أخصائية تغذية


كم مرّة شعرت بالقلق بعد الوقوف على الميزان؟ على رغم من أنّ الوزن يُعدّ من المؤشرات الصحية الشائعة، إلّا أنّه لا يُعطي الصورة الكاملة عن حالتك الصحية.
الصحة الحقيقية تعتمد على عوامل متعدّدة تتجاوز مجرّد الرقم الظاهر على شاشة الميزان.
العضلات مقابل الدهون
العضلات أكثر كثافة من الدهون، ما يعني أنّها تشغل حيّزاً أكبر على رغم من وزنها المماثل. لهذا السبب، قد يبدو الشخص الرياضي أو ذو الكتلة العضلية المرتفعة أثقل على الميزان، على رغم من تمتعه بصحة ممتازة ونسبة دهون منخفضة.
فمثلًا، قد يُسجّل لاعب رياضي وزناً مرتفعاً نسبياً، لكنّه يتمتع بجسم قوي ونسبة دهون مثالية.
مؤشر كتلة الجسم لا يكفي وحده
يُستخدم مؤشر BMI لتقييم الوزن بالنسبة للطول، لكنّه لا يُفرّق بين الكتلة العضلية والدهنية، ولا يأخذ في الاعتبار السنّ أو الجنس أو البنية الجسدية.
على سبيل المثال، قد يُصنّف شخص قوي البنية «بديناً» بحسب المؤشر، على رغم من أنّ تركيب جسمه صحي. لذا يُفضّل اللجوء إلى أدوات أكثر دقّة مثل تحليل تركيب الجسم أو قياس محيط الخصر.
توزيع الدهون أهم من كمّيتها
ليست كل الدهون متساوية في تأثيرها الصحي. فالدهون الحشوية، التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية، أخطر من الدهون تحت الجلد.
وأظهرت دراسة نشرتها The Lancet Diabetes & Endocrinology أنّ ارتفاع نسبة محيط الخصر إلى الورك يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، حتى لو كان الوزن الإجمالي طبيعياً.
تحليل تركيب الجسم: رؤية أعمق للصحة
يمكن لتحليل تركيب الجسم أن يُحدّد بدقّة نسب الدهون والعضلات والعظام، باستخدام تقنيات مثل: DEXA Scan (قياس امتصاص الأشعة السينية) وBioelectrical Impedance Analysis (التحليل بالتوصيل الكهربائي).
عوامل صحية لا يَقيسها الميزان
الصحة تتأثر بمجموعة من الجوانب، منها: مستوى النشاط البدني، نوعية التغذية، جودة النوم، الصحة النفسية، والعوامل الوراثية.
أظهرت دراسة لـ Harvard T.H. Chan School of Public Health أنّ الالتزام بخمسة سلوكيات صحية يُخفّض خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 74%.
نصائح عملية لتقييم صحتك بدقّة:
راقب محيط خصرك: أقل من 102 سم للرجال، و88 سم للنساء.
تابع المؤشرات الحيوية: كالضغط وسكّر الدم والكوليسترول.
اختبر لياقتك: من خلال التحمّل والقوة والمرونة.
استشر مختصاً صحياً لتقييم شامل.
في النهاية، الرقم على الميزان ليس كل شيء. تبنَّ نظرة شمولية تجعل من نمط حياتك مؤشراً حقيقياً لصحّتك.







