Lilo & Stitch: فوضى المخلوقات
Lilo & Stitch: فوضى المخلوقات
براندون يو - نيويورك تايمز
Friday, 06-Jun-2025 06:34

النسخة الحيّة من فيلم ديزني الشهير الصادر عام 2002، تُعتبر في الغالب مرضية، وغالباً ما تكون محبّبة، حتى وإن تَركت أفضل عناصر النسخة الأصلية خلفها.

 

من الجوانب المثيرة للاهتمام في هذا العصر من إعادة إنتاج أفلام ديزني الكلاسيكية بصيغة حيّة، هو كيف أنّ الأسلوب والنبرة في هذه التحديثات لأعمال الأطفال، التي يُعاد تخيّلها بعد عقود، يجسّدان بدقة كيف تغيّرت توجّهات الترفيه الجماهيري على مرّ الزمن.
من اللحظات الأولى في فيلم «ليلو وستيتش»، التي تعكس إلى حدّ كبير محتوى النسخة المتحرّكة الصادرة عام 2002، يتضح الفارق: المزيد من السرعة والضوضاء والتوجيه المباشر للجمهور.
من باب الإنصاف، فإنّ هذا يُعزَّز على نحو خاص في فيلم تقوم آليته بالكامل على مخلوق يزرع الفوضى والدمار في كل لحظة. تسير الأحداث هنا بسرعة البرق، حتى لو تعثّر الفيلم مراراً في محاولته العزف على أوتار العاطفة التالية. لكن هناك ما يكفي لجعل هذه النسخة تحديثاً مسلياً إلى حدٍّ ما، مقبولاً في المجمل، وغالباً ما يكون لطيفاً، ما قد يُرضي على الأرجح محبي النسخة الأصلية.
باستثناء إضافة شخصيّتَين أو حذفهما، إلى جانب تصعيد في ذروة الأحداث، فإنّ هذه النسخة التي أخرجها دين فليشَر كامب تبقى وفية في الغالب للنسخة الأصلية، وتتابع العلاقة التي تنشأ بين ليلو (مايا كيالوها)، الفتاة اليتيمة التي تتولّى رعايتها شقيقتها الكبرى ناني (سيدني أغودونغ)، و»ستيتش»، وهو تجربة مختبرية فضائية لا يمكن إصلاحها تهبط اضطرارياً في أدغال هاواي.
وعلى رغم من مطاردته من قِبل الاتحاد المجري الكَوني، يتظاهر ستيتش بأنّه كلب وينتقل للعيش مع ليلو وناني، مستغلاً إياهما كدروع بشرية في وجه جمبا (زاك غاليفياناكيس) وبليكلي (بيلي ماغنوسن)، وهما مخلوقان فضائيان مكلّفان بالقبض عليه. وبينما تكافح ناني لتربية شقيقتها وحدها، وتحاول منع خدمات حماية الطفل من أخذ ليلو، لا يزيد ستيتش الأمور إلّا فوضى. لكن بالنسبة إلى ليلو، الفتاة الوحيدة بشدة التي لا تزال تعاني من فقدان والديها، فإنّ ستيتش سرعان ما يتحوّل إلى «أوهانا»، أي العائلة «ولا أحد يُترك خلفه».
لم يكن هذا الفيلم المرح من أوائل الألفية مرشحاً واضحاً لحملة ديزني المستمرة لإعادة إنتاج أفلامها بصيغة حيّة، باستثناء الفرصة التي يُتيحها لإطلاق مخلوق لا يُنسى (ويُدرّ المال) في العالم الحقيقي. إذ تبرّر النسخ الحية الأخرى التي أصدرتها الاستوديوهات العملاقة نفسها جزئياً، من خلال إعادة خلق عوالم شاسعة وخيالية أو إعادة إحياء خصائص قصص الأطفال الكلاسيكية لعصر جديد. أمّا في هذه الحالة، فإنّ السحر البصري الفريد في النسخة الأصلية، المتمثّل في تصوير مناظر هاواي الطبيعية بتقنية رسوم الألوان المائية الجميلة والمتفرّدة، يُستبدل هنا برتابة الإنتاج السهلة لأفلام قناة ديزني.
أمّا الانحراف الأكبر عن النسخة الأصلية فيتمثّل في تصوير جمبا وبليكلي على أنّهما في هيئة بشرية في معظم الفيلم، إذ يتحوّلان في وقت مبكر عن مظهرهما الفضائي الظاهر في النسخة الأصلية. ويبدو هذا وكأنّه قرار تجاري يهدف إلى إتاحة أكبر قدر من الظهور لنجم الفيلم الأبرز، غاليفياناكيس، الذي يُختزل في نهاية المطاف إلى نصف ثنائيٍ كوميدي من الحمقى الأشرار المعتادين في أفلام ديزني.
لكن ما يُتقنه الفيلم، وهو ما يشكّل العنصر الأهم، هو الشريكان الرئيسيان في الجريمة. وعلى رغم من غرابة قول ذلك عن فتاة صغيرة ومخلوق مولَّد بالحاسوب ومستخرج من رسوم متحرّكة يَدوية، فإنّ كالوها وستيتش يمتلكان الكيمياء المحبّبة والإحساس الحقيقي بالمشاعر المطلوبة لجعل هذا العمل ينجح. والأهم من ذلك، أنّهما معاً لطيفان جداً.
وهذا ليس أمراً بسيطاً أو مضموناً، لكنّه شيء يمكن توقّعه من كامب، الذي كان المسؤول عن المخلوق المفعم بالمشاعر في فيلم 2022 المحبّب «مارسيل الصَدَفة ذات الحذاء». ومع ذلك، من اللافت أنّ نوع الضربة العاطفية الحقيقية والعميقة التي جعلت «مارسيل» فيلماً قوياً، هو بالضبط ما يَغيب بشكل لافت عن «ليلو وستيتش» الذي أخرجه كامب.
ما منح النسخة الأصلية تميّزاً واستثنائية بين أفلام ديزني هو واقعها المؤلم والمؤثر عن شقيقتَين تحاولان التماسك بعد خسارة مدمّرة. أمّا هذه المرة، فإنّ القصة تأتي مصطنعة أكثر ممّا هي محسوسة. يعاني الفيلم من منح مشاهده مساحة للتنفّس، ويقصفنا كثيراً بإشارات موسيقية متكرّرة، ويتجاوز لحظات عاطفية حاسمة ليقدّم بدلاً منها دراما عاطفية أقل فاعلية.
لكن أولئك الذين جاؤوا بحثاً عن ليلو وستيتش اللذين عرفوهما وأحبوهما، سيحصلون في الغالب على ذلك تماماً. سيضحك المعجبون ويبكون كما فعلوا مع النسخة الأصلية، حتى وإن تُرِكت بعض من أجمل عناصر هذه العائلة خلفها.

theme::common.loader_icon