات، خصوصاً في حالات المرض أو الحمل.
