غير أنّ دراسات علمية حديثة نُشرت في Environmental Health Perspectives، كشفت عن آثار صحية متعدّدة لهذا النوع من التدخين، لا تقتصر على الجهاز التنفسي بل تمتد إلى الجوانب النفسية والتغذوية.

تحتوي السجائر الإلكترونية على النيكوتين، الذي يُنشّط الجهاز العصبي المركزي، فيؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدّل ضربات القلب، ما يرفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب مع مرور الوقت.

كما تبيّن أنّ الأبخرة الناتجة منها تحمل مركّبات كيميائية دقيقة تُسبِّب التهابات رئوية مزمنة وتؤثر على كفاءة تبادل الأوكسجين، ما يُضعف الأداء البدني.

في المملكة المتحدة، ونتيجة للانتشار المتزايد لاستخدام هذه المنتجات بين الشباب، أعلنت الحكومة في كانون الثاني 2024 عن حظر بيع السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام، بهدف حماية الصحة العامة والحدّ من الاعتماد على النيكوتين بين طلاب المدارس والجامعات.

وقد دخل هذا القرار حيّز التنفيذ في الأول من حزيران 2025، ليشكّل خطوة مهمّة نحو مواجهة هذه الظاهرة.

من الزوايا الأقل تداولاً في هذا النقاش هو تأثير السجائر الإلكترونية على التغذية، إذ يُضعف النيكوتين الشهية ويُغيِّر من معدّل الأيض، ما قد يؤدّي إلى نقص عناصر غذائية أساسية.

كما يمكن للمواد الكيميائية المصاحبة لعملية التبخير أن تضرّ بالجهاز الهضمي وتُقلّل من امتصاص الفيتامينات والمعادن.

لذا، يُنصح المستخدمون بالتركيز على نظام غذائي غني بفيتامين C وD وB، الكالسيوم، المغنيسيوم، الزنك، إلى جانب تناول الخضروات الورقية والفواكه، وشرب كميات كافية من الماء.

ولا يقتصر الضرر على الجسم، إذ أظهرت دراسات ارتباط استخدام السجائر الإلكترونية بارتفاع معدّلات القلق واضطرابات النوم بسبب تأثير النيكوتين على كيمياء الدماغ، ممّا يزيد خطر الاعتماد النفسي.

لذا، من المهم تبنّي نمط حياة صحي يجمع بين التغذية المتوازنة، النشاط البدني، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمّل والتنفّس العميق.

في ضوء ذلك، يُعدّ حظر السجائر الإلكترونية خطوة وقائية تهدف إلى تقليل أضرارها، لا سيما بين الشباب، والتشجيع على بدائل أكثر أماناً مثل برامج الإقلاع عن التدخين. فالوعي هو الأساس، والصحة استثمار يبدأ اليوم.