هناك نوع آخر من الالتهاب يُعرف بالالتهاب المزمن، وهو حالة ضارّة تؤثر سلباً على الصحة مع مرور الوقت، إذ يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، السرطان، مشاكل المناعة الذاتية، وحتى مرض الألزهايمر.

تلعب التغذية دوراً محورياً في مواجهة هذا النوع من الالتهاب. في هذا السياق، تشرح اختصاصية التغذية الأميركية، بريرلي هورتون، أهمية تضمين نوع معيّن من الدهون في النظام الغذائي، قائلةً إنّ «الأحماض الدهنية الأساسية من نوع أوميغا 3 تُعتبر من العناصر الغذائية المهمّة التي تُسهم بشكل فعّال في مكافحة الالتهاب».

وأوضحت، أنّ أحماض أوميغا 3 تُصنَّف ضمن «الدهون الجيدة»، وتوجد في الأسماك الدهنية، بعض أنواع المكسّرات، والبذور وزيوتها. وتؤدّي هذه الأحماض دوراً مزدوجاً، فهي تُنتج مركّبات مضادة للالتهاب، كما تُقلّل من إنتاج المؤشرات الالتهابية في الجسم.

وتشير هورتون إلى أنّ استهلاك أوميغا 3، لا سيما الحمضَين DHA وEPA، يؤثر في تركيب الأحماض الدهنية داخل أغشية الخلايا، ممّا يُغيّر كيفية تفاعلها مع الالتهابات.

وفقاً لدراسة نشرتها مجلة Nutrients، تُنتج هذه الأحماض مركبات تُحتمل أن تكون مضادة للالتهاب.

كما أظهرت دراسة أخرى نشرتها مجلة Brain, Behavior, and Immunity أنّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة وانتهجوا مكمّلات الأوميغا 3 لمدة 4 أشهر، شهدوا انخفاضاً في علامات الالتهاب، مقارنةً بغيرهم.

وأضافت: «تتميّز أوميغا 3 بقدرتها على خفض إنتاج مجموعة من المركّبات الالتهابية، مثل مركب Eicosanoids المشتق من حمض الأراكيدونيك».

وبناءً على ما سبق، تقترح هورتون 3 وسائل فعّالة لزيادة استهلاك أوميغا 3:

- المأكولات البحرية: يُعدّ السلمون، التونة، والماكريل، من أبرز مصادر DHA وEPA، كما توصي جمعية القلب الأميركية بتناول حصّتَين من السمك الدهني أسبوعياً (كل حصة تزن نحو 100 غرام).

- النباتات: تحتوي بعض النباتات مثل الجوز، بذور الشيا، والهمب على حمض ALA، وهو شكل نباتي من أوميغا 3، وإن كان تحويله إلى DHA ضعيفاً. لذا، يمكن استخدام زيت الطحالب كمصدر نباتي مباشر لـDHA وEPA.

- المكمّلات: لِمَن لا يتناولون الأسماك، يُنصح باختيار مكمّلات أوميغا 3 تحتوي على ما بين 1000 و4000 ملغ من DHA وEPA بنسبة 60/40 تقريباً.