أخصائية تغذية


في ظلّ تزايد الوعي بأهمية الترطيب للحفاظ على الصحة، يواجه كثير من الصائمين والرياضيِّين تحدّياً في مراقبة مستويات الماء في أجسامهم بدقّة ومن دون الحاجة إلى أدوات طبية معقّدة.
كشفت دراسة حديثة عن تقنية واعدة تستخدم الهواتف الذكية لرصد الجفاف عبر مستشعرات سعوية، ما يُمهِّد إلى مرحلة جديدة في تتبُّع المؤشرات الحيَوية الشخصية.
الاستشعار السعوي
طوّر باحثون في مجالَي التكنولوجيا الحيَوية والذكاء الاصطناعي نظاماً يعتمد على لوحة استشعار من نوع FDC2114، مزوّدة بحساسَين سعويَّين يُحاكيان تفاعل شاشة الهاتف الذكي مع الجلد.
ترتكز الفكرة على أنّ مستوى ترطيب البشرة يؤثر على خصائصها العازلة (الديالكترية)، ما يؤدّي إلى تغيّر في استجابة المستشعرات. بهذه الطريقة، يستطيع الهاتف «استشعار» تغيّرات دقيقة في رطوبة الجلد، ما يُتيح تقدير مستوى الجفاف.
العينة والمنهجية
شملت الدراسة 35 صائماً قيست حالتهم 5 مرّات يومياً، و10 رياضيين قُيِّموا قبل وبعد ممارسة التمارين. وجُمِعت بيانات الجلد باستخدام المستشعرات السعوية، ثم حُلِّلت بخوارزميات تعلّم آلي.
أنماط الجفاف حسب الفئة
بيّنت الدراسة تبايناً ملحوظاً في أنماط الجفاف. فالصائمون يعانون من فقدان تدريجي للماء خلال النهار، يبلغ ذروته قبيل الإفطار. أمّا الرياضيّون، فيواجهون تغيّرات سريعة ومفاجئة نتيجة التعرّق.
الترطيب والتغذية
يُعدّ الماء عنصراً أساسياً في العمليات الحيوية، لأنّه يُسهِم في الهضم، امتصاص العناصر الغذائية، نقلها إلى الخلايا، وتنظيم درجة الحرارة عبر التبخّر. كما يحافظ على توازن الإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم، الضرورية لوظائف العضلات. وتلعب حالة الترطيب دوراً محورياً في فعالية المغذيات الدقيقة:
- الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل C وB تعتمد على وفرة الماء للامتصاص والتوزيع.
- الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل A وD وE وK تتأثر بشكل غير مباشر بالجفاف نتيجة تراجع كفاءة الجهاز الهضمي.
تفتح هذه التقنية آفاقاً واعدة لتخصيص التوصيات الغذائية وفقاً للبيانات الفسيولوجية الحية:
- تنظيم مدخول السوائل بناءً على بيانات دقيقة بدل الاعتماد على توصيات عامة.
- تكييف الوجبات حسب نمط فقدان السوائل: مثل التركيز على الأطعمة الغنية بالخضروات والفواكه الطازجة للصائمين.
- تحسين توقيت تناول المكملات الغذائية التي يتأثر امتصاصها بمستوى الترطيب.
- تمييز الجوع الحقيقي عن العطش، ممّا يُقلّل من الإفراط في الأكل.








