‎“خُلاصة "الجمهورية
‎“خُلاصة "الجمهورية
Sunday, 08-Jun-2025 21:13

في مشهد يعكس عمق التحديات المحلية والإقليمية والدولية التي تواجه لبنان والمنطقة، تنوعت المواقف والتحركات من كبار المسؤولين الدينيين والسياسيين، في وقت تستمر فيه التصعيدات العسكرية والضغوط الأمنية والاقتصادية، وسط تطورات متسارعة على مختلف الجبهات.

في الذكرى السادسة والعشرين لجريمة اغتيال القضاة الأربعة في قصر عدل صيدا، شدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على أن “الجريمة تبقى جرحاً غائراً في ضمير الوطن وفي قلب العدالة اللبنانية”، مؤكداً أن “دماء القضاة الشهداء ستبقى أمانة في أعناق اللبنانيين، ولن تُنسى مهما طال الزمن”. بدوره، جدد رئيس الحكومة نواف سلام العهد “بألا إفلات من العقاب بعد اليوم”، مؤكداً الاستمرار في النضال من أجل قضاء نزيه ومستقل يكرّس العدالة.

من جانبه، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس عيد العنصرة دعوة إلى تجديد العمل الوطني على أسس روحية وأخلاقية، مشيراً إلى أن لبنان يعيش زمناً مليئاً بالتحديات لكنه أيضاً زمن فرص ورجاء. ودعا إلى إحياء الضمير الوطني وتجديد المؤسسات وتحقيق الخير العام في المجتمع والسياسة والإعلام، مشيداً بدور “تيلي لوميار” في نقل الحقيقة.

في الجنوب اللبناني، استمرت الاعتداءات الإسرائيلية، حيث استهدفت طائرة مسيّرة دراجة نارية في بلدة الشهابية – قضاء صور، ما أسفر عن سقوط شهيد وعدد من الجرحى. يأتي ذلك ضمن سلسلة غارات عنيفة شنتها إسرائيل مؤخراً على الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدة عين قانا، ضمن تصعيد مستمر منذ 8 تشرين الأول 2023، تحوّل إلى حرب شاملة في أيلول 2024، أسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى ونزوح أكثر من 1.4 مليون شخص، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين الثاني 2024، والذي لا تزال إسرائيل تنتهكه بشكل متكرر.

في المقابل، كشفت إيران عن حصولها على وثائق حساسة تتعلق بالمنشآت النووية الإسرائيلية، وأعلنت عن تنفيذ عملية استخباراتية واسعة لجمع هذه المعلومات، واصفة الوثائق بـ”الكنز الثمين” الذي سيُعلن عنه في الوقت المناسب. كما دانت الخارجية الإيرانية العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة على شخصيات وكيانات إيرانية، ووصفتها بأنها “سياسة فاشلة وعداء مستمر ضد الشعب الإيراني”.

وفي تصعيد داخلي في الولايات المتحدة، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، على خلفية احتجاجات عنيفة ضد سياسات الهجرة، شهدت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وترافقت مع تصريحات حادة من ترامب دعا فيها إلى تدخل فدرالي إذا فشلت السلطات المحلية في ضبط الوضع.

أما على صعيد الأمن الجوي، فقد أعلنت السلطات الكويتية هبوط طائرة تابعة لطيران الخليج بسلام في مطار الكويت الدولي بعد إنذار بوجود قنبلة على متنها، وأكدت أنه تم تفعيل الإجراءات الأمنية دون تسجيل أي إصابات.

وفي تطور إنساني – سياسي جديد، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس منع سفينة مساعدات يقودها ناشطون بينهم السويدية غريتا ثونبرغ من الوصول إلى قطاع غزة، واصفاً الناشطين بأنهم “أبواق دعاية لحماس”، مؤكداً أن الجيش تلقى أوامر بمنعهم من الاقتراب.

تتقاطع كل هذه التطورات لتؤكد أن المنطقة تمرّ بمرحلة دقيقة ومليئة بالتحديات، في ظل استمرار العدوان، وتصاعد التوترات الدولية، وتزايد الدعوات إلى العدالة، وإعادة بناء المجتمعات على أسس راسخة من السيادة والكرامة والحرية والحق.

theme::common.loader_icon